روسيا ترفض إعلان حفتر نفسه “زعيماً لليبيا”..
اعلنت روسيا على لسان وزير خارجيتها، سيرجي لافروف، الثلاثاء 28افريل 2020، رفضها لإعلان الجنرال الليبي المتقاعد، خليفة حفتر، نفسه زعيماً لليبيا وإسقاطه لـ”اتفاق الصخيرات” السياسي، الذي كانت قد وقعت عليه الأطراف الليبية في المغرب عام 2015.
وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء، نقلت عن وزير الخارجية سيرجي لافروف قوله إن روسيا لا توافق على تحرك خليفة حفتر قائد قوات شرق ليبيا لفرض سيطرته على البلاد. وأضاف لافروف “لا أتحدث هنا عن أي قوة ضغط تملكها روسيا.. نحن على اتصال مع جميع اللاعبين في الصراع الليبي دون استثناء”.
روسيا “تتواصل مع الجميع”:ك ما قال المتحدث باسم الكرملين الروسي دميتري بيسكوف إن السبيل الوحيد لحل الأزمة الليبية هو التواصل السياسي والدبلوماسي بين الأطراف المتنازعة. جاء ذلك في تصريحات صحفية، الثلاثاء، في العاصمة موسكو، تطرق خلالها إلى تنصيب اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، نفسه حاكماً على ليبيا من جانب واحد.
بيسكوف أشار إلى أن روسيا تواصل محادثاتها مع كافة الأطراف في ليبيا، مضيفاً: “ترى موسكو أن السبيل الوحيد لإيجاد حل المسألة الليبية يتمثل بالتواصل السياسي والدبلوماسي بين جميع الأطراف المتنازعة”.
كما أعلن مسؤول في خارجيتها صباح الثلاثاء، أن بلاده “متفاجئة” من تنصيب الجنرال حفتر نفسه حاكماً لليبيا. وقال مسؤول روسي، فضل عدم الكشف عن هويته لوكالة أنباء “ريا نوفوستي” الحكومية، تعليقاً على ذلك: هذا أمر مفاجئ. فهناك قرارات قمة برلين، والأهم من ذلك، قرار مجلس الأمن الدولي 2510، والتي ينبغي أولاً الالتزام بها من قبل الليبيين أنفسهم بمساعدة المجتمع الدولي، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
أضاف المسؤول أن موسكو حثت أطراف الصراع في ليبيا على استئناف المفاوضات. وقال: “ندعو إلى استمرار الحوار الشامل بين الليبيين في إطار العملية السياسية ولا يوجد حل عسكري للصراع”.
ورقة ضغط على المجتمع الدولي: يرى د. نزار كريكش، الأكاديمي والباحث الليبي، أن إعلان خليفة حفتر الأخير، يعني فشله في المعركة بالمنطقة الغربية، لذا فإنه يريد أن تصبح المنطقة الشرقية تحت حكمه، ليستخدمها كورقة ضغط على المجتمع الدولي والقوى الليبية، للدخول معه بمفاوضات كرئيس وحاكم للبلاد.
يردف كريكش في تصريح لـ”عربي بوست” قائلاً: حفتر الآن يقول، “حسناً أنا لا أستطيع الدخول لطرابلس لكن عندي الشرق الليبي تحت حكمي”. وبالطبع هذا سيدخل المنطقة الشرقية في مشاكل خدمية ومالية لا حصر لها، وهو لا يستطيع حلها وحده، وهذا يؤكد أنه انتقال من المجال العسكري في المنطقة الغربية إلى محاولة استخدام السياسة لتثبيت نفسه كحاكم.
الخميس الماضي، طرح عقيلة صالح في كلمة متلفزة، مقترحاً لحل سلمي للخروج من الأزمة الليبية، وهو ما يناقض ما طالب به جنرال الشرق. فعقيلة، الذي لم يعُد يحضر اجتماعاته سوى نحو خُمس النواب من إجمالي 200، اقترح إعادة تشكيل مجلس رئاسي من 3 أعضاء عوض 9، بحيث يختار كل إقليم ممثله في المجلس بالتوافق أو الانتخاب، وتحت إشراف أممي. وهذا ما يتناقض مع خطاب حفتر الإثنين، الداعي إلى إسقاط الاتفاق السياسي برمته، وعلى رأسه المجلس الرئاسي المنبثق عنه.