يا صوفيا.. بابا الفاتيكان”متألّم للغاية” والإمارات تدخل على الخط
لم يفوّت البابا فرنسيس عظته الأسبوعية دون التطرّق لقرار تركيا تحويل آيا صوفيا إلى مسجد، وألمانيا تدعو إلى أن يكون “آيا صوفيا” مكانا للقاء. بينما أصدرت الإمارات موقفها، لتكون أول دولة عربية تدخل رسميا على الخط.
قال البابا فرنسيس اليوم الأحد (12 جويلية 2020) إنه يشعر بالألم لقرار تركيا تحويل متحف آيا صوفيا في إسطنبول إلى مسجد، في أول رد فعل من نوعه لأعلى سلطة روحية في العالم المسيحي.
وقال بابا الفاتيكان خلال عظته الأسبوعية في ساحة القديس بطرس “فكري مشغول بإسطنبول. أفكر في القديسة صوفيا والألم يعتصرني”. ولم يكن الحديث عن آيا صوفيا مبرمجا في نصّ العظة الأسبوعية.
ووقع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أول أمس الجمعة مرسوما يقضي بفتح معلم آيا صوفيا التاريخي، للصلاة أمام المسلمين اعتبارا من 24 جويلية وجاء ذلك عقب إلغاء المحكمة الإدارية العليا قراراً قديما يعود لعام 1934، كان قد حول هذا المعلم التاريخي من مسجد إلى متحف.
ويأتي تصريح الحبر الأعظم بعد موقف المجلس العالمي للكنائس الذي يمثل 350 كنيسة، الذي وجه رسالة إلى الرئيس أردوغان يعبر فيها عن “الحزن والاستياء”، وعن أن أردوغان “قلب الإشارة الإيجابية بوجود آيا صوفيا ليجعل منها اشارة استبعاد وانقسام”، وأن هذا القرار يهدد بتشجيع “طموحات مجموعات أخرى، خارج تركيا، تسعى إلى تغيير الأمر الواقع وإحياء الانقسامات بين المجتمعات الدينية”.
“آيا صوفيا” ينبغي أن يكون مكان لقاء
وفي رد فعله، أعرب ماركوس غروبل مفوض الحكومة الألمانية للحريات الدينية عن أسفه للتطورات الأخيرة، مبرزا أن “للبناية (المعلمة) دلالات تاريخية عميقة بالنسبة للمسيحية كما هي أيضا بالنسبة للإسلام. وفي حال حدوث تغيير في الوضع فيجب أن يظل مكانا للقاء والتبادل بين الديانتين”.
وصدر عن مؤتمر الأساقفة الألمان موقف مشابه، داعيا إلى “قرار سياسي يعزز الوحدة في البلد والشعور بالتآزر بين المسلمين والمسيحيين، بدل التحريض على المرارة وتشجيع قوى التنافر”.
الإمارات أول دولة عربية تنتقد قرار أردوغان
وفي أوّل تعليق رسمي من حكومة دولة عربية، قالت وزيرة الثقافة والشباب في الإمارات نورة بنت محمد الكعبي إن التراث الثقافي يمثل إرثاً بشرياً يجب المحافظة عليه وعدم استغلاله وتغيير واقعه عبر إدخال تعديلات تمس جوهره الإنساني.
وتابعت الكعبي في بيان أصدرته اليوم إن تغيير وضع “آيا صوفيا ” في إسطنبول لم يراع القيمة الإنسانية لهذا المعلم التاريخي، الذي لطالما شكل إرثاً عالمياً وقيمة ثقافية وتراثية، وجسراً لتقريب الشعوب وتعزيز الروابط المشتركة فيما بينها.
وأكدت الكعبي على أهمية لبيان الصادر من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” الذي شدد على أن “آيا صوفيا” تمثل جزءاً من مدينة “اسطنبول التاريخية”، وهي مدرجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي كمتحف، وهي تحفة معمارية وشاهد فريد على التفاعل ما بين أوروبا وآسيا على مر القرون.