ثلاثة علماء في مجال “الثقب الأسود” يفوزون بجائزة نوبل للفيزياء، وترامب يرغب في نوبل للسلام
أعلنت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم في ستوكهولم فوز العلماء روجر بنروز وراينهارد جينزل وأندريا جيز بجائزة نوبل في الفيزياء لعام 2020، لاكتشافهم أن تشكيل الثقب الأسود يمثل “تنبؤا قويا لنظرية النسبية العامة”.
علنت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم في ستوكهولم اليوم الثلاثاء (السادس من أكتوبر 2020) فوز العلماء البريطاني روجر بنروز والألماني راينهارد جينتسل والأمريكية أندريا جيز بجائزة نوبل في الفيزياء لعام 2020.
وحصل بنروز على نصف الجائزة بينما اقتسم العالمان الآخران النصف الثاني.
وقال جوران ك.هانسون، الأمين العام للأكاديمية إن الألماني راينهارد جينتسل والأمريكية أندريا جيز سيحصلان على النصف الثاني من الجائزة “لاكتشاف جسم مدمج فائق الكتلة في مركز مجرتنا ”.
ومن الشائع للعديد من العلماء الذين عملوا في المجالات ذات الصلة أن يتقاسموا الجائزة، إذ منحت جائزة العام الماضي لعالم الكونيات الكندي المولد جيمس بيبلز عن عمله النظري حول اللحظات الأولى بعد الانفجار العظيم، وعالمي الفلك السويسري ميشيل مايور وديدييه كويلوز لاكتشافهما كوكبًا خارج نظامنا الشمسي.
وتتكون الجائزة المرموقة من ميدالية ذهبية وجائزة مالية قيمتها 10 ملايين كرونة سويدية (أكثر من 1.1 مليون دولار)، بفضل وصية تركها منذ 124 عامًا مبتكر الجائزة، المخترع السويدي ألفريد نوبل. وقد تمت زيادة المبلغ مؤخرًا ليصل إلى الرقم الحالي.
يذكر أنه يوم الاثنين منحت لجنة نوبل جائزة علم وظائف الأعضاء والطب للأمريكيين هارفي جيه ألتر وتشارلز إم. والعالم البريطاني المولد مايكل هوتون لاكتشافه فيروس التهاب الكبد الوبائي سي.
فيما تشمل الجوائز الأخرى العمل المتميز في مجالات الكيمياء والأدب والسلام والاقتصاد.
ومع اقتراب موعد الإعلان عن الفائز بجائزة نوبل للسلام لهذا العام، بات الحديث مطروحا عن الكثير من الأسماء المعروفة لنيل تلك الجائزة المرموقة.
وكانت لجنة جائزة نوبل للسلام فى النرويج،قد أعلنت أن أكثر من 300 مرشح تقدموا للجائزة ، موضحة أن المرشحين الـ317 ، منهم 210 أفراد ، و107 منظمات، وقالت اللجنة إن هذا رابع أعلى عدد من المرشحين للفوز بالجائزة على الإطلاق.
ولكن يبقى السؤال من يستحق هذه الجائزة عن جدارة، لاسيما وأن اختيارات اللجنة قد أثارت الجدل في الكثير من المناسبات بشأن معايير إعطاء تلك الجائزة.
وقد يكون من بين المرشحين لهذه الجائزة في هذا العام الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي اعتاد أن يعرب عن غضبه وخيبته لعدم حصوله عليها، متسائلا عن سبب منحها لسلفه باراك أوباما رغم أنه لم يفعل شيئا يذكر على حد قوله.
ورغم أن نانبا نرويجيا رشح ترامب للحصول على جائزة نوبل للسلام هذا العام، غير أنه ليس من المستبعد أن يحوزها بعد دورها الكبير في عقد اتفاقية سلام وصفت بالتاريخية بين إسرائيل ودولة والإمارات، وكذلك إعلان السلام الذي تم بين البحرين وإسرائيل.
ومن بين المرشحين لتلك الجائزة التي يفوز صاحبها باكثر من مليون دولار، الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ البالغة من العمر 17 عاما ونيف، وربما يكون السباب وراء ترشيحها رغم صغر سنها، هو عملها الدؤوب، كما يرى كثيرون، لفتح السياسيين وأصحاب القرار أعينهم على أزمة المناخ العالمي.
وكانت ثونبرغ مرشحة بامتياز للفوز بجائزة نوبل للسلام في عام 2019، ولكن فى نهاية الأمر فاز بها رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد لجهوده لحل صراع طويل الأمد مع مع إريتريا المجاورة.
من جانب آخر رشح نواب بحزب اليسار الألماني، الأميركي إدوارد سنودين، لكشفه برامج مراقبة واسعة النطاق في أميركا، ومؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج، ومحللة المعلومات الاستخباراتية السابقة بالجيش الأميريكي تشيلسا مانينج، التي عملت مع أسانج لتسريب وثائق سرية في العام 2010.
مرشحة سعودية.. وأخرى سودانية
وكذلك يبرز من المرشحين، الناشطة السعودية لجين الهذلول، التي جرى اعتقالها قبل نحو عامين رفقة ناشطات آخريات بتهم تتعلق بالتجسس والتخابر لصالح جهات أجنبية والمساس بأمن البلاد، لكن منظمات حقوقية تؤكد أن اعتقال الهذلول ورفيقاتها جاء على خلقية نشاطهن الحقوقي والمطالبة بتحسين أوضاع المرأة في المجتمع ومنحها كافة حقوقها ومساواتها مع الرجل.
ومن السودان، جرى ترشيح “أيقونة الثورة” آلاء صالح، التي أصبحت رمزا للاحتجاجات التي أدت إلى إسقاط نظام الرئيس السابق عمر البشير بعد حكم دام لنحو 30 عاما.
وكانت الطالبة الجامعية آلاء قد صرحت في حديث سابق لوكالة فرانس برس بعد يومين من انتشار تسجيلات مصورة عبر الإنترنت أظهرتها وهي تقف على سيارة تقود الحشود خارج مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم، إن المرأة السودانية دومًا فاعلة في المجتمع السوداني، وتهتم بقضاياه وتطالب بحق شعبها وحقوقها كامرأة”.
هونغ كونغ.. هل تفوز بها؟
وفي خطوة رمزية جرى، تررشيح شعب هونغ كونغ لجائزة السلام، إذ قالت النائبة النرويجية جوري ميبلي إنهم “يناضلون من أجل الحقوق الأساسية كحرية التعبير والديمقراطية وسيادة القانون”.
ودعمت مقترح تلك النابئة في وقت لاحق مجموعة البرلمانيين الليبراليين في النرويج، التي أشارت إلى نوهت إلى أن حركة احتجاجات في ذلك الإقليم الصيني ليس لها قيادة، وأن جميع المناقشات والقرارات كانت تتم عبر فضاء الإنترنت بمحادثات واسعة وكبيرة.
كما رشح عدة أعضاء بالكونغرس الأميركي، تلك الحركة، مشيرين إلى شجاعتها وتصميمها.
وعربيا، أيضا جرى ترشيح شخصيات مصرية معارضة لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولكن بحسب كثير من المراقبين فإن حظوظها بالفوز ضئيلة جدا، ونفس الأمر ينطبق على ترشيح شخصيات جزائرية معارضة.
يجدر الإشارة إلى أن الترشيح لـ”نوبل للسلام” كان مفتوحا أمام عددا من أساتذة الجامعات والقضاة الدوليين والمنظمات الحقوقية والهيئات الدولية بشرط الالتزام بمهلة زمنية محددة قبل إغلاق باب الترشح، وفي كثير من الأوقات خالفت اللجنة المسؤولة عن الجائزة أبرز التوقعات، ليجرى منحها إلى منظمة أو شخصية لم تكن بالحسبان.