هل يتوج فرهادي بالسعفة الذهبية بأقل أفلامه تألقا ؟
في اليوم نفسه الذي عرض فيه فيلم”الكل يعلم” في افتتاح مهرجان كان ، الثلاثاء 8 ماي، كان الرئيس الامريكي يعلن عن الغاء العمل بالاتفاق االنووي مع ايران واستئناف العمل بنظام العقوبات ضد هذه الدولة”المارقة” من وجهة نظر ترامب
الرد الايراني كان فيلما صوره أحد ابرز السينمائيين عالميا اصغر فرهادي في العاصمة الاسبانية مدريد عن الحياة العائلية في اسبانيا ، فيلم ناطق بالاسبانية ومن بطولة نجمين لا يشق لهما غبار هما الفاتنة بينيليبي كروز وخافيير برديم
الفيلم صورة عن الدور الذي يمكن للفن ان يقوم به، القفز على حواجز الثقافات المحلية واللغات والاديان، ان يكون بوسعك ان تقص حكايات من اي مكان في العالم مادام الهاجس انسانيا، الالم والحب والعقاب والثار والنسيان والعفو والمغفرة …. هذه المشاعر هل تتطلب دينا بعينه او لغة دون اخرى ؟
تتمهلت قليلا قبل الكتابة عن فيلم”الكل يعلم”، فضلت ان استطلع اراء النقاد كيف سيكون رد فعلهم ازاء اخر افلام صاحب الاوسكار والسيزار والدب الذهبي؟؟؟
هو ليس افضل افلامه بالتاكيد ولكنه ليس فيلما سياحيا عن اسبانيا، ثم هل هي جريمة ان يخرج ايراني فيلما عن اسبانيا ؟ اليس الانسان هو نفسه في كل مكان؟ يحب ويكره، يغضب ويفرح بصرف النظر عن الجغرافيا وتغير الازمنة والانظمة ليست المرة الاولى الي يغادر فيها اصغر فرهادي ايران ليختار ارضا اخرى لافلامه، فعلها بمناسبة فيلم “الماضي” الذي صوره بالفرنسية وفي فرنسا ، وبفضله فازت الفرنسية “بيرينيس بيجو” بجائزة افضل ممثلة هنا في كان.
[metaslider id=2149]
في الفيلم نفسه ظهر الجزائري الفرنسي طاهر رحيم قصة “الكل يعلم” تدور حول “لاورا” المقيمة بالارجنتين رفقة زوجها، تعود الى مسقط رأسها في اسبانيا لتحضر حفل زواج شقيقتها، وفي ظروف غامضة تختفي ابنتها”ايرين” التي يطالب خاطفوها بفدية قدرها 300 الف يورو يضطر الزوج المفلس الى العودة الى مواجهة الازمة ، ولكنه لا يملك سوى تذكر ربه الذي سيساعده حتما وتجد لاورا في صديق طفولتها وحبيبها السابق”باكو” السند والمنقذ اذ يقرر بيع ارضه لدفع الفدية تتالى المفاجات في ” الكل يعلم” ، فالجميع يعرفون اشياء ولكن اشياء كثيرة لا علم لهم بها تغلي كالمرجل فوق نار باهتة فلاورا تكشف لباكو ان ايرين ليست سوى ابنته هو واليخندرو قبل بتبنيها وتعامل معها كاب حقيقي اما اب العائلة فيكشف عن حقد دفين بسبب شراء باكو لارض لاورا بثمن بخس ….
الكل يعلم ولكن لا احد يعلم كل شيء ، حين دفع باكو اتلفدية وعادت ايرين الى عائلتها، ظفت النهايات المصرية السعيدة الى السطح وربما تهيأ للبعض ان لاورا ستقطع علاقتها بزوجها وتعود الى احضان حبيبها الاول ، وستنكشف خيوط المؤامرة العائلية في اختطاف ايرين على مشهد زخ المياه بكثافة ، يسود الضباب وتتلاشى الوجوه ، وكأني بأصغر فرهادي ما تتوقعونه ليس بضاعتي، لا تباع في متجري، انا قدمت فيلما اخر غير الذي في اذهانكم ، فيلمي ليس بوليسيا ينتهي بالقبض على المجرم ومحاكمته ، فيلمي انساني ليس له نقطة نهاية محددة …. فقصص الناس متحركة ولا احد يعلم متى تبدأ ومتى تنتهي قد لا يكون افضل افلام فرهادي ولكنه رسالة فنية ملؤها الانفتاح على الاخر وقبول المختلف عنا ، فيلم قد يمنح لفرهادي السعفة التي غفلت عنه اكثر من مرة واكتفى من مهرجان كان بافضل سيناريو سنة 2016 وافضل ممثل(شهب حسيني) عن فيلم”البائع”.
محمد بوغلاب