أخيراً وبشكل مفاجئ! ترامب يوافق على نقل السلطة إلى بايدن لكنه يرفض الإقرار بهزيمته
حصل الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، الإثنين 23 نوفمبر/2020، على الضوء الأخضر من إدارة الخدمات العامة لبدء انتقاله إلى البيت الأبيض، بعد فترة وجيزة من إعلانه فائزاً في ولاية ميشيغان، وهي إحدى الولايات الحاسمة.
إذ أبلغت إدارة الخدمات العامة الأمريكية، وهي إدارة مستقلة، الديمقراطي بايدن بأن انتقال السلطة يمكن أن يبدأ رسمياً وذلك قبل توليه المنصب في 20 جانفي
تغريدة ترامب: فيما كتب الرئيس المنتهية ولايته ترامب في تغريدة أن رئيسة إدارة الخدمات العامة إميلي ميرفي وفريقها “من أجل مصلحة بلدنا، يجب أن يقوموا بما يلزم عمله فيما يتعلق بالبروتوكولات الأولية وأبلغت فريقي بأن يقوم بالشيء ذاته”.
هذه الخطوة تقرب الرئيس ترامب أكثر من الإقرار بهزيمته أمام منافسه الديمقراطي وإن لم يعترف بذلك صراحة، كما سيحصل بايدن أخيراً على تمويل اتحادي ومكتب رسمي لإدارته الانتقالية على مدار الشهرين المقبلين.
إذ شدّد ترامب في تغريدة له على تمسكه برأيه حول نتيجة الانتخابات قائلاً أنّ “قضيتنا مستمرّة بقوّة، وسوف نواصل القتال الصالح، وأعتقد أنّنا سننتصر!”.
كما يمهد الطريق أمام بايدن ونائبته كامالا هاريس لتلقي إفادات دورية بشأن الأمن القومي، والتي يتلقاها ترامب أيضاً.
بيان صادر عن فريق بايدن جاء فيه أن اجتماعات ستبدأ مع مسؤولين اتحاديين بشأن طريقة تعامل واشنطن مع جائحة فيروس كورونا، إلى جانب بحث قضايا الأمن القومي.
وبالنظر لهذه التطورات المتلاحقة، يبدو أن جهود الرئيس الجمهوري دونالد ترامب اليائسة لقلب خسارته في الانتخابات الأمريكية بدأت تقترب من نهايتها.
قرار وكالة الخدمات العامة: فيما جاءت تغريدة ترامب بعد إقرار مديرة وكالة الخدمات العامة خطّياً بفوز بايدن، إذ قالت مورفي في رسالة إلى فريق الرئيس المنتخب “نظراً للتطوّرات الأخيرة وما تضمّنته من مراجعات قضائية ومصادقات لنتائج انتخابية، فإنني أرسل إليكم هذه الرسالة اليوم لكي يتم توفير هذه الموارد والخدمات لكم”، مضيفةً: “أرجو أن تسجّلوا أنّني اتّخذت هذا القرار بشكل مستقل، على أساس القانون والوقائع المتاحة أمامي”.
مورفي تابعت قائلة “لم أتعرض أبداً لضغوط، مباشرة أو غير مباشرة، من أيّ مسؤول عن أيّ فرع من فروع السلطة التنفيذية، أياً كان”، سواء أكان في البيت الأبيض أو في وكالة الخدمات العامة، مشدّدة في الوقت نفسه على أنّها تعرّضت “لتهديدات” استهدفتها شخصياً واستهدفت أسرتها وموظّفيها “وحتى حيواناتي الأليفة” بسبب تأخّر وكالتها في إعلان فوز بايدن.
وبإقرار وكالة الخدمات العامة بفوز بايدن في الانتخابات سيتمكّن الرئيس المنتخب وفريقه من الحصول على الدعم الفيدرالي الكامل للاستعداد لتسلّم مفاتيح البيت الأبيض ظهيرة 20 جانفي
كما يشتمل هذا الدعم على أموال حكومية ومساحات مكتبية والقدرة على مقابلة مسؤولين فيدراليين.
وسارع فريق الرئيس المنتخب إلى الترحيب بقرار وكالة الخدمات العامة.
إذ قال يوهانس أبراهام المسؤول التنفيذي في فريق بايدن، عن عملية انتقال السلطة، إنّ “مديرة وكالة الخدمات العامة أكّدت أنّ الرئيس المنتخب جو بايدن ونائبة الرئيس المنتخبة كامالا هاريس هما الفائزان الواضحان في الانتخابات، ممّا يوفّر للإدارة المقبلة الموارد والدعم اللازمين لحصول انتقال سلس وسلمي للسلطة”.
أضاف في بيان أنّه “خلال الأيام المقبلة، سيبدأ المسؤولون الانتقاليون بالاجتماع مع مسؤولين فيدراليين لمناقشة الاستجابة للوباء، وإجراء تقييم كامل لمصالح أمننا القومي، واكتساب فهم كامل للجهود التي بذلتها إدارة ترامب لتفريغ وكالاتنا الحكومية”.
ترامب يرفض النتيجة: ومنذ الانتخابات التي جرت في الثالث من نوفمبر، لا يتوقف الرئيس الأمريكي ترامب عن التشكيك في نزاهة الانتخابات، حيث دعا الأمريكيين في تغريدة السبت إلى ترقب معلومات “عن تزوير كبير قادم من جورجيا”، مشيراً إلى أن الأصوات التي تم اكتشافها أكثر بكثير من المطلوب لفوزه، وأنها توفر فوزاً كاسحاً له.
وكانت ولاية جورجيا، الولاية الجمهورية، قد صدّقت الجمعة على فوز بايدن بعد انتهائها من ماراثون إعادة فرز الأصوات يدوياً.
قال ترامب في تغريدة أخرى إن المحققين الخاصين به “وجدوا مئات آلاف الأصوات المزورة، بما يكفي لقلب النتائج في 4 ولايات”، مضيفاً أنه يأمل أن “يكون لدى المحاكم والمجالس التشريعية الشجاعة للقيام بما يلزم لضمان نزاهة الانتخابات”.
وفي الوقت الذي أعلنت فيه وسائل الإعلام الأمريكية فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بالرئاسة بتحقيقه 306 أصوات في المجمع الانتخابي، ويكفيه فقط 270 صوتاً للفوز بالسباق الرئاسي من أصل 538، فإن ترامب لا يزال يرفض الإقرار بالهزيمة، في قطيعة تاريخية مع التقاليد السياسية الأمريكية، وهو ما من شأنه تعقيد الفترة الانتقالية أمام بايدن، الذي يُفترض أن يتولى مهامه في 20 جانفي 2021
وتقول شبكة “سي بي أس” إن عدد موظفي الفريق الانتقالي لترامب، في 2016، بلغ 328 موظفا وقد قاموا بالعمل مع 42 وكالة حكومية. وفي عام 2008، قدر عدد فريق أوباما بنحو 349 موظفا كانوا ينسقون مع 62 وكالة.
والإعلان عن الفائز في سباق 2000 تأجل إلى 13 ديسمبر، لكن في ذلك الوقت، كانت المعركة على بضع مئات من الأصوات من شأنها أن تحدد الفائز بـ270 صوتا في المجمع الانتخابي.
أما في السباق الحالي، يتقدم بايدن على ترامب في عدة ولايات ما جعله يتخطى عتبة 270 صوتا بكثير، فضلا عن اتساع الفارق بين المرشحين في عدد الأصوات الشعبية.
وفي عام 2000، وافقت إدارة كلينتون على السماح بإطلاع بوش على تقارير استخباراتية، وذلك قبل أسبوعين من إقرار جهاز الخدمات العامة به رئيسا.
ويبدو أن بايدن، قد بدأ بالفعل بشكل غير رسمي استعداداته الرئاسية، فقد بدأ في تشكيل فريقه الانتقالي، واتصل بقادة أجانب، وهي عملية تجري عادة من خلال وزارة الخارجية.
الجدير بالذكر أن ترامب، أعلن، مساء الاثنين، أنه لم يعد يعارض منح فريق الرئيس المنتخب التمويل الفيدرالي اللازم للبدء بعملية نقل السلطة.
وأشاد الرئيس الأميركي في تغريدة عبر حسابه على الدور الذي لعبته مورفي، قائلا: “أود أن أشكر إيميلي مورفي، على ثباتها وانتمائها وولائها لبلادنا، لقد تعرضت للتحرش والتهديد والاستغلال، ولا أود أن أرى ما يحصل لها ولعائلتها وموظفي الإدارة الخدمات العامة”.
لكنّ ترامب شدد في الوقت ذاته على أن “قضيتنا مستمرة بقوّة، وسوف نواصل القتال الصالح، وأعتقد أننا سننتصر”.