فرّ 6 أسرى فلسطينيين، ليلة الأحد-الإثنين 6سبتمبر 2021، من سجن جلبوع، شماليّ البلاد، عبر نفق حفروه، بحسب مصلحة السجون الإسرائيلية.
قناة (كان) الرسمية نقلت عن مصلحة السجون قولها إنّ 6 معتقلين حفروا نفقاً خرجوا منه من سجن (جلبوع) الأشد حراسة في الأراضي الفلسطينية، وأضافت مصلحة السجون أن هذه المعلومات “أولية، حيث ملابسات الحادث قيد التحقيق”.
ونوهت القناة بأنّ زكريا الزبيدي، القائد السابق في كتائب شهداء الأقصى (خلايا عسكرية محسوبة على حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”) وعضو المجلس الثوري للحركة، من بين الفارين.
فيما قالت القناة إنّ الخمسة الباقين ينتمون لحركة “الجهاد الإسلامي”، وهم: مناضل يعقوب نفيعات، ومحمد قاسم العارضة، ويعقوب محمود قدري، وأيهم فؤاد كمامجي، ومحمود عبد الله العارضة.
بدورها، ذكرت صحيفة “معاريف” أنّه تم استدعاء قوات كبيرة من الشرطة إلى مكان الحادث، التي تقوم حالياً بعمليات بحث باستخدام المروحيات في المنطقة.
وقال موقع “واللا” الإخباري إنّ كافة المعتقلين الفارين يقضون عقوبة بالسجن المؤبد (مدى الحياة).
وقالت صحيفة هآرتس، نقلاً عن مصلحة السجون، إن الأسرى الهاربين الستة كانوا في نفس الزنزانة، وأضافت أن طول النفق الذي حفروه يصل إلى عشرات الأمتار، وتم اكتشاف فتحة النفق على بُعد أمتار قليلة خارج أسوار السجن.
بدورها، نقلت القناة 12 الخاصة، عن مسؤول كبير في الشرطة، قوله إن حادثة هروب الأسرى “أحد أخطر الحوادث الأمنية بشكل عام”.
وبحسب الموقع الإلكتروني لمؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان (فلسطينية غير حكومية)، فإن سجن جلبوع يقع في شمال إسرائيل، وأُنشئ بإشراف خبراء أيرلنديين، وافتتح في العام 2004، ويعتبر “ذا طبيعة أمنية مشددة جداً، ويوصف بأنه السجن الأشد حراسة”.
أظهر مقطع فيديو ، لقطات أولى للنفق الذي حفره الفلسطينيون الأسرى الستة واستخدموه للهرب فجر اليوم من أكثر السجون الإسرائيلية تحصيناً، في حادثة أثارت صدمة واستنفاراً في تل أبيب.
الفيديو الذي نشرته هيئة البث الإسرائيلية يظهر حفرة النفق الرئيسية داخل السجن والتي تبدأ من مقعد المرحاض، المنطقة الأكثر انعزالاً في السجن ولكنها أيضاً تخضع لفحص أمني من وحدات الأمن في السجن كل فترة.
يشار إلى أن بعض الأسرى الهاربين قد حاولوا سابقاً الهرب كذلك، وهم يخضعون لمراقبة مشددة تختلف عن مراقبة بقية الأسرى.
من جانبها، قالت قناة 12 الإسرائيلية إن مصلحة السجون اكتشفت النفق بعد ساعة من فقدان الأسرى، موضحة أن النفق استمر حفره سنوات.
أشارت إلى أن حفر النفق كان من غرفة المرحاض، وتمكن الأسرى من الخروج عبر خط الصرف الصحي.
كما لفتت إلى أن سيارات فلسطينية انتظرت الأسرى قريباً من السجن؛ لنقلهم بعيداً عن المنطقة.
وتشارك طائرات هليكوبتر وأخرى بدون طيار وقوات كبيرة من الجيش والشرطة والشاباك في عمليات بحث واسعة عن الأسرى الهاربين، وسط تخوفات من دخولهم مناطق الضفة الغربية.
عملية هروب معقدة
فجر الإثنين، فرّ 6 أسرى فلسطينيين من سجن جلبوع، شماليّ البلاد، عبر نفق حفروه، بحسب مصلحة السجون الإسرائيلية.
قناة (كان) الرسمية نقلت عن مصلحة السجون قولها إنّ هروب الأسرى الفلسطينيين جاء بعد أن حفروا نفقاً خرجوا منه من سجن (جلبوع) الأشد حراسة في الأراضي الفلسطينية، وأضافت مصلحة السجون أن هذه المعلومات “أولية، حيث ما زالت ملابسات الحادث قيد التحقيق”.
نجح 6 أسرى فلسطينيين، صباح الإثنين 6 سبتمبر 2021، في الفرار من سجن “جلبوع” الإسرائيلي، عبر نفق حفروه، بحسب مصلحة السجون الإسرائيلية، على الرغم مما يتعرضون له من حراسة ومراقبة مشددة، إذ يخضع معظمهم لأحكام سجن عالية، وقد حاول بعضهم الهرب سابقاً.
من بين الأسرى الفارين أسير ينتمي لحركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” والبقية لـ”الجهاد الإسلامي”، أحدهم حاول الهروب بالطريقة نفسها سابقاً.
مما يميز الأسرى أنهم يقضون جميعاً أحكاماً بالسجن المؤبد (مدى الحياة)، وكلهم من محافظة جنين شمالي الضفة الغربية.
وسائل إعلام فلسطينية نشرت فيديو قالت إنه يظهر الأسرى في آخر ظهور لهم في ساحة السجن الداخلية قبل عملية الهروب.
قادة كبار في فتح والجهاد
القائد في حركة فتح زكريا الزبيدي (45 عاماً)، كان قائداً سابقاً لكتائب شهداء الأقصى، جهاز عسكري محسوب على حركة “فتح”، وقد شهد نضالات عديدة أيام انتفاضة الأقصى.
الزبيدي الذي وُلد في مخيم جنين انتخب عضواً في المجلس الثوري لحركة فتح عام 2006، واعتُقل من مدينة رام الله في 27 فيفري 2019، وهو الوحيد الذي ما زال موقوفاً ولم يصدر بحقه حكم، فيما ينتظر حكماً مشدداً على الأغلب.
الأسير الأكثر خطراً، بحسب مواقع إخبارية إسرائيلية، كان محمود العارضة، مسؤول الجهاد الإسلامي في سجن جلبوع، والذي حاول لأكثر من مرة الهروب من السجن وسبق أن حفر نفقاً ولكنه ضُبط في مراحله الأخيرة.
وُلد المحرر محمود عارضة في 8 نوفمبر/ 1975، في بلدة عرابة قضاء مدينة جنين شمال الضفة المحتلة، وكان اعتقاله الأول في عام 1992، حكم حينها بالسجن 4 سنوات.
أعيد اعتقاله للمرة الثانية في عام 1996 بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، والمشاركة في عمليات مقاومة قُتل فيها عدد من الصهاينة.
حُكم بالسجن المؤبد مدى الحياة و15 عاماً، أمضى منها 26 عاماً قبل انتزاع حريته من خلال النفق اليوم.
تعرض خلال فترة اعتقاله للتضييق والعزل، ففي العام 2011 عُزل سته أشهر متواصلة، ثم في عام 2014 على خلفية محاولته الهرب بحفر نفق في سجن شطة، حيث أمضى أكثر من عام في العزل.
الأسير مناضل يعقوب عبدالجبار نفيعات (32 عاماً)، من مواليد بلدة يعبد قضاء جنين اعتُقل عام 2006 وأفرج عنه عام 2015، أعيد اعتقاله في المرة الأخيرة عام 2020، بتهمة الانتماء لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي والمشاركة في عمليات للمقاومة ضد قوات الاحتلال.
الأسير يعقوب محمود أحمد قادري (39 عاماً) من مواليد قرية بير الباشا قضاء جنين، تعرض للمطاردة من الاحتلال منذ أيام انتفاضة الأقصى عام 2000.
شارك في معركة الدفاع عن مخيم جنين عام 2002، واعتقل في 18 أكتوبر 2003، حيث صدر بحقه الحكم بالسجن المؤبد مرتين و35 عاماً.
في عام 2014 حاول مع الأسير محمود عارضة ومجموعة من الأسرى الفرار من سجن شطة، عبر نفق، لكن المحاولة لم تنجح.
الأسير المحرر أيهم فؤاد نايف كمامجي (35 عاماً) من مواليد قرية كفر دان في مدينة جنين، بدأ الاحتلال في مطاردته في ماي 2000، إلى أن تمكَّن من اعتقاله في 4 جويلية 2006، وحُكم عليه بالسجن المؤبد مرتين.
الأسير المحرر محمد قاسم أحمد عارضة (39 عاماً)، من مواليد بلدة عرّابة قضاء مدينة جنين، اعتقل في كمين إسرائيلي بتاريخ 7 جانفي 2002، ثم أفرج عنه منتصف شهر مارس من العام 2002.
بتاريخ 16 ماي 2002، تمت محاصرته واعتقل في مدينة رام الله، قبل أن يحكم عليه بالسجن 3 مؤبدات و20 عاماً.
القلعة “جلبوع”
فيافريل 2004 افتتحت إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي سجن “جلبوع”، وتفاخرت بأنه الأشد تحصيناً بين سجونها، وزجت فيه بمئات الأسرى الفلسطينيين بعد حملات اعتقال واسعة شهدتها سنوات انتفاضة الأقصى.
استعانت إدارة سجون الاحتلال بشركة إيرلندية لبناء السجن، على شكل (حصن منيع)، واعتبر منذ تأسيسه أحد أكثر السجون قسوة في التعامل مع الأسرى الفلسطينيين.
يقع سجن “جلبوع” في بيسان شمال فلسطين المحتلة، قرب سجن “شطة”، الذي تعرض فيه الأسرى أيضاً لأبشع عمليات التنكيل من قبل السجانين خاصة خلال سنوات انتفاضة الأقصى.
تقول مؤسسات الأسرى إن سجن “جلبوع” يتكون من خمسة أقسام في كل قسم منها 15 غرفة، تتسع كل منها لثمانية أسرى، ويعاني الأسرى فيه من ظروف بيئية صعبة؛ حيث ارتفاع نسب الرطوبة العالية.
لكن تمكن ستة أسرى فلسطينيين معظمهم من المحكومين بالسجن المؤبد، من انتزاع حريتهم من سجن “جلبوع”، بعد أن حفروا نفقاً استمر العمل فيه لشهور طويلة، وفقاً لتقديرات الاحتلال، الأمر الذي ترك صدمة وانتقادات واسعة للمنظومة في دولة الاحتلال.