كان رجلا متفردا ولامعا
نادية لارغيت تتذكر لقاءها الاول مع نورالدين الصايل قبل عشرين عاما
نشرت نادية لارغيت ارملة السينمائي المغربي نورالدين الصايل تدوينة مؤثرة استعادت فيها ذكرى لقائها الاول بزوجها في 11سبتمبر 2000
” لقاء اول توقف فيه الزمن وجدها مشرقة ورات فيه رجلا متفردا ولامعا ولم يفترقا منذ ذلك الوقت “
تقول نادية لارغيت “كان عهدا وميثاقا استمر عشرين عاما واليوم لن يكون هناك المرة 21…ّ واضافت ” اقبل بحنان هذا الرجل النادر الذي احبني كثيرا “
وكان نورالدين الصايل توفي فجاة في 15ديسمبر 2020 بسبب اصابته بالكورونا
وشكلت وفاة الصايل صدمة جديدة في الأوساط الثقافية والإعلامية المغربية، في حين نعى مثقفون وفنانون وإعلاميون مغاربة، في تغريدات وتدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي، الراحل الذي يوصف بـ”فيلسوف” السينما المغربية، معتبرين رحيله خسارة كبيرة.
كان من مؤسسي الجامعة الوطنية للأندية السينمائية، والتي سيظل رئيساً لها لمدة عشر سنوات، ومروراً بإعداده وتقديمه لبرامج إذاعية ثم تلفزية حول السينما، وانتهاء بترؤسه للمركز السينمائي المغربي طيلة إحدى عشرة سنة، فترة كانت من أزهى المراحل التي عاشها الفن السابع كماً وكيفاً.ولما صعد الاسلاميون الى الحكم كانت الاطاحة بالصايل هدفا رئيسيا لهم فقد كان مشروعه مضادا لمشروعهم، اذ كان يعمل على نشر السينما في كل المغرب بالتشجيع على الانتاج وبتشييد القاعات والمركبات السينمائية لمحو الامية السينمائية والمساهمة في نشر الفكر الحر
وفي سنة 1989، عمل الصايل كمستشار للإعداد لتأسيس القناة الثانية المغربية، قبل أن يغادر في سنة 1990 في اتجاه فرنسا بحثاً عن فضاء أرحب، حيث التحق بقناة “كانال أوريزون”، ليتم تكليفه باختيار الأفلام واقتنائها للقناة، باعتباره رجل سينما، وهو المنصب الذي استمر فيه إلى حين تعيينه في 1999 مديراً عاماً مكلفاً بالبرامج والبث بالقناة.
وبعد صعود محمد السادس الى العرش، عاد نورالدين الصايل الى المغرب، كان ذلك في افريل 2000 ليشغل منصب المدير العام للقناة الثانية، قبل أن يتم تعيينه في سنة 2003 مديراً للمركز السينمائي المغربي. ولم تمنعه مغادرته لمنصب مدير المركز السينمائي المغربي في سنة 2014، ولا تقدمه في السن، من أن يخصص جل وقته للفن السابع الذي يعتبر شغفه وحبه الأزلي، يحاضر ويناقش ويلبي الدعوات دون كلل ولا ملل.
وخلاله مشواره المهني، حظي الصايل بالتكريم في العديد من المهرجانات السينمائية من أبرزها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته 36 في 2014، ومهرجان “الأفلام المغاربية” بباريس في ديسمبر 2015 لمساهمته في تطور السينما المغربية.
وتراس الصايل لجنة تحكيم الافلام الروائية الطويلة لايام قرطاج السينمائية في الدورة 26
وكان الرجل صديقا حقيقيا لتونس وللسينمائيين التونسيين ومن بين ابرز اصدقائه الراحل احمد بهاء الدين عطية والمدير السابق لايام قرطاج السينمائية المنتج الراحل نجيب عياد والمنتج العزيز بن ملوكة الذي كان يتطوع عند كل زيارة للصايل الى تونس لتوفير سيارة وسائق على ذمته حبا له واكراما للصداقة التي تجمعهما ، وكان الصايل يوجه الدعوة كل عام لبن ملوكة ليحضر احد مهرجانات المغرب السينمائية بدءا بمهرجان مراكش ولكن سي عبد العزيز كان يعتذر في كثير من الاوقات عن الحضور
وكان الصايل يعلق على ذلك ضاحكا ” عزيّز يعرف مسبقا اني سادعوه وانا اعرف مسبقا انه سيعتذر”