بعد “برخان” و”تاكوبا”.. ماذا تعني تدريبات “فلينتلوك” لأفريقيا؟
أطلق قائد عمليات الجيش الأميركي في أفريقيا، جايمي ساندز، الأحد، في كوت ديفوار تدريبات “فلينتلوك” العسكرية التي تضم عدة جيوش أفريقية وغربية، في وقت زادت فيه خطورة التنظيمات المسلحة، لاسيما “داعش” و”القاعدة”.
وقالت رويترز إن التدريبات تنطلق “في وقت مضطرب حيث يسيطر فيها المقاتلون الإسلاميون على مناطق واسعة، وتتزايد الانقلابات، وتنسحب القوات الفرنسية”.
ويتحرك المتشددون عبر مناطق واسعة من منطقة الساحل، المنطقة القاحلة من الأراضي الواقعة جنوب الصحراء الكبرى، حيث تتعرض مالي والنيجر وبوركينا فاسو لهجمات منذ عام 2015 أسفرت عن مقتل الآلاف وتشريد أكثر من مليوني شخص.
ويقول خبراء أمنيون لرويترز إن المتشددين تسللوا إلى دول ساحلية من بينها بنين وكوت ديفوار.
وتتحرك هذه المجموعات عبر حدود سيئة المراقبة، ما أربك عمل القوات المحلية والدولية التي أنفقت مليارات الدولارات في محاولة للقضاء على التهديد.
وقادت فرنسا القتال ضد المسلحين منذ 2013 لكن المعارضة الشعبية لتدخلها تصاعدت، حتى أعلنت الأسبوع الماضي أنها ستغادر مالي، وتنتقل بدلا من ذلك إلى النيجر.
ويخشى دبلوماسيون من أن خروج 2400 جندي فرنسي من مالي، مركز الأعمال المسلحة قد يزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة.
وتوجد في أفريقيا عموما جماعات تابعة لـ”داعش”، الذي ذكر تقرير سابق أنه توسع في منطقة الساحل العام الماضي، وهناك جماعات أخرى مرتبطة بالقاعدة، منها “بوكو حرام” في نيجيريا و”حركة الشباب” في الصومال.
وتنظيم “داعش” له “فرعان معروفان” في غرب ووسط أفريقيا، الأول هو “ولاية غرب أفريقيا” الذي انفصل عن “بوكو حرام” عام 2016، ويعمل عناصره في الغالب حول منطقة بحيرة تشاد المتاخمة لنيجيريا والكاميرون وتشاد والنيجر.
والفرع الآخر، هو تنظيم “داعش” في الصحراء الكبرى، ويعمل عناصره حول المنطقة الحدودية للنيجر ومالي وبوركينا فاسو، وتقول مجموعة الأزمات الدولية إن هذا الفرع لديه روابط مع “ولاية غرب أفريقيا”.
وقالت رويترز إن برنامج التدريب الذي أعلن عنه، الأحد، سيجمع أكثر من 400 جندي من جميع أنحاء غرب أفريقيا لتعزيز مهارات القوات، التي يتعرض بعضها لهجمات منتظمة من قبل الجماعات المسلحة المرتبطة بالقاعدة و”داعش”.
وقال ساندز، أثناء إطلاقه رسميا التدريبات في الأكاديمية الدولية لمكافحة الإرهاب، في جاكفيل قرب أبيدجان: “واقع أننا نتمكن من أن نكون هنا اليوم هو شهادة حقيقية على قدرتنا على تجاوز الخصومات بهدف التوصل إلى أهدافنا المشتركة”، لاسيما مكافحة الإرهاب في غرب أفريقيا، وفق ما نقلته وكالة فرانس برس.
وأضاف في حفل الافتتاح: “التركيز الرئيسي لـ”فلينتلوك” هو تبادل المعلومات. إذا لم نتمكن من التواصل، فلن نستطيع العمل معا”.
وإضافة إلى جيشي الولايات المتحدة وكوت ديفوار، تضم تدريبات “فلينتلوك” التي تنتهي في 28 فيفري قوات من غانا والكاميرون والنيجر بدعم من كندا وفرنسا وهولندا وبريطانيا والنروج والنمسا.
وتأتي هذه التدريبات بعيد إعلان فرنسا سحب قوة برخان، وانسحاب قوة “تاكوبا” الأوروبية من مالي، بعد نشرهما في البلاد لمكافحة الجماعات المتشددة.
وتقول رويترز إن غينيا، والدولتين الأكثر تضررا من عنف الإسلاميين، مالي وبوركينا فاسو، لا تشاركان في التدريبات الجديدة بعد أن انتزعت الانقلابات العسكرية السلطة في تلك البلدان منذ عام 2020، ما أثار مخاوف بشأن عودة سمعة غرب أفريقيا على أنها “حزام انقلاب”.