مقارنة بين الجيشين الروسي والأوكراني
يدافع الجيش الأوكراني ضد الغزو الروسي بكل ما أوتي من قوة، رغم أن موسكو تملك جيشا من بين الأكبر في العالم، وأفضل تسليحا “وغارق في الخبرة القتالية الأخيرة من الحرب السورية وفق وصف وكالة رويترز.
وإلى جانب سيل الصواريخ الذي تهاطل على مدن أوكرانية منذ الخميس، أفادت أوكرانيا بتدفق أعداد كبيرة من القوات الروسية عبر حدودها، وعبر الخط الحدودي مع بيلاروسيا، بينما هبطت قوات أخرى على سواحلها على البحر الأسود وبحر آزوف.
وبينما يظل هدف روسيا غير واضح، إلا أن كون العاصمة كييف هدفًا رئيسيًا، لا يكاد يخفى على أحد الآن، حيث قال الرئيس فلاديمير بوتين إنه ينوي “السعي لنزع السلاح من الحكومة الأوكرانية”.
قال الخبير في الحرب البرية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، بان باري، في حديث لرويترز، إن “القيادة العسكرية الروسية ترغب في التحرك بسرعة كبيرة، لعزل كييف، ومنع تشكيل دفاع أوكراني متماسك، وإذا أمكن، تعطيل حركة الاحتياطيات الأوكرانية”. (IISS).
مستشار رئاسي أوكراني قال إن القوات الروسية استولت على مطار هوستوميل، شمال غرب العاصمة، وهو أمر قال باري إنه سيمكنها من التحليق بمعدات إضافية بما في ذلك مركبات مدرعة خفيفة لتكثيف الهجوم.
وقال إن التقدم الروسي على طول ساحل بحر آزوف وبالقرب من خاركيف في الشمال الشرقي يشير أيضًا إلى محاولة لتطويق القوات الأوكرانية في شرق البلاد.
وقدرت الولايات المتحدة أن روسيا لديها أكثر من 150 ألف جندي محتشدين حول حدود أوكرانيا عشية الغزو، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من المقاتلين المدعومين من روسيا في المناطق الانفصالية بشرق أوكرانيا.
في الجهة المقابلة، يبلغ العدد الإجمالي للقوات المسلحة النشطة في أوكرانيا 196 ألفا، وفقًا لتقرير القدرات العسكرية الصادر عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية الأسبوع الماضي.
وفي حين أن الجيش الأوكراني مجهز بعتاد دقيق، ممثل في طائرات تركية بدون طيار وصواريخ أميركية وبريطانية مضادة للدبابات، يقول محللون إن الجيش الأوكراني لا يملك ما يكفي لصد هجمات على البحر.
وتقتصر البحرية الأوكرانية على سفينة حربية واحدة وعشرات زوارق دورية مقابل قوة أسطول البحر الأسود الروسي.
“الثابت مقابل الجوال”
وصفت وكالة رويترز فلسفة الحرب الأوكرانية ونظيرتها الروسية بالحرب بين الثابت والجوال، في إشارة إلى اختلاف منطق العمل العسكري بينهما.
وهيمنت على تجربة أوكرانيا التي امتدت ثماني سنوات من القتال مع القوات الانفصالية في الشرق، حرب الخنادق الثابتة على غرار الحرب العالمية الأولى.
على النقيض من ذلك، أظهرت القوات الروسية في سوريا، حيث تدخلت لدعم بشار الأسد، أنها قادرة على التحرك بسرعة عبر مسافات كبيرة، وتجميع الجسور العائمة لعبور الأنهار، ومزامنة المناورات البرية مع الهجمات الجوية والطائرات المسيرة.
ونفذت القوات الجوية الروسية عشرات الآلاف من الضربات الجوية،
وخدم عشرات الآلاف من أفراد الخدمة العسكرية الروسية في سوريا، وتم نقل كبار أفراد العمليات البرية والجوية والخاصة (سبيتسناز) إلى أوكرانيا، وفقًا لباري.
إلى ذلك، اكتسب الجنود الروس خبرة واسعة في حرب المدن جنبًا إلى جنب مع حلفاء الأسد من حزب الله اللبناني، الأمر الذي قد يكون ذو قيمة إذا اندلعت معارك في المدن الأوكرانية الكبرى.
وقال محللون في شركة “جانس” للاستخبارات الدفاعية إن روسيا استخدمت أيضًا التدخل السوري لاختبار معدات جوية وبرية وبحرية جديدة وحديثة بما في ذلك الجيل التالي من مقاتلات Su-57 وصواريخ كاليبر كروز.
وقال باري: “من أجل الانتصار على روسيا، يتعين على القوات الأوكرانية إظهار مستوى عالٍ جدًا من التكتيكات، وأن تكون جريئة جدًا وحازمة ولديها خطة حملة تفوق الخطة الروسية”.
ثم تابع “الميزة الوحيدة التي يتمتع بها الأوكرانيون هي أنهم يقاتلون من أجل بلدهم على أرضهم، ويبدو أن أعدادًا كبيرة من المدنيين يتطوعون للقتال إلى جانب القوات المسلحة، وهذا قد يجعل أي هجوم روسي على المناطق الحضرية أكثر صعوبة”.
موقع غلوبال فاير باور قارن من جانبه بين القوة القتالية الجوية والبرية لكل من روسيا وأوكرانيا، استنادا إلى إحصائيات لعام 2022، وعلى أساس عدد المجندين والآاليات التي يتوفر عليها كل طرف.
يذكر أن الجيش الروسي يحتل المركز الثاني بين أقوى جيوش العالم بعد جيش الولايات المتحدة الأميركية، في حين يحتل الجيش الأوكراني المرتبة الـ25.
وفيما بلغ عدد المجندين الروس 3 ملايين و500 ألف جندي، لا يتعدى عدد المجندين في الجيش الأوكراني مليون ومئتي ألف.
وبينما لدى روسيا نحو مليوني جندي احتياطي، لا يتعدى عددهم في أوكرانيا 900 ألف.
وبينما لدى روسيا نحو 4173 طائرة، تملك أوكرانيا 318 فقط، وفيما يملك الجيش الروسي 772 طائرة مقاتلة، لدى أوكرانيا 69 فقط.
أما طائرات النقل فلدى روسيا 445 وأوكرانيا 32، وفيما تملك روسيا 522 طائرة تدريب، لا تملك أوكرالينا سوى 71 منها.
تبلغ ميزانية الدفاع الروسي ومعدل الإنفاق السنوي للجيش الروسي 42 مليار دولار فيما لا يتعدى في أوكرانيا 9 مليارات و600 مليون دولار.
الجيشان الروسي والأوكراني.. بالأرقام
عدد طائرات المهام الخاصة الروسية يبلغ 132، في حين لا يتعدى عددها لدى أوكرانيا 5.
المروحيات الروسية، وصل عددها 1543، وفي أوكرانيا لم يتعد عددها 112، أما المروحيات الهجومية فتملك روسيا منها 544 وأوكرانيا 34.
فيما يخص الدبابات، تملك روسيا دبابة 12420 وأوكرانيا 2596، أما المركبات المصفحة فلدى روسيا 30122، و أوكرانيا 12303
عدد المدفعيات ذاتية الحركة الروسية بلغ وفق المصدر ذاته، 6574 أما الأوكرانية فبلغ عددها1067، ووصل عدد المدفعيات المقطورة الروسية 7571، فيما لم يتعد عددها في أوكرانيا 2040.
الجيش الروسي يملك 3391 قذائف الصواريخ المتنقلة، وأوكرانيا 490 فقط.