بترحيلها 70% من المهاجرين الوافدين.. قبرص أكثر الدول الأوروبية تطبيقاً “للعودة الطوعية”
خلال 11 شهرا، أعادت السلطات القبرصية حوالي 7000 مهاجر إلى بلدانهم، من خلال برامج العودة الطوعية. وبذلك تصبح أكثر دولة أوروبية تنفيذا لعمليات “العودة الطوعية”، في ظل العجز عن السيطرة على عمليات عبور الحدود.
أعلن وزير الداخلية القبرصي نيكوس نوريس، أن بلاده أعادت ما يقرب من سبعة آلاف مهاجر إلى بلدانهم خلال عام 2022.
ويعتبر الوزير القبرصي عمليات إعادة المهاجرين من أولوياته، خاصة في ظل بقاء العديد من طالبي اللجوء المرفوضين في قبرص. وكان قد أعلن نوريس في ¨.جويلية الماضي، أن بلاده أعادت 2270 مهاجراً منذ بداية العام حتى ذلك الوقت.
وتعمل الوزارة على شرح آليات العودة الطوعية لجميع طالبي اللجوء المرفوضين، حيث يوجد برنامجان للعودة، أحدهما تنظمه المنظمة الدولية للهجرة، والآخر السجل المدني وإدارة الهجرة.
وتعتبر المنظمة الدولية للهجرة أن نجاح البرامج يتطلب تعاون المهاجرين والمجتمع المدني والحكومات، في كل من البلدان المضيفة وبلدان العبور وكذلك بلد المنشأ.
“نموذجاً” في عمليات إعادة المهاجرين
وخلال عرض توضيحي عن عمليات الإعادة حضره ممثلون من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي و”فرونتكس” و”يوروبول” في نيقوسيا، اعتبر الوزير أن بلاده تقدم “نموذجا” لباقي دول الاتحاد الأوروبي في عمليات إعادة المهاجرين.
وقال إن الهدف هو التنسيق الوثيق بين الدول الأعضاء في الاتحاد، من أجل ضمان نظام فعال لإعادة المهاجرين.
من جانبه، شرح كوستاس كونستانتينو، السكرتير الدائم في وزارة الداخلية، أنه بحلول نهاية أكتوبر، عبر حوالي 17 ألف شخص إلى أراضي الجمهورية القبرصية، ما يمثل ضعف العدد المسجل في عام 2021. كما أشار إلى تضاعف عدد القصر غير المصحوبين ثلاث مرات.
تعاون أوروبي لمواجهة توافد المهاجرين المستمر
ويأتي التركيز المتزايد على عمليات الإعادة هذه وسط عجز السلطات عن الحد من أعداد الوافدين، على الرغم من سلسلة الإجراءات التي تم اتخاذها، كالأسلاك الشائكة والجدران الخرسانية. ووصل 17 ألف مهاجر خلال الأشهر الـ10 الأولى من العام الجاري.
ووفقا للأرقام الصادرة عن الوكالة الأوروبية للحدود “فرونتكس”، تم تسجيل 20.748 حالة عودة في جميع أنحاء أوروبا خلال الأشهر الـ11 الأولى من العام الجاري، بزيادة قدرها 40% عن عام 2021.
وحتى نهاية نوفمبر، نشرت “فرونتكس” ما مجموعه 2.300 فرد، وأكثر من 60 سفينة و270 سيارة دورية على الحدود الخارجية لأوروبا. وفي قبرص، تم نشر 25 فرداً من الوكالة، بالإضافة إلى 15 ضابطاً مسؤولين عن عمليات الإعادة.
وفي سياق متصل، شارك أمس الخميس المستشار الألماني أولاف شولتز تضامن بلاده مع قبرص، وأعلن خلال اجتماع مشترك مع الرئيس القبرصي في برلين عن نية بلاده استقبال 500 طالب لجوء من قبرص.
ووفقا لوكالة الأنباء القبرصية، أدان المسؤولان الاستغلال الذي يتعرض له المهاجرون من خلال توجيههم نحو قبرص. وشدد الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس، على ضرورة أن يتخذ الاتحاد الأوروبي تدابير فعالة من أجل منع استغلال المهاجرين، سواء من قبل تركيا أو من قبل أي دولة ثالثة تستغل المعاناة الإنسانية في محاولة لتحقيق مكاسب سياسية.