الأول منذ سنوات.. الأردن يستضيف اجتماعاً بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية يحضره ممثلون عن مصر وأمريكا
يستعد الأردن لاستقبال اجتماع تاريخي فلسطيني إسرائيلي، بحضور ممثلين عن مصر والولايات المتحدة، إذ كشفت وسائل إعلام محلية أن الاجتماع سيكون “سياسياً ـ أمنياً”، ويأتي هذا في ظل توترات أمنية كبيرة تشهدها الأراضي الفلسطينية في أعقاب عملية الاقتحام التي نفذها الاحتلال في مدينة نابلس وأوقعت 11 شهيداً وعشرات الجرحى.
صحيفة “الغد” الأردنية نقلت عن مصادرها أن الاجتماع يأتي “استكمالاً للجهود المكثفة التي يقوم بها الأردن بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية وبقية الأطراف لوقف الإجراءات الأحادية والتصعيد الأمني الذي يهدد بتفجر دوامات كبيرة من العنف، إضافة إلى إجراءات أمنية واقتصادية تخفف من معاناة الشعب الفلسطيني”.
من جهته أكد مصدر حكومي مطلع، لموقع “رؤيا” الأردني، أن اللقاء الفلسطيني الإسرائيلي، وهو الأول من نوعه منذ عدة سنوات، يهدف للتوصل إلى اتفاق أمني بين الطرفين يقضي بإنهاء حالة التوتر قبيل شهر رمضان.
وأوضح المصدر أن جدول أعمال الاجتماع سينطلق من الاتفاق على وقف أي إجراءات أحادية للمساعدة على إعادة الجانبين إلى طاولة المفاوضات السياسية.
السلطة تهدد بالانسحاب من القمة
وفي وقت سابق كشفت مصادر فلسطينية وأمريكية وإسرائيلية أن السلطة الفلسطينية هدَّدت بالانسحاب من “قمة أمنية” من المقرر عقدها مع الولايات المتحدة وإسرائيل والأردن ومصر بعد استشهاد 11 فلسطينياً على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي وإصابة العشرات في اقتحام بالضفة الغربية المحتلة.
موقع Axios الأمريكي قال إن القمة الأمنية، التي من المقرر عقدها يوم الأحد 26 فبفري تهدف إلى إضفاء الطابع الرسمي على التفاهمات التي أُعلن التوصل إليها هذا الأسبوع بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وأدت إلى تأجيل التصويت على قرار كانت السلطة تنوي التقدم به إلى مجلس الأمن الدولي لإدانة المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.
وقالت المصادر إن السلطة الفلسطينية اشترطت لحضور الاجتماع الحصولَ على تأكيدات وضمانات من الولايات المتحدة وإسرائيل بإيقاف جميع الإجراءات الأحادية الجانب من إسرائيل، ومنها الاقتحامات وهدم المنازل وبناء المستوطنات، وهددت السلطة الفلسطينية باستئناف مساعيها للتصويت على قرار بمجلس الأمن يدعو المجتمع الدولي إلى توفير الحماية للشعب الفلسطيني.
انتكاسة لجهود أمريكا
يأتي هذا في وقت يوجد فيه بريت ماكغورك، كبير مستشار البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط، في المنطقة لعقد اجتماعات مع مصر والأردن وعُمان والإمارات، في زيارة تتزامن مع تصاعد التوترات في الضفة الغربية المحتلة.
وقال موقع Middle East Eye البريطاني إنه من المحتمل أن تسفر اقتحامات قوات الاحتلال الإسرائيلي وتداعياتها عن انتكاسة لمساعي الولايات المتحدة، الرامية إلى تهدئة الانتقادات الموجهة لإسرائيل في الأمم المتحدة.
من جانب آخر، تحاول إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إبقاء الحوار مفتوحاً بين رام الله والحكومة الإسرائيلية، سعياً إلى إطفاء فتيل التوترات.
وكانت الولايات المتحدة اتخذت خطوة نادرة الحدوث يوم الإثنين، 20 فيفري بتأييدها بياناً رسمياً لمجلس الأمن يدين خطة إسرائيل لتوسيع بناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة. وكان البيان مناورة دبلوماسية لتجميد قرار أكثر حزماً تقدمت به الإمارات (ممثلة العرب في المجلس) نيابة عن الفلسطينيين، ووصفته واشنطن بأنه “غير مفيد”.
من جانب آخر، حذر وليم بيرنز، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، هذا الشهر، من أن التوترات الحالية تنطوي على “تشابه مشؤوم” بما كانت عليه أحوال الأراضي المحتلة قبيل الانتفاضة الفلسطينية الأولى في الثمانينيات، والثانية في مطلع العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، على حد تعبيره.
وتشهد الضفة الغربية والقدس المحتلتان حالة من التصعيد المستمر، منذ وصول بنيامين نتنياهو وحكومته المتطرفة إلى السلطة، وإعلان وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير سياسة استيطانية وأمنية تصعيدية مع الفلسطينيين.
ومنذ عدة أشهر يلاحق الجيش الإسرائيلي جماعة “عرين الأسود” الفلسطينية المسلحة، التي تتخذ من البلدة القديمة في نابلس مركزاً لها.
وتقول الجماعة إنها ترد على اعتداءات الجيش والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته.