سيستغل رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، عقد القمة الروسية الأفريقية الثانية في مدينة، سانت بطرسبرغ، لإ قناع زعيم الكرملين، فلاديمير بوتين، بعدم بحضور اجتماع دول مجموعة “بريكس”، في جوهانسبرغ، وفقا لما ذكرت صحيفة “فاينانشال تايمز” اللندنية.
وكان نائب رئيس جنوب أفريقيا، بول ماشاتيل، التي تعد بلاده عضوا في محكمة الجنايات الدولية قد ذكر في تصريحات، الجمعة، أن “الكرملين يرغب في أن يحضر بوتين قمة مجموعة دول بريكس”، وبالتالي فإن ذلك سيجعل جنوب أفريقيا تواجه معضلة كبرى لأنها ستكون ملزمة باعتقال الرئيس الروسي لدى وصوله البلاد.
وقال المتحدث باسم ماشاتيل لصحيفة فاينانشيال تايمز: “الرئيس يتحدث إلى بوتين مباشرة بشأن معضلة المحكمة الجنائية الدولية”.
وسيستضيف بوتين القادة الأفارقة في سان بطرسبرع الشهر المقبل منتدى رفيع المستوى بشأن العلاقات الاقتصادية لروسيا مع القارة السمراء، وذلك للمرة الأولى منذ غزو قوات الكرملين الشامل لأوكرانيا.
وسيكون هذا أول اجتماع دولي مهم ينعقد في روسيا منذ فشل محاولة التمرد المسلح التي قادها زعيم مجموعة فاغنر العسكرية، يفغيني بريغوجين، والتي هزت الكرملين.
ولم يتم تأكيد حضور بوتين لقمة دول “بريكس” التي سيشارك فيها قادة البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا في وقت لاحق من شهر اوت المقبل، بيد أن عقد تلك القمة في جوهانسبرغ، قد أوجد معضلة لحكومة رامافوزا بعد أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمرا باعتقال الزعيم الروسي في مارس.
واتهمت المحكمة الدولية بوتين بالنقل القسري للأطفال الأوكرانيين إلى روسيا خلال الغزو.
ويلخص مأزق جنوب أفريقيا بشأن حضور بوتين التناقضات بين العلاقات الوثيقة التي أقامها حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم في عهد رامافوزا مع روسيا، وبين التزام الدولة بمبادئ عدم الانحياز وسيادة القانون في سياستها الخارجية.
ومن المقرر أن يقدم تحقيق في جنوب أفريقيا تقريرًا إلى رامافوزا بشأن اتهامات الحكومة الأميركية بأن بلاده سمحت بشحن أسلحة إلى روسيا من قاعدة بحرية في كيب تاون العام الماضي، علما أن الحكومة لم توافق بشكل رسمي على أي صادرات أسلحة إلى موسكو خلال هذه الفترة.
وقال ماشاتيل، المكلف بالتخطيط للطوارئ في حكومة جنوب إفريقيا إن رامافوزا “سيحضر القمة الروسية الأفريقية في وقت لاحق من هذا الشهر، لذا سيواصل (الزعيمان) الحديث”.
وأضاف: “نريد أن نظهر له (بوتين) التحديات التي نواجهها لأننا جزء من نظام روما الأساسي (المعاهدة التي تحدد عمل المحكمة) ولا يمكننا التهرب من هذا”.
وتساءل دبلوماسيون ومحللون عما إذا كان سيكون لدى بوتين الشجاعة لمغادرة روسيا لحضور قمة مجموعة “بريكس” بالنظر إلى تداعيات تمرد ميلشيات فاغنر وبالتالي وجود مخاوف من حدوث عدم استقرار محتمل في غيابه.
لكن يعتقد آخرون أن بوتين يمكن أن يحضر تلك القمة كإظهار للقوة لزملائه القادة في تلك المجموعة، بما في ذلك الرئيس الصيني، شي جينبينغ.