محمد الفهري شلبي للهايكا:إسألوا أنفسكم عن إستقلالية التلفزة
وجه الاستاذ بمعهد الصحافة وعلوم الاخبار والباحث في علوم الاتصال محمد الفهري شلبي نقدا لاذعا للهايكا التي جمعت المرشحين لرئاسة التلفزة في مناظرة تلفزية أشبه بالامتحان أو المحاكمة في سابقة لم تحدث في أي من الدول العريقة في الديمقراطية والهيئات التعديلية للقطاع السمعي البصري، بل إن الامر بلغ حد سؤال احد المرشحين(محمود بوناب) عن تفاصيل الصلح الذي ابرمه مع السلطات القطرية(شغل لسنوات خطة مدير عام للجزيرة أطفال) ليتم تمكينه من السفر، سؤال لا عندو لا ساس لا راس ولكن فرسان الهايكا “يعملوا إلي يحبوا” وبوسعهم إقامة الاذان في المدينة بعد خرابها
في ما يلي تدوينة الاستاذ شلبي الذي كان رئيسا مديرا عاما للتلفزة التونسية قبيل الثورة ومازال إلى اليوم محل تتبع قضائي لا ينتهي في ما عرف بقضية كاكتوس
تابعت جلسة استماع الهايكا للمرشحين الثلاثة وتوقفت عند السؤال الموجه إليهم عن “تصورهم لاستقلالية التلفزة التونسية”. لو كنت هناك لرددت على السائلة بالقول إنني لا أجيب عن سؤال كان ينبغي أن تسألوا أنفسكم عنه أولا. سلوا أنفسكم عن إحداث لجنة بينكم وبين رئاسة الحكومة لوضع اليد على الأخبار في المؤسسة. أذلك من ضمانات الاستقلالية؟ أمّا والحال أنكم لم تفعلوا وتسألونني أنا فالجواب هو أن أول أوجه ذلك أن تجعل الهايكا كراس شروط للتلفزة التونسية.
تقول لجماعة الهايكا إن المرسوم 116 المنظم للقطاع قد ألغى الأمر 1868 المحدث للتلفزة فيقولون لك هذا غير صحيح. طيب، هل يضمن الأمر 1868 الاستقلالية؟ إقرؤوه وسترون أنه يلزم المؤسسة “بالتعريف بالسياسة العامّة للدولة”. فادّعاؤكم بسريان الأمر يجعلكم في مأزق انعدام الاستقلالية وادعائي بأنه ملغى يجعلكم أمام فراغ سحيق بغياب أي نص يضع الشروط المبدئية للاستقلالية.
طبعا هناك آليات أخرى كثيرة تحدثت عنها مرارا هنا لا أريد تكرارها وبعضها من مشمولات المؤسسة. سئمت النقد لأنني رغم التدوينة أندم على الفعل…أندم عندما أسمع ممن في الهايكا اليوم تذبذبا ولعثمة تُبين عن خلط رهيب في التفريق بين التعديل والتعديل الذاتي كطبيب لا يفرق بين الفيروس والبكتيريا.