اول الكلام

الشيخ بدري المدني يكتب: فوزي بن قمرة وحاتم الطرابلسي ..صورة التديّن القشري المشوّه

 

التديّن متاح للجميع شرط تعلّم الأحكام وطرق الأداء وفق الضوابط الفقهية لمدرسة الإنتماء والمرجعية …والتديّن جوهر ولبّ وليس قشورا وشكلا ..والتديّن مشبع بالحكم والمقاصد النبيلة التي تسوّي سلوك المتعبّد وتجعل منه خيّرا بنّاء …وعلم الدين اختصاص يستوجب تعلّم وجهد وشهائد وتعلّم وهوغير متاح للجميع كإختصاص الطبّ والهندسة وغيرهما …

هذه التصحيحات للمفاهيم استوجبها المفاجأة بانقلاب الفنان الشعبي فوزي بن قمرة الذي تحوّل بعد الثورة إلى داعية من دعاة الضجيج والقشور صنعه جماعة الإسلام السياسي ليكون لهم بوقا ينفخونه وينفخون فيه وبه ولمّا لم تعد به الحاجة عاد لحقيقته مطرب مزود وعرابن يغنّي متخلّصا من جبّة التديّن المظهري – مع الإحترام التام لكلّ هذه الإختصاصات – هذه صورة تديّن القشرة واللبّ الأجوف ..

وانقلاب اللاعب حاتم الطرابلسي في شكله وعقله من لاعب محترف محترم إلى مفت يصدر المواقف الإجتهادية الفقهية يحرّم ويحللّ يخالها خططا تكتيتيكية كروية يخوض فيها خوض الخابط الأعشى وهذه صورة من اعتبر علم الدين متاحا لأشباه المتفيقهين ممن تطاول على مجال هو به أجهل ..

موقفان خطيران يصوّران حالتنا الدينية البائسة والهشّة ..
موقفان يدفعاننا إلى التصدّي لهذا النزيف المهلك لعقلية تفشّت سمومها في بلادنا مع صمت أهل التخصّص وتكلّم من هبّ ودبّ ..

على حاتم الطرابلسي مداعبة الكرة وليحافظ على تديّنه دون الخوض في علم الدين وعلى فوزي بن قمرة مداعبة مزوده وليحافظ على تديّنه دون الخوض في علم الدين فهما به من الجاهلين ..وعليهما حفظ ماء الوجه حتى لا يقعا في مستنقع قد لا ينجوان منه ..

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.