في العالم

ارتفع عدد موتى الكورونا:امريكا الثالثة بعد ايطاليا والصين

أعلنت السلطات الصحية في لوس أنجليس وفاة مراهق مصاب بفيروس كورونا المستجدّ، في أول حالة وفاة مرتبطة بفيروس كوفيد-19 تسجّل في الولايات المتحدة لدى شخص يقلّ عمره عن 18 عاماً. وقالت لجنة الصحة العامة في مقاطعة لوس أنجليس في بيان إنّها أحصت وفاة ثلاثة أشخاص إضافيين بالفيروس هم بالغان عمرهما 50 و70 عاماً و”مراهق يقلّ عمره عن 18 عاماً” وكان يعيش في لانكاستر الواقعة على بعد 40 كلم شمال مدينة لوس أنجليس.

وهذه أول حالة وفاة تسجّل في الولايات المتّحدة لدى قاصر مصاب بفيروس كوفيد-19. وبحسب الخبراء فإنّه من النادر للغاية أن يتسبّب كوفيد-19 بمضاعفات خطرة لدى الأطفال وهناك عدد محدود جداً في العالم من الأطفال الذين أصيبوا بالفيروس وتوفّوا.

 وكانت سلطات كاليفورنيا فرضت إغلاقاً عاماً في كامل مقاطعة لوس أنجليس وسائر أنحاء الولاية للحدّ من تفشّي الوباء، كما أمرت السكان بتجنّب كل الأنشطة “غير الأساسية” وكل التنقّلات غير الضرورية. وسجلت الولايات المتحدة 695 وفاة جراء الإصابة بالفيروس إلى جانب 53 ألفا و358 إصابة بشكل إجمالي.

وفي السياق نفسه، دعا البيت الأبيض أي شخص يغادر نيويورك إلى عزل نفسه لمدة 14 يوماً لوقف تفشي فيروس كورونا الذي ينتقل بمعدلات كبيرة في المدينة.ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن طبيبة وزارة الخارجية، ديبورا بيركس، التي تقدم المشورة لنائب الرئيس الأميركي مايك بنس: “ينبغي على الجميع في نيويورك الالتزام بالحجر الصحي لـ 14 يوماً القادمة لضمان عدم انتقال الفيروس للآخرين”.

توصل مجلس الشيوخ الأميركي والبيت الأبيض إلى اتفاق حول خطة تحفيز بقيمة تريليوني دولار لدعم الاقتصاد الأميركي وملايين المواطنين المتضررين من أزمة فيروس كورونا، وفق ما أعلن زعيم الغالبية الجمهورية في المجلس في ساعة مبكرة الأربعاء. وقال ميتش ماكونيل “أخيراً لدينا اتفاق” منوّها بـ”مستوى الاستثمار (الكبير) في أمتنا في زمن الحرب”. ولا يزال يتعين على مجلس الشيوخ ومجلس النواب المصادقة على القانون قبل إرساله للرئيس دونالد ترامب للتوقيع عليه.

وفاة الكاتب المسرحي تيرينس ماكنالي

وبسبب مضاعفات إصابته بالفيروس، توفي الكاتب المسرحي الأميركي تيرينس ماكنالي الثلاثاء عن 81 عاماً، وفق ما أفاد وكيل أعماله لوكالة فرانس برس. وأوضح مات بولك “أريد تأكيد هذه الأخبار المفجعة… تيرينس ماكنالي توفي” في مستشفى في فلوريدا. وأضاف أن ماكنالي، الكاتب المسرحي الذي فاز بأربع جوائز “توني أووردز” أصيب بسرطان الرئة لكنه شفي منه إلا أنه ما زال يعاني من مرض الانسداد الرئوي المزمن.

 ومن أبرز أعماله “ماستر كلاس” وهي مسرحية قدمت في باريس العام 1997 من بطولة فاني أردان، و”كيس أوف ذي سبايدر وومن” و”راغتايم”. وكتب ماكنالي وهو مثلي بشكل علني، عن رهاب المثلية والإيدز، كما في مسرحيته “ليبس توغيذر، تيث ابارت” التي عرضت للمرة الأولى في العام 1991.

وتيرينس ماكنالي هو من أوائل المشاهير الذين توفوا نتيجة إصابتهم بفيروس كورونا بعد الذي توفي عن 86 عاماً.

وبينما تزداد المخاوف من تحول الولايات المتحدة، وخاصة مدينة نيويورك، إلى بؤرة ثالثة لوباء كورونابعد إقليم هوباي الصيني وإقليم بيرغامو الإيطالي، هرعت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بطلب قائمة من المساعدات من الحلفاء، ضمت الآليات الأساسية لمواجهة تفشي الوباء، بدء من مطهر اليدين وصولا إلى أجهزة التنفس الاصطناعي، وفق ما كشف عنه تقرير لشبكة CNN الأمريكية.وحسب المصدر ذاته، حددت وزارة الخارجية قائمة من 25 مادة، وطلبت من دبلوماسييها عرضها على الدول العاملين فيها لغرض الحصول عليها، مصنِّفة بعضها حسب تراتبية الحاجة بين “عاجل اليوم” و”عاجل بعد أسبوع”.

  هذه الخطوة عززت الاتهامات الموجهة للرئيس ترامب في الداخل الأميركي، وذلك بالاستهتار في التعامل مع الأزمة. اليوم (الخميس 20 مارس)، نظرة على خريطة موقع جامعة جون هوبكنز المخصصة لمراقبة أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد تشير إلى أن أكثر من 69 ألف إصابة سجلت في الولايات المتحدة، توفي منها أكثر من ألف شخص غالبيتهم في نيويورك. ما يعني أن الولايات المتحدة باتت الثالثة خلف الصين وإيطاليا من حيث عدد الإصابات.

ترامب الذي ينتهج سياسة “أميركا أولا” منذ توليه منصبه، لم يأخذ الفيروس عند ظهوره على محمل الجد، فقد كان منشغلا بالتحضير للانتخابات الرئاسية القادمة مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، متناسيا خطر الفيروس الذي غزا العالم. وبدلاً من البحث عن آليات لمواجهة الأزمة التي حذرت من خطورتها منظمة الصحة العالمية قبل أسابيع، انشغل ترامب بتوجيه اللّوم على الصين، موطن الفيروس، حسبما تقول الأبحاث حتى اللحظة.

Frankreich Malariamittel Nivaquine zeigt Wirkung gegen Coronavirus (AFP/G. Julien )

خرج ترامب في مؤتمر صحفي قبل أيام معلناً عن اكتشاف مفاده، أن عقار كلوروكين المستعمل منذ سبعة عقود في مكافحة الملاريا هو علاج فعّال ضد (كوفيد -19). وبعد كلام ترامب هذا، توفي مواطن أميركي في ولاية أريزونا إثر تناوله عقار كلوروكين، كما أُدخلت زوجته التي تناولت الدواء ذاته العناية المركزة. وفي الحالتين دون استشارة طبيب مختص.

الاهتمام البالغ بهذا الدواء لم تقتصر على الأفراد، بل طالت دولاً مثل الأردن والمغرب وتونس وفرنسا، التي بدأت باستعمال هذا العقار أو عقار “هيدروكسي كلوروكين” في علاج المصابين بفيروس كورونا. ونقلت مواقع مغربية أن المغرب على سبيل المثال اشترى كلَّ مخزون شركة أدوية فرنسية من عقار نيفاكين، وهو اسم تجاري لكلوروكين، بعدما أظهر العقار فاعليته في علاج فيروس “كوفيد-19” الناجم عن فيروس كورونا المستجّد، في كل من الصين وفرنسا حسبما ما أعلنت عنه وزارة الصحة المغربية.

ما قصة كلوروكين؟

هذا الحماس لعقار الكلوروكين جاء بعد نتائج قدمها طبيب فرنسي متخصص في الأمراض المعدية اسمه ديدييه راؤول متحدثا عن نتائج مذهلة حققها العقار في علاج مرضى كورونا. وينقل موقع “شبيغل أونلاين” أن مستشفى مدينة مارسيليا الفرنسية أجرى تجربة على مرضى مصابين بالفيروس، فقدم إلى 10 من مجموع 26 عقار كلوروكين فيما قدم إلى 6 آخرين المضاد الحيوي “أزيثروموسين”. وأثبت التجربة تحسنا في أداء الجهاز التنفسي لدى من تناولوا الكلوروكين، بل وبدأ الفيروس بالاختفاء تقريبا من القصبات الهوائية، وفق الطبيب المسؤول.

 غير أن هناك من الباحثين وخاصة الألمان منهم، من يشكك في نجاعة هذا الدواء، مشيرين إلى أن ستة من مرضى الطبيب الفرنسي ديدييه راؤول نقلوا إلى العناية المركزة، ولم يدرجوا ضمن تقييمات التجربة، حسبما نقل موقع “شبيغل أونلاين” الألماني. نتائج التجربة وغياب التجارب السريرية الكافية للجزم في فاعلية الدواء، أدى بالعديد من الدول إلى التحفظ وعدم إقرار عقار كلوروكين كعلاج مؤكد ضد فيروس كورونا المستجد. وهذا ما يثير المزيد من التساؤلات حول الأسباب التي جعلت ترامب يطرح اسمه علنا وعلى الهواء مباشرة، ثمّ عبر تغريدة على حسابه بموقع توتير.

ومع ذلك سارعت دول عربية إلى اقتناءه حتى قبيل إقراره من لدن منظمة الصحة العالمية. لكنه لا يزال قيد التجربة، حاله في ذلك حال مجموعة من العقاقير، مثل عقار Remdesivir المستعمل في علاج فيروس ايبولا وعقار آخر يستعمل ضد فيروس نقص المناعة يدعى Lopinavir.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.