الرئيسيةثقافة وفنون

ما الذي يضيفه فيلم كهذا لظافر العابدين؟ “حبة كراميل” شريط تلفزي بلا قيمة فنية

 

جمهور كبير العدد، أغلبه من الشباب، ازدحموا أمام قاعة الكوليزي مساء الأحد 12 فيفري 2017 لحضور العرض الأول لفيلم “حبة كراميل” للمخرج اللبناني “إيلي ف حبيبي” في تونس بعد النجاح الجماهيري الذي حققه في لبنان

تنطلق العروض التجارية للفيلم في القاعات التونسية يوم عيد الحب الموافق ل14 فيفري من السنة الجارية، ولكن كان لحضور “ظافر العابدين” العرض الأول لحبة كراميل دافعا قويا لجمهور السوشل ميديا حتى لا يفوت العرض، فنادرا ما نرى الجمهور السينمائي في تونس  يتدافع من أجل ممثل أو ممثلة مهما بلغت نجوميته(ها)، وما حدث في قاعة الكوليزي لحظة دخول “ظافر العابدين” رفقة الممثلة اللبنانية “ماغي أبو غصن” وزوجها منتج الفيلم “جمال سنان” كان أشبه بالخيال… تصفيق وهتافات و”فلاشات” الهواتف الجوالة تحاصر “ظافر العابدين” حتى خشينا أن ينتهي الأمر بحالات من الإغماء

بتأخير نصف ساعة انطلق عرض “حبة كراميل” وهو مقتبس من مسلسل “كراميل” الذي عرض خلال شهر رمضان 2017 ليتم اختصار الثلاثين حلقة في ثلاث حلقات تقريبا، والاقتباس استوجب الكثير من الاختصار وتكثيف التفاصيل لكن “حبة كراميل” الفيلم لم يكن مختلفا عن “كراميل” المسلسل في جمالياته البصرية، وهو شريط تلفزي أكثر منه فيلما، لا يحترم مقاييس السينما الجمالية…

فكرة المسلسل معروفة، تدور حول قدرة اكتسبتها “مايا” (ماغي بو غصن) بقراءة ما يدور في أذهان الأطفال الصغار بعد التهامها قطعة من حلوى الكراميل، وهذه القدرة ورطتها في مشاكل كثيرة انتهت بالتهامها لقطعة ثانية منحتها القدرة على قراءة أفكار النساء وكل “الحقد” الذي قرأته في أذهان المدعوات لحفل زفافها من “رجا” (ظافر العابدين) جعلها تهرب من الحفل غير قادرة على احتمال ضجيج الأفكار والانتقادات التي واجهتها في الحفل

فكرة الفيلم ليست جديدة فقد قدم “ميل غيبسون” سنة 2000  فيلما شهيرا بعنوان “what women want” يتعرض خلاله إلى حادث منزلي ينتهي بامتلاكه لقدرة قراءة الأفكار وما يدور في أذهان الناس، ولكن “ماغي بو غصن” تقول إن المسلسل كما الفيلم اقتبسا من مسلسل روسي

الفكرة طريفة فقراءة أفكار الآخرين يسمح ببناء الكثير من ردود الفعل الطريفة، ولكن الإشكال في فيلم “حبة كراميل” أن حدود “الفنتازيا” تعدت الفكرة فالحوار يحتل مساحة كبيرة في الفيلم وهو مباشر وممل، والقصة التي أريد لها أن تكون بسيطة بدت ساذجة والموسيقى مؤذية… هو الفيلم الذي يقوم على البطلة (ماغي بو غصن) التي نراها في كل لقطة تقريبا، تحاول أن تضحك المشاهد ولكنها لا تنجح كثيرا، فالآداء الكاريكاتوري أوقعها في فخ الافتعال

أما “ظافر العابدين” رجل الأعمال المصري المخلص للمرأة التي يحبها، يتعرض مصنعه للحرق بفعل “ملك السلكون” لإرغامه على أن يكون شريكا في مركز عمليات التجميل الذي يملكه وهناك يكتشف الكثير من التجاوزات فيحاول العودة عن هذه الشراكة ولا ينجح، ولأنه فيلم سطحي ويبحث عن الحلول اللامنطقية من أجل النهاية السعيدة، فقد كان لا بد من اللعب بعقل “ملك السلكون” للاعتراف بجرمه أمام الشرطة ويعود البطل إلى حبيبته والكل يغني ويرقص ولكننا لا نعود إلى منازلنا فرحين مسرورين لأن “حبة كراميل” لا يتعدى أن يكون مسلسلا أو سيتكوما في ثلاث حلقات متتابعة ومملة وإن كان جمهور قاعة الكوليزي بدا سعيدا بالفيلم وصفق طويلا بعد نهاية عرضه

“حبة كراميل” هو الفيلم العربي الثاني في مسيرة “ظافر العابدين” وهو لا يختلف عن تجربته السابقة “عصمت أبو شنب” مع الممثلة المصرية “ياسمين عبد العزيز”، وكلاهما ينتمي إلى سينما المقاولات التي لا تحتكم إلى أي قيمة فنية وهو ما يطرح سؤالا ملحا “ما الذي ستضيفه مثل هذه التجارب إلى “ظافر العابدين”؟

  • كوثر النوري

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.