اول الكلام

ظروف عادية ….

بقلم ابراهيم الفريضي
نشر ابراهيم الفريضي على صفحته تدوينة قرأ فيها حيثيات اعفاء وزير الداخلية لطفي براهم والفريضي مدير عام سابق للاعلام ورئيس مدير عام سابق للاذاعة والتلفزة

في ظروف عاديــة ، كان بالإمكان أن تكون إقالة وزيرما ، من القرارات الطبيعية التي لا تثير مثل هذه الكمّ من التفاعل وردود الفعل والتعاليق ، فما بالك إذا تعلّق الأمر بمن كان على رأس أجهزة أمنية حصلت صلبها إخلالات خطيرة و حالات تقصير واضحة كان من نتائجها سقوط ضحايا بشرية بهذا الحجم المهول . أما أن يكون هذا القرار مسبوقا بتسريبات عديدة عكست تصدعا في العلاقة السائدة بين رئيس الحكومة و هذا الوزير ، وترجم كم مرة في تضارب المواقف وتناقضها بين الجهتين ، ، وأن يتزامن ذلك مع ما عرف بقضية البحث عن الغرسلي أو قرار منع المواطنة الألمانية من دخول التراب التونسي ،، وأن يقترن ذلك بإصرار طرف فاعل في أحزاب الحكم على الإطاحة بهذا المسؤول ،منذ لحظة تعيينه ، لخلفيات خفية وحسابات حزبية واضحة وجلية ،، وأن يتخذ قرار الإقالة في ظرف تتخبّط فيه الحكومة برمتها ، برئيسها وأعضائها ، في حالة من التجاذب وعدم الإستقرار في انتظار ما قد يسفر عنه مخاض التفاوض ومناورات تقاسم المناصب والمنافع من تقرير لمصيرها ، ، فإن في جملة هذه الملابسات وغيرها ما يدعو إلى كل تأويل ويبعث على الحيرة ويطرح أكثر من سؤال . إقالة وزير في رصيده كثيرمن النجاحات الأمنية التي لا تغطيها فاجعة قرقنة الأخيرة، قرار انفعالي فيه من الإرتجال ما يزيد في بعثرة الأوراق ، وهي خطوة غير محسوبة العواقب على طريق تعميق الأزمة وتشعب الأوضاع في البلاد . وهو ما يحتم ـ إن صدقت النوايا ـ التعجيل بتطويقها والحسم في تداعياتها خلال المدة القريبة بالتجرّد والنزاهة المطلوبة . وتونس تبقى قبل كل حساب وفوق كل اعتبار .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.