197 داعشيا يهددون أوروبا
أماط خبراء مغاربة اللثام عن ألغاز “داعشيين” هددوا أوربا بعمليات انتحارية، بعد مشاركتهم في إنجاز أول دراسة أوربية انتهت بتحديد صور تقريبية لـ 197 إرهابيا بالقارة العجوز.
وشملت الدراسة إحدى عشرة دولة أوربية، وزود الخبراء المغاربة نظراءهم الأوربيين ببيانات وتحليلها في إطار التعاون المغربي الأوربي لمواجهة الإرهاب، وخلصت إلى وضع خريطة للدول المستهدفة وعلاقات الإرهابيين المتشعبة. وعمل الباحثون على تحديد هوية 197 إرهابيا، بناء على معلومات مغربية وتصريحات معتقلين أدينوا في عمليات إرهابية، أغلبهم يصنفون ضمن مجهولي الهوية لاعتمادهم على ألقاب وهمية، ولجوئهم إلى الفرار، علما أن بعضهم أوربيون من أصول عربية لقوا حتفهم أثناء تنفيذ عمليات انتحارية، دون تحديد هويتهم الحقيقية.
وهمت الدراسة إنجاز خريطة للإرهاب في خطوة استباقية، تتماشى وسياسة المغرب في مواجهة الإرهاب، سيما أن دولا مثل بريطانيا وإسبانيا وفرنسا تعتبر الأكثر استهدافا بالعمليات الانتحارية.
وخلصت أبحاث الخبراء أن 87 في المائة ممن وضعت لهم صور تقريبية ذكور، ومتوسط أعمارهم حوالي 30 سنة (32.8 سنة للنساء مقابل 29.9 سنة للرجال)، ونصفهم ولد في دول الاتحاد الأوربي، والباقي في دول شمال إفريقيا، ومنها المغرب، وتعليمهم أقل من المتوسط، فحوالي 20 منهم درسوا في المدارس الثانوية وعدد الخريجين الجامعيين لا يتجاوز ثلاثة أشخاص، و40 في المائة منهم، كما كشفت معلومات جميع الدول المشاركة في الدراسة، وجدوا صعوبات في الولوج إلى سوق الشغل، وأغلبهم كانوا عاطلين عن العمل وقت اعتقالهم أو انتحارهم، و 28 في المائة منهم اشتغلوا في قطاع الخدمات والبناء.
وبناء على معلومات أقارب “داعشيين” من أصول مغربية، سجلت الدراسة أن 28 في المائة من الذين وضعت لهم صور تقريبية كانوا متورطين في جرائم جنائية، قبل المشاركة في العمليات الإرهابية (القتل والسرقة والعنف والأسلحة …)، وبعضهم استقطب إلى التنظيم الإرهابي في أقل من ستة أشهر، و 19 في المائة من الحالات انخرط فيها الإرهابيون في التنظيمات نفسها منذ أكثر من خمس سنوات وجندهم أفراد متشددون من العائلة والأصدقاء.
ومن الأرقام المثيرة التي كشفت عنها الدراسة أن أكثر من 50 في المائة من المتورطين سبق اعتقالهم للاشتباه فيهم في قضايا الإرهاب، ثم أصبحوا أكثر تطرفا داخل السجن، ومنهم من توجه للمشاركة في القتال بسوريا والعراق، كما خلصت الدراسة إلى تفنيد أطروحة الذئاب المنفردة، فأغلب العمليات الإرهابية تمت بتنسيق، ولو على بعد، مع قادة التنظيمات الإرهابية، وكشفت قاعدة بيانات تحركات الإرهابيين، سواء في شمال إفريقيا أو أوربا أو سوريا والعراق، ومن أصل أغلب العمليات الإرهابية بأوربا قام ثلاثة الإرهابيين، فقط، بتنفيذها بشكل منفرد، دون الرجوع إلى التنظيم.
المصدر:الصباح المغربية