الرئيسيةسبور

تونس- غانا / كان مصر 19 ” دمار شامل..ثم فخر شامل..والمستحيل ليس تونسيا ” بقلم/ حسني الزغدودي

تونس- غانا / كان مصر 19
” دمار شامل..ثم فخر شامل..والمستحيل ليس تونسيا ”
بقلم/ حسني الزغدودي
اصارحكم بانني لم اكن اعرف من اين سانطلق في هذه الورقة..اثر سهرة استاد الاسماعيلية للثامن من يوليو 19. لقد اجتاحنا العرق و التعب.. ثم فرحنا..ثم بكينا..وباعتماد الدارجة التونسية “صار فينا كل شئ” .
دمار شامل..ثم فخر شامل..هكذا التحق ابناء الخضراء ” بالاخت الكبرى” ( الدزايير) كعرب افريقيا السعداء في دور الثمانية بكاس الامم 19.
تاهلت تونس..بعد دراما حقيقية, كما لوحدها كرة القدم قادرة على انجازها, و كما يعجزالسير الفريد هيتشكوك نفسه (المخرج البريطاني الرائد في افلام التشويق عن اخراجها بذلك السيناريو و تلك الاثارة.. ليلة مدينة الاسماعيلية , او حين تتحول مباراة قدم بسيطة من “منطقة الدلتا والقناة المصرية” الى ليلة تاريخية.. من ليالي العمر للكرة التونسية..

تبديل في دقيقة ملعونة …
تجاوزنا ظرفا في غاية الحساسية و الصعوبة ذهنيا و نفسيا و حتى بدنيا.. ظرف سؤ الطالع (و سؤ التركيز ايضا), او حين تحطم ما فعلته خلال ساعة ونصف بتبديل في الدقيقة التسعين : مدافع مكان مهاجم, هو افضل التونسيين على الملعب,( البدوي/الخنيسي) ,ليسجل البديل خطاء في مرماه في اول كرة يلمسها بعد دخوله.
وهنا ,تحديدا, ارفض الدخول في الجدل العقيم حول جدوى تغيير الد90 من عدمه.. لان الكرة ليست علما صحيحا..و لان التدريب ” بعد وقوع الحدث ” ( نهاية المباريات) امر سهل جدا.. فمدافع نادي الفيحاء السعودي و المنتخب رامي البدوي (انطلق اساسيا في الكان#انغولا على يمين الدفاع, قبل ان يخرج من حسابات الاطار الفني لمباراتين لاحقتين) اقحم في لحظات اخيرة حاسمة دفاعيا.. ولاداء دور محدد على الكرات الغانية الطويلة و الفضائية ,مع ارتفاع ضغط البلاك ستارز في الدقائق الخمس المحتسبة كوقت لبديل..

روح الفريق الواحد.. وعناية الاهية..
حدث ما حدث وهو جزء من اللعبة. و اعتقادي هو ان مسؤولية الحارس معز حسن ليست اقل من مسؤولية مدافعه ” الملعون في تلك اللقطة”..والتى كادت ان لتتسبب في “احدى ابشع النكسات في تاريخ الكرة التونسية ”
مرت بسلام , كما حصل مع راسية مدافع هوفنهايم الالماني ادامس نوهو على القائم في منتصف الشوط الاول , وكما حدث لاحقا عند الهدف الملغي لاندري ايو (ابن ابيدي بيلي المدلل في فنربخشه التركي), و ذلك من حسن الحظ ومن كرم الحكم فيكتورغوماز و مساعده .
كما مرت بسلام لنسور الخضراء اثر ظرف حرج اخر عند كرة “جوردان ايو” الذي اشكره شخصيا باسم كل التونسيين.. على رفضه هدية زميله جيان..(راسية اخرجته في طبق ذهبي) باخفاقه باعجوبة امام المرمى التونسي في الدقيقة 115.. فيما اعتبرها عليها ” كرة العودة الى تونس في طائرة التاسع من يوليو “.
هذه سريعا ملامح نصف الكاس الفارغة , فمن الحكمة بما كان, البقاء متواضعين و اقدامنا مثبتة على الارض وعدم الانسياق مع زمرة المهللين , لانني لم انسي بعد.. ان منتخب تونس يتقدم في ربع النهائي بفضل اربعة تعادلات متتالية ( ثمن النهائي انتهي متعادلا بهدف لمثله ,قبل ركلات الترجيح).

كرة تلعب بالقلوب.. قبل الاقدام
لكن النصف الثانية للكاس..هو ان تونس هزمت غانا لاول مرة منذ 59 عاما , وهو ايضا “اول انتصار” في تاريخ مواجهات الفريقين بامم افريقيا .واتذكر شخصيا “صدمة واغادوغو” في مجموعات كان بوركينا 98 ( هفوة بومنيجل القاتلة, وكنت هناك وراء مرماه),او كذلك ربع نهائي فرانس فيل الغابونية ( كان 12 و خطاء الحارس البلبولي هذه المرة ) ,
كما نعلم كتونسيين بسيناريو الامم الافرقية الاولى على ارض الخضراء ( خسر فريق المدرب مختار بن ناصف وعتوقه و الشايبي من غانا سنة 65 في ملعب زويتن )
وعلى جانب اخر, نصف الكاس الممتلئة و التى اسعدت التونسيين اليوم من بنزرت الى بن قردان ..هي بلا شك الروح الجديدة التى ظهر بها النسور في حدث مدينة الاسماعيلية.
لقد قدم ” الاولاد ” كل شئ.. رغم ظروف المباراة واشكالياتها العديدة : جاهزية غانا وتقاليدها العريقة في المسابقة ,عاصفة الشوط الاول , الهدف-المعجزة للمنافس بنيران صديقة, ضعف الجاهزية الفردية للبعض : البدري- يوسف – فرجاني ..( قبل ان يتدارك بعد الفترة الاولى).
وبالتوازي , ودائما مع التقييم الفردي , نعطي لقيصرما لقيصر بكلمة شكر خاصة تذهب لطاها,المهاجم المغوار..ل كشريدة ( ي نسخته الهجومية الجريئة بعد استراحة الشوطين) , ل براون و ل مرياح ..رغم ان الاستحقاق يبقى جماعيا قبل كل شئ. و هو ” استحقاق كرة القدم التى تلعب بالقلوب..قبل الاقدام..”


نعم تفوقنا على صعوبات معسكر العين السخنة في السويس..و تفوقنا على انفسنا..قبل ان نتفوق على غانا. تجاوزنا الذات.. و تركنا “الانا الاعلى” في غرف الملابس . وهو ما مهدلاقتطاع بطاقة المرورعبرالطريق السريعة ” الاسماعيلية- الفاهرة “, و في قاهرة المعز, وتحديدا باستاد السلام , لدينا في الانتظارمدغشقر (الرئيس) احمد احمد..يوم الخميس 7.11 المقبل. فلعلها مباراة اخرى.. تمر بسلام لابناء الخضراء من ملعب السلام…
سلامي الى بلادي, تحيا تونس, و مزيد انشالله من بركات السيدة زينب.. و الحسين …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.