الرئيسيةفي العالم

المصالح المشتركة بين تركيا وروسيا تمنع الصدام في ليبيا

تفتتح تركيا وروسيا خط أنابيب للغاز الطبيعي بين بلدَيهما اليوم الأربعاء، وهو الثالث من نوعه؛ لتعميق الاعتماد التركي على الطاقة الروسية حتى في الوقت الذي تقف فيه البلدان على طرفَي نقيض من الحرب المتصاعدة بالوكالة في ليبيا، حيث يؤكد الافتتاح الاحتفالي لخط أنابيب “السيل التركي” من قِبَل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي فلاديمر بوتين، حرص كل منهما على تعزيز قدرتهما العسكرية بالشرق الأوسط وحماية مصالحهما التي لا تتطابق دائمًا.

مخاطر المواجهة المباشرة

الصراع الليبي ينطوي على خطر المواجهة المباشرة بين القوات التركية وقوات دول يحرص أردوغان على تجنبها، في وقت أرسل فيه الرئيس التركي قوات تركية للتدريب والتنسيق مع القوات الموالية لحكومة السراج المعترف بها من الأمم المتحدة، والتي تحاول الصمود في مواجهة قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، التي تقف على أبواب طرابلس.

أردوغان أكد أن الجنود الأتراك رفيعي المستوى سيقومون بالتنسيق مع قوة مقاتلة من خارج الجيش التركي، في إشارة محتملة إلى المسلحين السوريين المدعومين من تركيا والذين تم إرسالهم إلى ليبيا، في وقت قال فيه مسؤول تركي بارز، الأسبوع الماضي: “إن تركيا تعتزم إرسال سفن حربية لحماية طرابلس ومنع سقوط رئيس الوزراء فايز السراج”.

دعم مستمر

وقال إبراهيم كالين، المتحدث باسم أردوغان، بعد اجتماع لمجلس الوزراء، أمس: “إن تركيا ستواصل تأييدها للحكومة الليبية والحفاظ على توفير الدعم العسكري والتقني لها؛ وهي التصريحات التي تأتي اتساقًا مع وجود مصالح رئيسية لتركيا تعتمد إلى حد كبير على بقاء حكومة السراج؛ خصوصًا بعد توقيع الاتفاقية البحرية مع ليبيا، والتي تخدم مصالح الطاقة في البلدَين، بالإضافة إلى إنقاذ مليارات الدولارات من العقود التجارية التي وضعتها الأزمة السياسية في مأزق”.

عمَّق أردوغان وبوتين تعاونهما الاقتصادي؛ حيث سعيا لاستعادة العلاقات التي توترت بعد أن أسقطت تركيا طائرة حربية روسية بالقرب من حدودها مع سوريا في نوفمبر 2015، إذ سيُنقل الغاز الروسي إلى تركيا وربما إلى أوروبا؛ ما يساعد أنقرة على تلبية احتياجاتها الكثيرة من استيراد الطاقة. فوَفق مركز الإحصاء الحكومي كانت روسيا المصدر الأول للحصول على الطاقة بالنسبة إلى تركيا عام 2018، ومعظمها كان من الغاز الطبيعي.

يسهم المصيفون الروس الذين يتدفقون على الشواطئ التركية في تعزيز إيرادات السياحة التركية؛ وهي محرك مهم للاقتصاد، وهو ما يجعل سكينر يرى أن شراكة العمل القوية التي تجمع بين تركيا وروسيا ستمنع حدوث صدام مباشر في ليبيا؛ فتركيا لا تنوي أن يكون الجيش التركي على خط المواجهة، في حين أن المرتزقة الروس وغير المنتمين إلى الجيش الروسي يقدمون الدعم للمشير حفتر.

وكان  الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان،قدم  هديّة لافتة لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، خلال لقائهما، الأربعاء، في إسطنبول، على هامش زيارة بوتين إليها، للمشاركة في افتتاح مشروع “السيل التركي”.

هدية أردوغان، كانت عبارة عن كتاب يتناول الاتفاقية المبرمة مع ليبيا، حول شرقي البحر المتوسط، تزامناً مع إرسال أنقرة قوات لها إلى ليبيا التي تضم أيضاً قوات “فاغنر” الروسية إلى جانب قوات اللواء خليفة حفتر.

الكتاب الذي أصدرته دائرة الاتصال لدى الرئاسة التركية، باللغتين التركية والإنكليزية، يحمل اسم “خطوة استراتيجية في معادلة شرقي المتوسط: مذكرة التفاهم التركية الليبية.”

ويتطرق الكتاب إلى الأهمية الجيوسياسية لشرقي المتوسط، وما تضمه من موارد الهيدروكربون، والموقف التركي فيما يخص شرقي المتوسط، إلى جانب مواقف اليونان، والاتحاد الأوروبي، وقبرص الرومية.

المصدر:كيوبوست

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.