بعد إعلان حكومته السيطرة على العاصمة طرابلس بعد عام من القتال، قال فايز السراج في مؤتمر صحفي مع الرئيس التركي أردوغان في أنقرة إن قواته “عازمة” على السيطرة على كامل البلاد وأنه لن يجلس للتفاوض مع غريمه خليفة حفتر.
ولم تصدر قوات حفتر النافذ في شرق البلاد أي تعليق رسمي عبر منصاتها الإعلامية بشأن انسحابها وخسارتها المواقع التي كانت تتمركز فيها منذ افريل من العام الماضي، عندما شنت هجوما بهدف السيطرة على طرابلس.
وفي المقابل، ساد القلق في موسكو. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا “نعبر عن قلقنا العميق إزاء تطورات الوضع في غرب ليبيا”. وتابعت “نحن مقتنعون أن التحركات العسكرية المتواصلة لا تؤدي إلاّ إلى تفاقم الأزمة”.
من جهته، قال الباحث في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمن فولفرام لاخر إن الانتكاسات الأخيرة لقوات حفتر “تظهر إلى أي درجة صار الدعم الخارجي حاسما للطرفين”. وأضاف أنّه في حال هزم في معركة طرابلس، سيكون على خليفة حفتر “مواجهة التحديات المتنامية لسلطته في الشرق والجنوب”.
أردوغان: التاريخ سيحاسب داعمي حفتر
وأضاف السراج في أنقرة أن حكومته قررت عدم الجلوس مع حفتر “لأنه لم يكن شريكا في أي عملية سياسية ولا أي عملية سلام”. وحض الدول الداعمة لرجل شرق ليبيا القوي على الكف عن ذلك. وقال “كفوا أيديكم عنا والتاريخ لن يرحمكم فقد سقط مشروعكم على أسوار طرابلس”.
ومن جهته رحب الرئيس أردوغان، أكبر داعمي السراج، بالمكاسب الأخيرة الميدانية لحكومة طرابلس مضيفا أن حفتر لا يمكنه البقاء على طاولة التفاوض. وقال الرئيس التركي “إن من يهدد باستمرار مستقبل ليبيا لا يمكن أن يكون له قدرة تمثيلية على الطاولة”. وقال أردوغان إن أنقرة ستزيد دعمها لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج وأنه لا حل للصراع هناك إلا سياسي برعاية الأمم المتحدة.
وانتقد الرئيس التركي أيضا الدول الخارجية الداعمة لحفتر قائلا إنها كانت “أكبر عقبة أمام السلام” في ليبيا، مضيفا “التاريخ سيحاسبها”. وقال أردوغان إن تركيا ستعزز تعاونها مع ليبيا بما في ذلك التنقيب عن موارد الطاقة في شرق المتوسط، في إطار اتفاق بحري ثنائي تم التوصل إليه بين الحكومتين.