الرئيسيةفي العالم

اتفاق ليبي على وقف إطلاق النار وأوردوغان يشكك،والموعد في تونس يوم 9نوفمبر

وقّع طرفا النزاع الليبي على “اتفاق دائم لوقف إطلاق النار” الجمعة (23 أكتوبر 2020) بعد محادثات استمرت خمسة أيام في الأمم المتحدة. وأفادت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا على صفحتها في فيسبوك: “تتوج محادثات اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 في جنيف اليوم بإنجاز تاريخي حيت توصل الفرقاء الليبيون إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار في جميع أنحاء ليبيا. ويمثل هذا الإنجاز نقطة تحول هامة نحو تحقيق السلام والاستقرار في ليبيا”. ونشرت البعثة بثاً مباشراً على صفحتها لحفل التوقيع الذي استمر عشر دقائق وأعقبه تصفيق. 

وجرت المراسم في مقر الأمم المتحدة في جنيف حيث وقف أعضاء الوفدين الليبيين ورئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز وهم يضعون كمامات أمام وثائق الاتفاق التي وقعوا عليها لاحقاً. وقالت وليامز لمبعوثين عسكريين، يمثلون الوفدين: “أود أن أهنئكم عما أنجزتموه هنا، والذي كان يحتاج مزيداً من الشجاعة”. وأضافت “آمل أن يضع هذا الاتفاق نهاية لمعاناة الشعب الليبي”.

وقالت ستيفاني وليامز في مؤتمر صحفي بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في جنيف إن جميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب من المفترض أن يغادروا ليبيا في غضون ثلاثة أشهر من اليوم الجمعة. وأردفت أن هناك “مؤشرات جيدة على أن المنشأتين النفطيتين في راس لانوف والسدر ستكونان جاهزتين لاستئناف الإنتاج خلال فترة قصيرة”.

وأكدت وليامز أن وقف إطلاق النار يدخل حيز التنفيذ “فوراً”. وقالت وليامز “اتفق الطرفان على عودة جميع الوحدات العسكرية والمجموعات المسلحة المتواجدة على الجبهات إلى معسكراتها”.

وقال اللواء أحمد العمامي رئيس وفد القيادة العامة التابعة لخليفة حفتر: “إننا سعداء بما أنجزناه واستطعنا بهذه المحادثات تحقيق ما يصبوا إليه كل الليبيين حقناً لدمائهم وبث روح السلام فيما بينهم وسنكون سنداً لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه”.
ومن جهته، قال اللواء أحمد أبوشحمة رئيس وفد حكومة الوفاق: “هذا الاتفاق سيكون السبب الرئيسي لوقف نزيف الدم في ليبيا”. وأضاف أبوشحمة: “ندعو السياسيين أن يكونوا يداً واحدة حتى يتحقق الاستقرار السياسي والعسكري؛ لأن هذا الاتفاق هو الذي يصل بالوطن إلى الاستقرار”. وتابع أبوشحمة: “نطالب جميع منتسبي الجيش أن يكونوا على قدر المسؤولية لبناء المؤسسة العسكرية”

وتم التوصل لاتفاق الهدنة قبل محادثات سياسية ليبية، تبدأ في مرحلة تحضيرية الأسبوع المقبل. ومن المقرر البدء في اجتماعات شخصية في تونس في التاسع من نوفمبر المقبل.
وانزلقت ليبيا في الفوضى منذ أطاحت انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي بالرئيس الأسبق معمر القذافي وأدت إلى مقتله في 2011. وتشهد حالياً صراعاً على السلطةبين حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأمم المتحدة ومقرها طرابلس من جهة، وسلطة في شرق البلاد يجسّدها خليفة حفتر المدعوم من جزء من البرلمان المنتخب ورئيسه عقيلة صالح. ويتلقى الطرفان دعماً من دول مختلفة.
ومن شأن الإعلان الجمعة أن يوفر بصيص أمل لسكان ليبيا الذين أرهقتهم سنوات من المعارك والانقسامات.

ورحب وزير الخارجية الألماني هيكو مايس باتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الأطراف الليبية، متحدثًا عن أنه “يبشر بالتحوّل عن السير من المنطق العسكري إلى السير وفقًا للمنطق السياسي”.

وتابع ماس في تصريح صحفي أن ليبيا لم تصل بعد إلى الهدف، لكنها أزالت عقبة كبيرة أمام التوجه نحو السلام، مضيفًا أن على الدول الأخرى دعم جهود السلام في ليبيا والتوقف عن التدخل في شؤونها.

واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أنّ اتفاق وقف إطلاق النار “خطوة أساسية نحو السلام والاستقرار” في البلاد، مضيفًا خلال مؤتمر صحفي: “أهنئ الفرقاء لتغليبهم مصلحة أمتهم على خلافاتهم”، معربًا عن أسفه لوقوع قتلى مدنيين في النزاع.

كما رحب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد حافظ، اليوم الجمعة، باتفاق وقف إطلاق النار، متحدثًا عن أن “النجاح الذي تحقق اليوم جاء استكمالًا لأول اجتماع مباشر استضافته مصر في الغردقة نهاية سبتمبر الماضي”.

وثمَّن المتحدث المصري اتفاق الفرقاء على الحفاظ على الهدوء في الخطوط الأمامية، وتجنب التصعيد، داعيًا الدول المنخرطة في الشأن الليبي إلى الإسهام في الجهد الحالي، وضمان عدم التصعيد. وتدعم مصر بقوة قوات خليفة حفتر في الشرق الليبي.

من جانب آخر، شكك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في “مصداقية” وقف إطلاق النار “الدائم” الذي وقع عليه طرفا النزاع الليبي وبإمكانية استمراره.

وقال أردوغان إن “اتفاق وقف إطلاق النار اليوم لم يتم في الحقيقة بأعلى المستويات، بل بمستوى أقل”، مضيفًا: “يبدو لي أنه يفتقد إلى المصداقية”، معتبرًا أن هناك حاجة لمزيد من الوقت لأجل الحكم عليه.

وأضاف أردوغان بين وقف إطلاق النار المعلن في ليبيا واتفاقات مماثلة أعلنت بين أذربيجان وأرمينيا حول النزاع بينهما خلال الأسابيع الأخيرة لكنها انتُهكت.

وتابع أردوغان، الذي دعّم بقوة قوات حكومة طرابلس المعترف بها من قبل الامم المتحدة: “تم إعلان وقف إطلاق النار بين أرمينيا وأذربيجان. هل التزم الأرمن بوعدهم؟ لا. آمل ألا يكون (مصير هذا الاتفاق) مماثلاً وأن يتم احترام وقف إطلاق النار”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.