الرئيسيةسبور

مارادونا والامارات:مطعم وسفير واقالتان

ماذا قدم دييجو مارادونا في الإمارات قبل رحيله؟
خبر صادم تلقاه العالم اليوم، وهو وفاة الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا، أسطورة كرة القدم عبر التاريخ، والذي لا يختلف عليه إثنين، حيث يمتلك شعبية جارفة، وأصبح واحدًا من أفضل من لمسوا كرة القدم بالقدم اليسرى إن لم يكن أفضلهم عبر التاريخ.

يمتلك مارادونا مسيرة كبيرة جدًا في كرة القدم، سواء كلاعب أو مدرب، حيث اعتزل كرة القدم عام 1997 رفقة فريق بوكاجونيورز الأرجنتيني، وبعدها توجه إلى عالم التدريب.

البداية الحقيقية في عالم التدريب كانت رفقة منتخب الأرجنتين عام 2008، الذي استمر معه لمدة عامين، ليرحل بعد منافسات كأس العالم 2010 بعد الإقصاء في دور ربع النهائي على يد منتخب ألمانيا، ليغيب لمدة عامين عن التدريب.

الإقالة من الوصل

بعد موسم واحد فقط، من تعيين مارادونا مدربًا لفريق نادي الوصل، قررت مجلس إدارة شركة الوصل لكرة القدم، إقالة مارادونا من منصبه كمدرب للفريق، بسبب سوء نتائج الفريق.

مارادونا قدم موسمًا مخيبًا للآمال في الدوري الإماراتي، حيث حل في المركز الثامن، وأيضًا ودع بطولة الكأس مبكرًا، بالإضافة إلى توديعه نصف نهائي كأس الرابطة.

وسوء الحظ كان يطارد دييجو مع الوصل، حيث استطاع الوصول مع الفريق إلى نهائي البطولة الخليجية للأندية، ولكنه فاز بثلاثية نظيفة في عقر داره على يد المحرق البحريني، ليخسر مباراة الإياب بنفس النتيجة ويخرج بركلات الجزاء الترجيحية.

 

الإمارات بيته الثاني

وتم تعيين مارادونا سفيرًا فخريًا للرياضة في دبي بعد انتهاء مهمته مع نادي الوصل، وذلك ليستمر في مدينة دبي فترة أطول.

وله تصريح مهم عن علاقته القوية بالإمارات، حيث قال: “أنا بعيد عن بلدي، ولكن صدقوني، وجدت بيتي الثاني هنا في دبي”.

الإقالة من الفجيرة

تولى مارادونا مهمة تدريب فريق الفجيرة، الذي كان يلعب في دوري الدرجة الثانية الإماراتي، ووافق الأسطورة على تدريب الفجيرة، بعد اقتناعه بمشروع الإدارة بصعود الفريق إلى الدرجة الأولى والمنافسة على اللقب.

ولكن لم ينجح مارادونا في قيادة الفريق للصعود إلى دوري الدرجة الأولى الإماراتي، بعد التعادل مع فريق خورفكان بهدف لمثله، لتتم إقالته من جانب إدارة ناديه.

وقال ماتياس مارولا خلال تصريحات صحفية عن إقالة مارادونا: “بعد الاتفاق بين مارادونا وإدارة الفجيرة، تمت إقالة المدرب الأرجنتيني من منصبه بسبب عدم تحقيقه الهدف بالصعود للدرجة الأولى، وسيترك الفريق بشكل فوري متمنيًا له الأفضل”.

كتب عبر حسابه في تويتر “وداعا دييغو مارادونا.. لقد فقد العالم أسطورة.. نحن فخورون بأنه شارك موهبته معنا هنا في الإمارات.. خالص تعازينا لأسرته ومحبيه”.

وودّع الوصل والفجيرة الذي صادفت مباراتهما في الدوري الاماراتي اليوم الخميس، مدرّبهما السابق بظهور صورته على شاشة ستاد زعبيل الالكترونية في الدقيقة العاشرة، في اشارة الى رقم قميصه في الملاعب.

كما كتب الوصل عبر “تويتر”: “وداعا ايها الأسطورة”، والفجيرة:” ذكريات لا تنسى سيخلدها التاريخ بإن أفضل من لمس كرة القدم كان هنا في الفجيرة”.

وقال ناصر اليماحي رئيس نادي الفجيرة لفرانس برس “تلقينا نبأ وفاة مارادونا بحزن شديد مثلنا مثل كل عشاق هذا الأسطورة الذي ترك بصمة كبيرة في عالم كرة القدم، وفي الامارات عامة ونادينا خصوصا”.

وتابع “تدريب مارادونا للفجيرة جعل اسم النادي يتردد عالميا، كما لا ننسى انه احدث نقلة نوعية لدوري الدرجة الثانية الذي كنا نلعب فيه آنذاك (2017-2018) حيث اصبح اكثر مشاهدة ومتابعة وجعل القنوات الرياضية تعمل على نقل مبارياته بعدما كان مهمشا”.

ويروي اليماحي كيف ان “عشرات الاشخاص كانوا يزورون النادي يوميا لالتقاط الصور التذكارية مع مارادونا والذي كان شخصا لطيفا مع الجميع ومتواضعاً ولا يعيش حياة المشاهير، وبالتأكيد كنا سعداء في النادي ان نحقق حلم هؤلاء برؤية أسطورة مثله”.

وكشف انه “بعد انتهاء العلاقة بين النادي ومارادونا، ذهبت الى بيته لاشرح له ملابسات ماحدث، وقد فوجئت باستقباله الحار لي حتى لا يشعرني بالاحراج، كان لديه قلب كبير وحب للجميع”.

كما لم ينس اليماحي “عندما تم التعاقد مع مارادونا وضعنا شروطا قاسية خوفا من ان يرحل بشكل مفاجئ، وعند توقيع العقد وقع دون الاطلاع عليه رغم طلبنا منه ذلك، لقد كان شخصا رائعا ولن ننساه”.

– مواجهة الاحلام –

من جهته، يتذكر المدرب سليمان البلوشي صاحب اشهر مشادة مع مارادونا خلال تواجده في الامارات، وذلك خلال مباراة فريقه مصفوت بمواجهة الفجيرة، “كنت متحمسا للغاية وكان فريقي افضل من الفجيرة، وكان مارادونا ايضا متحمسا كعادته فحدثت مشادة بيننا. وبعد ان سجل فريقي هدف التعادل (1-1) ركضت واحتفلت امامه بشكل جنوني”.

وتابع” للحقيقة كنت سعيدا لأنني اواجه مارادونا الذي كنت اشاهده فقط من خلال الشاشات ولم اتوقع ولو في احلامي ان اواجهه في يوم من الايام في الملعب. مارادونا ظاهرة ولاعب فذّ قدم الكثير للكرة العالمية ونحن سعداء جدا كونه عمل في الامارات ومنح كرتنا زخما لا ينسى”.

واكد عارف شلنك مدرب التعاون “مارادونا بشخصيته وانفعالاته كان يصنع الحدث دائما، والمشادات التي كانت تحصل معه تنتهي بمجرد انتهاء المباراة، حيث كان يُخجل الجميع بتواضعه ويحرص على تحية الفريق المنافس”.

ولم ينس عادل المحرزي لاعب دبا الحصن قصته مع مارادونا “كنا نلعب امام الفجيرة وقد طردت بالبطاقة الحمراء ولقد فوجئت بمارادونا يتواجد في غرفة ملابس فريقنا ليتحدث معي ويواسيني. وما زلت افتخر واعتز بتلك الكلمات وذلك اللقاء وبالصورة التي حرصت ان توثق لذلك الحدث وهي لا زالت معي”.

كما لم ينس جوهر احمد لاعب البطائح اشادة مارادونا فيه وبموهبته ودعاه الى المزيد من التمارين “رغم انني العب لفريق منافس له، لقد كان لاعبا رائعا داخل الملعب، وشخصا رائعا خارجه”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.