الرئيسيةتونس اليوم

خاص: يوم فكّر بن علي في تطليق ليلى….

اقترحت عليه ان يسلم الحكم للهادي الجيلاني

في بداية عام 2000 اسابيع قليلة قبل وفاة الرئيس المؤسس لدولة الاستقلال الحبيب بورقيبة(6افريل) ، كان اليوم يوم خميس، رن هاتف البشير التكاري وزير العدل أحد الثقات لدى الرئيس، سأله: هل تذكر القاضي الذي  حكم في قضية طلاقي من نعيمة الكافي؟(زوجة بن علي الاولى)

رد الوزير دون تراخ: نعم سيدي الرئيس انه القاضي صالح بوراس

سأل بن علي: هل مازال موجودا؟

أجاب الوزير : نعم سيدي الرئيس انه في محكمة التعقيب الان

تحدث بن علي باقتضاب شديد  واخبر وزير العدل  طويل العمر في عهده-11 عاما قضاها البشير التكاري وزيرا للعدل- بأنه يريد تطليق زوجته ليلى الطرابلسي وبانه سيعد الملف ويوافيه به، ولكنه سال عن هوية رئيس  المحكمة الابتدائية الذي خلف القاضي بوراس وهل هو من الذين يمكن الوثوق بهم؟

كان رد الوزير قاطعا وكما يريده بن علي نفسه: سيدي الرئيس انت تعلم اننا لا نعين رئيس المحكمة الابتدائية بتونس الا بعد استشارتكم

انهى بن علي المكالمة ، وظل البشير التكاري في انتظار وصول الملف (مازال لتوة يستنى)

من الغد طلب بلحسن الطرابلسي مقابلة وزير العدل وحدد الموعد بنفسه، السادسة مساء، كان واضحا ان بلحسن يريد التدخل حتى لا يسرع الوزير في تنفيذ اوامر الرئيس ليتيح له هامشا ليتصرف ، فلو يفعلها بن علي ويطلق ليلى فان الوضع سينقلب على الطرابلسية جميعا

رحب البشير التكاري  بضيفه ولكنه طلب من “الوسيط” ان يخبر بلحسن الطرابلسي بانه يفضل استقباله خلال التوقيت الاداري “لانو ما عندوش ما يخبي” ، ولم تتم الزيارة بطبيعة الحال

كان بن علي يستعد لزيارة بولونيا رفقة زوجته باعتبار الزيارة زيارة دولة، لاحظت ليلى ان زوجها مهموم ومنشغل وادركت انه يفكر في مخرج لانتهاء مدده القانونية كرئيس للدولة بحلول عام 2004

قالت ليلى لزوجها: وين المشكل؟ خلي  الهادي الجيلاني يشد رئيس من بعدك؟ (شقيق ليلى بلحسن متزوج من ابنة الجيلاني)

كان رد بن علي سريعا وهو  صفع ليلى في مناسبتين متتاليتين على تجرؤها  في التفكير في تسليم الحكم لاحد اصهارها

ودون تردد اتصل بن علي بفتحي عبد الناظر استاذ القانون المشهود له ومستشاره القانوني السابق والذي دفعته ليلى للخروج من قصر قرطاج ليتولى رئاسة المجلس الدستوري ، وسال بن علي فتحي عبد الناظر الاسئلة نفسها التي اوردناها سابقا خلال مكالمته لوزير العدل : من حكم في قضية طلاقه الاولى ومن هو رئيس المحكمة الابتدائية حاليا؟

هنا تهرب عبد الناظر من الاجابة  تجنبا لايذاء ليلى له وقد جرب لسعتها، وقال للرئيس: ما نعرفش سيدي الرئيس ، اما سي البشير يعرف

بمجرد انهاء الرئيس للمكالمة  تنقل فتحي عبد الناظر لوزارة العدل  ليعلم زميله البشير التكاري بمكالمة بن علي ليجهز نفسه، ويستعد لتلقي مكالمة الرئيس ،  فقد كان واضحا ان الرئيس سيتصل به  ، وهو ما حدث ….

بعد يومين، هاتف بن علي وزير العدل قائلا : الموضوع الذي حدثتك عنه، انساه

اجاب الوزير: نسيتو سيدي الرئيس

وماتت فكرة تطليق الرئيس لليلى دون ان يعلم احد كيف تمكنت من اقناع بن علي بالتراجع عن قراره في وقت قصير …

وتفتقت قريحة مستشاري الرئيس على تنظيم استفتاء شعبي في ماي2002  عدّل بموجبه الدستور وسمح لبن علي بالبقاء رئيسا مدى للحياة ان اراد، ولكن الرياح هبت بما لا يشتهي فقهاء الرئيس في ديسمبر 2010 ….ليغادر بن علي البلاد عشية  الجمعة 14جانفي 2011 دون ان يعود ابدا الى تونس بعد ذلك …ويدفن غريبا في بلاد بعيدة …

*محمد بوغلاب

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.