الرئيسيةفي العالم

نهاية عهد بوريس جونسون.. 3 أعوام من الأزمات

بعد استقالة أكثر من 50 وزير ومساعد وزير من حكومته، اضطر رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إلى الاستقالة من رئاسة حزب المحافظين، لينهي ولاية كانت حافلة بالجدل بدأت في العام 2019.

وأعلن جونسون، 58 عامًا، في خطاب مباشر من أمام داونينغ ستريت، أنه سيتنحى بعد سلسلة من الاستقالات التي قدمها أعضاء في الحكومة هذا الأسبوع احتجاجًا على قيادته، لكنه سيبقى كرئيس للوزراء حتى يأتي بديل.

وقال: “من الواضح أن إرادة حزب المحافظين البرلماني هي أنه ينبغي أن يكون هناك زعيم جديد وبالتالي رئيس وزراء جديد”، مضيفا: “اتفقت مع السير غراهام برادي، رئيس مجلس النواب على أن عملية اختيار ذلك الزعيم الجديد يجب أن تبدأ الآن وسيتم الإعلان عن الجدول الزمني الأسبوع المقبل”.

فضائح جنسية

وأوضحت “ديلي تلغراف” ان استقالة جونسون جعلته من حكومته من بين أقصر أربع حكومات عمرا، إذ أنها أقصر عمرا من الحكومة السابقة التي قادتها تيريزا ماي.

وقالت أن جونسون شغل المنصب لمدة عامين و 348 يومًا.

ووصفت الصحيفة ما حصل قبل الاستقالة بأنه “تمرد” في الحكومة أدى في غضون يومين إلى استقالة عشرات الوزراء والمستشارين، بينما كانت موجة الاستقالات قد بدأت مساء الثلاثاء عندما أعلن وزيرا الصحة والمال ساجد جاويد وريشي سوناك من دون إنذار مسبق، استقالتهما من الحكومة ليليهما أعضاء آخرون في الحكومة أقل رتبة.

وأقر جونسون بارتكابه “خطأ” بتعيينه، في فيفري  الماضي، حكومته كريس بينشر في منصب مساعد المسؤول عن الانضباط البرلماني للنواب المحافظين.

واستقال هذا الأخير الأسبوع الماضي بعدما اتهم بالتحرش برجلين.

والثلاثاء أقرت رئاسة الحكومة بأن رئيس الوزراء تبلّغ في 2019 باتهامات سابقة حيال بينشر لكنه “نسيها” عندما عينه.

وتضاف إلى ذلك قضايا أخرى ذات طابع جنسي في البرلمان. فقد أوقف نائب يشتبه في أنه ارتكب عملية اغتصاب وأفرج عنه بكفالة منتصف جوان واستقال آخر في أفريل لأنه شاهد فيلما إباحيا في البرلمان على هاتفه النقال وحكم على نائب سابق في ماي بالسجن 18 شهرا بعد إدانته بتهمة الاعتداء جنسيا على مراهق في الخامسة عشرة.

وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد “سافانتا كوريس” ونشرت نتائجه الأربعاء أن 72 % من البريطانيين يرون أن على رئيس الوزراء الاستقالة.

فضيحة “حفل الكوفيد”

ويعاني جونسون بالأساس تداعيات فضيحة الحفلات التي أقيمت في مقر الحكومة خلال مرحلة الاغلاق التام إبان الجائحة وقد أفلت قبل أسابيع من تصويت على سحب الثقة قرره نواب حزبه المحافظ.

وكان جونسون قد تقدم وقتها بـ”اعتذاره الكامل” بعدما فرضت غرامة عليه وعلى وزير ماليته ريشي سوناك لانتهاكهما تدابير الإغلاق التي كانت مفروضة لاحتواء تفشي كوفيد-19 في إطار فضيحة “بارتيغيت”، ما دفع بكثر للمطالبة باستقالتهما.

وقالت متحدثة باسم رئاسة الحكومة إن “رئيس الوزراء ووزير المال تلقيا إخطارا اليوم بأن الشرطة تعتزم فرض غرامات عليهما”.

وقال جونسون في خطاب متلفز “دعوني أقول على الفور إني سددت الغرامة وأنا أتقدم مجددا باعتذار كامل”.

وكانت عائلات ضحايا جائحة كوفيد-19 قد طالبت استقالة جونسون. وقال المتحدث باسم جمعية تعنى بالدفاع عن حقوق عائلات ضحايا الجائحة لوبي أكينولا إن جونسون وسوناك “خرقا القانون” و”سخرا منّا”، وفقا لما ذكرت وكالة “فرانس برس”.

وتابع “ببساطة ليس هناك أي مجال لكي يبقى رئيس الوزراء أو وزير المال في منصبيهما. عدم نزاهتهما تسبب بأذى كبير للثكالى”.

وأضاف “لقد خسرا كل مصداقيتهما لدى عامة الشعب”، مشيرا إلى أن الأمر من شأنه أن يؤدي إلى خسائر بشرية في حال استوجبت متحورات جديدة فرض قيود في المستقبل.

بطل “البريكست”

ولكن قد تلك ا لفضائح والأزمات كان جونسون قد انتخب ر ئيسا لحزب المحافظين، وذلك بعدما كان قد حقق في 23 جويلية  2019 فوزا ساحقا في مواجهة وزير الخارجية آنذاك، جيريمي هانت

وفي اليوم التالي عينته الملكة إليزابيث الثانية رئيسا للوزراء ووعد بخروج سريع من الاتحاد الأوروبي.

وفاز “بطل البريكست” الذي كان يتمتع بشعبية هائلة في ديسمبر 2019 بأغلبية تاريخية للمحافظين في مجلس العموم في انتخابات تشريعية مبكرة.

ووافق النواب على اتفاق بريكست وفي 31 جانفي 2020 أي بعد ثلاث سنوات ونصف السنة على الاستفتاء، وخرجت المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.

ماذا بعد الاستقالة؟

وفقا لتقرير نشرته “الغارديان“، فإن هناك خياران يتمثل أولهما في  تنحي جونسون  عند وجود البديل المناسب كما حدث عقب استقالة رئيس الوزراء السابقة تيريزا ماي في العام 2019، وفي هذه الحالة سوف يبقى جونسون في المنصب وإحداث تعديلات في مجلس الوزراء المؤقت إلى حين اختيار خليفته. ويبدو أن هذا هو الخيار الذي يتمسك به جونسون حتى الآن، رغم مطالبات برحيله الفوري.

أما إذا استقال جونسون بأثر فوري فسيتطلب ذلك تعيين رئيس وزراء مؤقت، وأن المرشح ليحل مكانه هو وزير العدل، دومينيك راب، باعتباره نائب رئيس الوزراء، ولكنه قد يرفض استلام المنصب حتى لا يتهم بالحصول على “ميزة غير عادلة” تصب لمصلحته في الانتخابات القادمة.

كيف يستقيل رئيس الوزراء؟

في تسلسل زمني معروف يتوجه جونسون إلى قصر باكنغهام لتقديم استقالته إلى الملكة، التي تقوم بعد ذلك – بناءً على نصيحة الحزب الحاكم – بتعيين رئيس وزراء جديد.

وهذا المشهد كان يحدث عادة بعد الانتخابات العامة، ولكنه تكرر في الأعوام الأخيرة عندما استقال توني بلير وديفيد كاميرون وتيريزا ماي في منتصف ولاية البرلمان، وبقي الجميع في مناصبهم حتى تم اختيار من يخلفهم.

هل يمكن أن يدعو جونسون إلى انتخابات مبكرة؟

بموجب القانون يمكن أن يطلب رئيس الوزراء إجراء انتخابات في أي وقت، وكان جونسون قد ألمح أمس الأربعاي إلى أنه يمكنه القيام بذلك إذا حاول زملائه في الحكومة إجباره على الاستقالة

ولكن السعي لإجراء انتخابات دون مباركة الحكومة أو غالبية نواب حزب المحافظين سيكون أمرًا غير معتاد من الناحية الدستورية، وسيُقاوم بشدة. بموجب اتفاقية دستورية تُعرف باسم مبدأ Lascelles، بالإضافة أنه يمكن للملكة رفض طلب إجراء انتخابات لأسباب تشمل ما إذا كان البرلمان لا يزال يعتبر “قابلًا للحياة”، أو إذا كانت الانتخابات يمكن أن تضر بالاقتصاد، أو إذا كان هناك رئيس وزراء بديل موثوق به.

كيف سيجري اختيار رئيس وزراء جديد؟

سوف يجري اختياره من قبل أعضاء الكتلة الأكبر وهي حاليا كتلة حزب المحافظين، وعادة ما يجري اختيار زعيم الحزب للمنصب.

وبموجب القواعد الموضوعة في عام 1997، فإن المرحلة الأولى هي – بافتراض وجود أكثر من مرشحين – أن يتم تقليص عدد المرشحين من خلال سلسلة من الأصوات من قبل نواب حزب المحافظين، ولكن هذه العملية تأخذ وقتا إذ انه فك جولة تصويت يجري استبعاد النائب الأقل حصولا على الأصوات.

وبعد أن يبقى عضوين يجري التصويت على اختيار أحدهما، قد تستمر العملية لأسابيع عدة كما حدث عقب استقالة تيريزا ماي قبل أن يحل مكانها بوريس جونسون، وقد أخذت المسألة وقتها حوالي ستة أسابيع.

استقال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الخميس، من منصبه كرئيس تنفيذي لحزب المحافظين ممهدا بذلك الطريق لاختيار خلف له لرئاسة الوزراء بعد موجة استقالات من فريقه الحكومي خلال 48 ساعة من الأحداث السياسية المتسارعة.

وقال جونسون، البالغ من العمر 58 عاما: “واضح أن إرادة الكتلة البرلمانية لحزب المحافظين أن يكون هناك زعيم جديد لهذا الحزب، وبالتالي رئيس جديد للوزراء”.

وأكد أنه سيبقى في منصب رئيس الوزراء حتى انتخاب بديل منه، حيث ستجري انتخابات قيادة الحزب في سبتمبر، وسيحل الفائز مكان جونسون لدى انعقاد المؤتمر السنوي للحزب مطلع أكتوبر، حسبما نقلت هيئة “بي بي سي” ووسائل إعلام أخرى.

وبعد أن قاوم دعوات من حكومته طالبته بالاستقالة، قال إنه يشعر “بالحزن … إزاء التنحي عن أفضل وظيفة في العالم” مبررا تمسكه بالمنصب حتى اللحظات الأخيرة بإنجاز المهمة التي فاز بها في انتخابات عامة هيمنت عليها مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) في ديسمبر 2019.

لكن حونسون لا يعد أول رئيس للوزراء يتنحى عن منصبه، إذ يشهد التاريخ البريطاني العديد من الأمثلة على استقالات رؤساء الحكومة لأسباب متعددة، لكن ما يجمعها هو أن تسليم السلطة لطالما تم بشكل سلمي،  وفقا لما ذكرته شبكة “سي أن أن“.

مارغريت تاتشر

حظيت “المرأة الحديدية” بمنصب رئاسة الحكومة على مدى 11 عاما ونصف، وكانت أول امرأة تتولى المنصب في تاريخ بريطانيا عام 1979.

وفي الموقع المألوف لكل رئيس وزراء بريطاني، في 10 داونينغ ستريت، قدمت تاتشر استقالتها.

وانتهت رئاسة تاتشر للحكومة عام 1990 بعد أن أزاحها حزبها عن منصب رئاسته.

وقالت في خطاب استقالتها أمام مقر الحكومة: “سيداتي وسادتي، نترك داونينغ ستريت للمرة الأخيرة، بعد 11 عاما ونصف من السنوات الرائعة، ونشعر بالسعادة بأننا نغادر المملكة المتحدة بحال أفضل بكثير مما وجدناه لدى قدومنا قبل 11 عاما ونصف”، مضيفة “آن الآوان لفتح فصل جديد”.

جون ميجور

تولى ميجور منصبه في عام 1990 حتى عام 1997.

كان ميجور قد قدم استقالته مرتين، الأولى عام 1995، عندما تحدى خصومه بأنه سيتمكن من الفوز في إعادة انتخابه، قائلا: “آن أوان المواجهة أو الصمت“.

وتولى ميجور رئاسة الوزراء في نوفمبر 1990، وقاد البلاد خلال الصراع الذي شهد مشاركة القوات البريطانية إلى جانب الولايات المتحدة ودول أخرى في التحالف الدولي ضد العراق حتى فيفري 1991.

وحقق حزب العمال المعارض الرئيسي في بريطانيا بقيادة توني بلير فوزا ساحقا في الانتخابات ضد حزب ميجور، المحافظ الحاكم في 1997، ما دعا الأخير إلى الاستقالة.

وقال في خطاب وداعه: “حان وقت النزول عن المسرح، وهذا ما أنوي فعله”.

وانتشرت رسالة، الخميس، موجهة إلى زعيم “لجنة 1922” المسؤولة عن التنظيم الداخلي لحزب المحافظين، اقترح فيها ميجور أن يتولى نائب رئيس الوزراء، دومينيك راب، المنصب عوضا عن بقاء جونسون لوقت أكثر في المنصب حتى اختيار الحزب زعيمه الجديد الذي سيصبح رئيسا للوزراء.

وقال ميجور في رسالته: “من أجل الخير للبلاد، يجب ألا يبقى جونسون في داونينغ ستريت… أطول مما يلزم لإحداث تغيير سلس للحكومة”.

توني بلير

أعلن بلير استقالته في عام 2007، قبل أشهر من انتهاء ولايته، بعد أن تولى رئاسة الحكومة في عام 1997.

وكشف في خطاب أمام 10 داونينغ ستريت أنه “في السابع والعشرين من جوان ، سأقدم استقالتي من منصب رئاسة الوزراء إلى الملكة”.

وفي لفتة نادرة وقف كافة أعضاء مجلس العموم توديعا لبلير وسط تصفيق حار، وقال في خطاب أمام المجلس: “تمنياتي الطيبة للجميع، أصدقاء كانوا أم خصوما، وهذا كل ما في الأمر، النهاية”.

غوردن براون

تولى براون منصبه في عام 2007، حتى قدم استقالته في عام 2010، بعد أن خسر حزب العمال الانتخابات في العام ذاته لصالح المحافظين.

وقال في خطاب استقالته: “خلال مغادرتي لثاني أفضل وظيفة كنت أتمناها، أقدّر الوظيفة الأولى، كزوج ووالد، شكرا ووداعا”.

وأتت استقالة براون، مثل جونسون، بعد سلسلة من الاستقالات بين وزرائه.

لكن رئاسة بروان للحكومة “اهتزت” بسبب “الفضائح” المالية التي طالت عددا من وزرائه استغلوا نظام النفقات الحكومية لصالح أغراضهم الشخصية مثل شراء الشقق وتأثيث المنازل وغيرها، وفقا لما ذكرته “ذا غارديان“.

تيريزا ماي

قاربت ماي على البكاء خلال خطاب استقالتها عام 2019، بعد ثلاث سنوات تقريبا من استلامها المنصب، عام 2016، وذلك في ضوء فشلها في التوصل إلى اتفاق لبريكست مع الاتحاد الأوروبي.

وقالت: “سأترك الوظيفة التي كان توليها شرفا يميز حياتي، ثاني أنثى رئيسة للوزراء وبالتأكيد لن تكون الأخيرة، أفعل هذا دون أن أضمر سوء نية بأي شكل من الأشكال، بل بتقدير عظيم ودائم لأني حظيت بفرصة خدمة البلاد التي أحبها”.

ظلت ماي متكفلة بأعمال رئاسة الحكومة حتى تعيين جونسون في جويلية من عام 2019.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.