انتشال أكثر من 60 جثة مهاجر قبالة السواحل الليبية والتونسية

خلال الأيام الخمسة الماضية، استمرت عملية انتشال الجثث، بعد غرق قارب مطاطي يقل عشرات المهاجرين على بعد ستين ميلا بحريا قبالة ساحل مدينة صبراتة شمال غرب البلاد، إذ ارتفعت حصيلة الضحايا إلى 34 شخصا بعد أن أعلن أمس الإثنين الهلال الأحمر الليبي عن انتشال جثث 11 مهاجرا.

وقال مصدر أمني ليبي لوكالة الأنباء الفرنسية الاثنين 24  افريل ، إن “قاربا مطاطيا كان يقل عشرات المهاجرين انقلب في عرض البحر قبالة ساحل صبراتة الأربعاء الماضي”، مشيرا إلى أن عدد الجثث مرشح للارتفاع.

وعن مصير بقية المهاجرين الذين كانوا على متنه، أجاب المصدر ذاته “في مثل هذه الحوادث لا فرصة أمامهم للنجاة، وخصوصا أن القارب المنكوب في عرض البحر لم يتلق بلاغا بتنفيذ عمليات إغاثة بشأنه ساعة غرقه”.

ونشر الهلال الأحمر صورا تظهر فرقه تنقل جثثا من أحد المواقع المطلة على ساحل المدينة، إضافة إلى جثث وضعت داخل أكياس سوداء مخصصة لنقل المتوفين.

ويوم الأربعاء 1 افريل  الماضي، قالت منصة “هاتف إنذار” غير الحكومية في تغريدة على تويتر إنها تلقت مكالمة استغاثة من مهاجرين على متن قارب مطاطي كان يغرق قبالة سواحل ليبيا وعلى متنه 100 راكب. وأكدت المنصة أنها حاولت الاتصال “مع ما يسمى خفر السواحل الليبي” لكن دون جدوى.

انتشال 31 جثة ” متآكلة” قبالة السواحل التونسية 

ولم تقتصر الحوادث المأساوية على السواحل الليبية، إذ قال خفر السواحل التونسي أمس الإثنين 24 افريل ، إن وحداته انتشلت 31 جثة لفظها البحر لمهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء، غرقوا أثناء محاولتهم عبور المتوسط باتجاه إيطاليا، وأضاف أنه جرى انتشال 30 جثه من بينهم امرأتين وطفلين “متآكلة ومتعفنة لفظتها أمواج البحر” وذلك قبالة سواحل ولايتي صفاقس و قرقنة والمهدية، إضافة إلى جثة أنثى متحللة قبالة سواحل قابس.

خلال ثلاثة أيام.. إحباط 49 محاولة هجرة غير نظامية

وتزامنا مع عمليات انتشال الجثث، قال المتحدث باسم الحرس الوطني التونسي بأن وحدات الحرس البحري أحبطت خلال الأيام الثلاثة الماضية 49 عملية هجرة غير نظامية باتجاه السواحل الأوروبية، 39 منها قبالة سواحل صفاقس وقرقنة والمهدية، و10 محاولات مماثلة قبالة سواحل المنستير ونابل.

كما أنقذت ما مجموعه 921 مهاجرا من الغرق أغلبهم يتحدون من دول أفريقيا جنوب الصحراء، إضافة إلى تونسيين.

مصرع أكثر من 400 مهاجر في الربع الأول من العام الجاري

بحسب المنظمة الدولية للهجرة، يعد الربع الأول من العام الحالي هو الأكثر دموية منذ عام 2017، إذ توفي أكثر من 400 مهاجر أثناء محاولتهم عبور وسط البحر المتوسط .

وقالت المنظمة إنه في حين تم توثيق 441 حالة وفاة للمهاجرين خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، فإن العدد الحقيقي للضحايا في وسط البحر الأبيض المتوسط من المرجح أن يكون أعلى من ذلك بكثير. وأضافت المنظمة أن حوالي ثلاثة آلاف مهاجر وصلوا إلى إيطاليا خلال عطلة عيد الفصح، ليصل العدد الإجمالي للأشخاص الذين وصلوا إلى الدولة الأوروبية هذا العام إلى 31 ألفا و192، أي حوالي أربعة أضعاف 7900 شخص تم إنقاذهم في الفترة نفسها من العام الماضي.

وتشدد منصة “هاتف الإنذار” على أن “منطقة وسط البحر الأبيض المتوسط، أكثر معابر الهجرة البحرية فتكا في العالم، حيث تشهد أكبر عدد من الوفيات سنويا”.