الرئيسيةتونس اليوم

العثور على جثث ستة مهاجرين في الصحراء الليبية واستمرار عمليات الطرد من تونس

عثرت فرق حرس الحدود الليبي أول أمس السبت، على ست جثث لمهاجرين فقدوا حياتهم في الصحراء، فيما تتواصل عمليات طرد المهاجرين الأفارقة من تونس إلى الأراضي الليبية. واستنادا على التصريحات الليبية الرسمية، أحصى فريق مهاجرنيوز وفاة حوالي عشرين شخصا في هذه المنطقة، ومن الممكن أن يكون الرقم أعلى من ذلك بكثير.

تتواصل الأخبار المروعة عن وفاة مهاجرين أفارقة في الصحراء الحدودية بين ليبيا وتونس، منذ أيام عدة، آخرها يوم السبت 29 جويلية  عندما اعلن حرس الحدود الليبي العثور على ست جثث لأشخاص قضوا في مناطق نائية، ترتفع فيها درجات الحرارة إلى ما يتجاوز الـ45 درجة مئوية.وأوضح جهاز حرس الحدود التابع لوزارة الداخلية، أنه أثناء تمشيط الدوريات للمنطقة الممتدة من نقطة ظهرة الخص إلى نقطة طويل طاهر، عثرت السلطات على “جثة بالقرب من منطقة العسة في مياه السبخة، وجثتين في ظهرة الخص، وثلاث جثث في منطقة الجبيبينة بالقرب من خط التماس مع دولة تونس”.

وتواجه السلطات التونسية اتهامات بتنفيذ حملات تستهدف فيها المهاجرين الأفارقة في البلاد، لا سيما صفاقس، وتطردهم إلى مناطق حدودية مع ليبيا، حيث تتخلى عنهم وسط الصحراء وتتركهم دون ماء أو طعام رغم موجات الحر الشديد، ما يعرّضهم لخطر التجفاف والموت جوعا وعطشا.حوالي عشرين جثة في الصحراءاستنادا إلى التصريحات الصادرة عن السلطات الليبية، عثرت دوريات حرس الحدود على 18 جثة خلال خمسة أيام فقط، بين 24 و29 جويلية وظهرت العديد من الجثث وسط الرمال في مقاطع مصورة نشرتها السلطات خلال ثلاثة أيام متتالية، بعدما التقطتها فرق حرس الحدود التابع لوزارة الداخلية، وعناصر “الكتيبة 19” التابعة للجيش الليبي.في 26 جويلية ، نشر مكتب الإعلام والتوثيق الأمني لجهاز حرس الحدود فيديو أثناء عثوره على جثة امرأة أفريقية “نتيجة انبعاث رائحة منها” في المنطقة.قبل ذلك بيوم واحد، أعلن المتحدث باسم اللواء 19 علي والي العثور على جثث خمسة مهاجرين. ونشر فيديو تظهر فيه أولا جثة رجل وإلى جانبه طفل صغير ممددان على الرمال، ومن ثم تكتشف السلطات جثثا أخرى على الحدود في وضعيات مماثلة.وفي 25 جويلية  عثرت السلطات على جثث ستة مهاجرين “مجهولي الهوية من جنسيات أفريقية بالقرب من خط التماس مع دولة تونس”.

كما أثارت صورة التقطها مراسل قناة الجزيرة صدمة على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر فيها جثة طفلة صغيرة برفقة والدتها، عثرت عليهما السلطات الليبية في 19 جويلية  وبعد بضعة أيام تعرّف مهاجرون على هويتهما وتبيّن أن الأم تدعى فاتي دوسو كانت تبلغ من العمر 30 عاما والطفلة ماري لا يتجاوز عمرها ست سنوات.ومن الممكن أن تكون حصيلة الوفيات أكبر من المعلن عنها، وتحدث مهاجرون عن مجموعات صغيرة تاهت في الصحراء وفُقد أثرها، كما يمكن اختفاء العديد من الجثث بسهولة تحت الرمال مع هبوب الرياح.استمرار الانتهاكاتمنذ مطلع شهر  جويلية  الجاري، يعاني المهاجرون في تونس من انتهاكات واسعة ازدادت سوءا بعد مقتل رجل تونسي في صفاقس، إثر أعمال عنف ومواجهات بين سكان ومهاجرين. وكانت شهدت المنطقة نفسها مقتل مهاجر يتحدر من بنين في /ماي  الماضي.وعلى مدى الأسابيع الماضية، توقف السلطات التونسية المهاجرين الأفارقة وتنقلهم في حافلات إلى الحدود وتتركهم لمصيرهم هناك.وثق فريق مهاجرنيوز ومنظمات حقوقية ووسائل إعلام، ممارسات الطرد غير القانوني بموجب القانون الدولي، كما دعا خبراء الأمم المتحدة الحكومة التونسية إلى وقف عمليات الترحيل واتخاذ إجراءات فورية “لوضع حد لخطاب الكراهية العنصرية في البلاد”.وكان الرئيس التونسي، قيس سعيد، ألقى خطابا في 21 فيفري الماضي، قال فيه إن وجود “جحافل” من المهاجرين غير الشرعيين من أفريقيا جنوب الصحراء يشكل مصدر “عنف وجرائم”، متحدثا عن خطط تهدف إلى تغيير التركيبة الديمغرافية في تونس، ما أجج الوضع وزاد من الحملات العنصرية الموجهة ضد المهاجرين.طرد ما لا يقل عن 1,200 مهاجررغم تلك الإدانات، تؤكد السلطات الليبية أن السلطات التونسية تستمر في تعريض حياة المهاجرين للخطر عبر تركهم في الصحراء.وتفيد منظمة “هيومن رايتس ووتش” غير الحكومية أن الشرطة التونسية “طردت” ما لا يقل عن 1200 مهاجر إفريقي وتركتهم عند الحدود مع ليبيا من الشرق والجزائر من الغرب. ولم تمنع تلك الانتهاكات استمرار الدعم الأوروبي المقدم للسلطات التونسية، الأمر الذي تستنكره المنظمات الحقوقية.

وفي مقاطع مصورة توثق الوضع على الحدود، يبدو على المهاجرين حالة إنهاك تام، بعضهم مصاب بجروح وبينهم نساء حوامل وأطفال صغار، يسيرون وسط الصحراء في مجموعات صغيرة.ويؤكد المتحدث باسم اللواء 19 الليبي علي والي، لوكالة الأنباء الفرنسية، أن الحراس يرصدون يوميا في نطاق عملهم حول العسة، “وصول 150 إلى 350 وأحياناً ما يصل إلى 400 أو 500 مهاجر غير شرعي”.

لا يمكن أن يستمر هذا الوضع على المدى الطويل

وكانت السلطات الليبية قالت إنها أجلت حوالي 600 مهاجر، فيما لا يزال المئات يقبعون على الحدود، وبدأت منظمات دولية، بينها مفوضية اللاجئين و”اليونيسف” والهلال الأحمر، بتقديم بعض الدعم الأولي لهم.في رأس جدير، لا يزال 350 مهاجرا يقيمون في مخيم من بينهم 65 طفلا و12 امرأة حاملا، “ظروف حياتهم صعبة جدا”، حسبما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول في المجال الإنساني في ليبيا.وفي العسة، يوجد حوالي 180 مهاجرا آخر بينهم 20 طفلا.فيما شدد المصدر الإنساني على أن الوضع يتحسن “لكن لا يمكن أن يستمر على المدى الطويل فلا وجود للصرف الصحي ولا لخزانات المياه ولا مراكز إيواء فعلية”.

*المثدر: مهاجر نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.