النيجر- بازوم يستنجد بالمجتمع الدولي والانقلابيون يحذرون من أي تدخل عسكري
طالب رئيس النيجر بمساعدة دولية لإفشال الانقلاب العسكري عليه، محذرًا من عواقبه “المدمرة” على العالم، في حين هدد الانقلابيون بأنهم سيردون “فورًا على أي عدوان” بعد أن أمهلتهم مجموعة “إيكواس” عدة أيام لعودة النظام الدستوري.
بازوم حذرمن “العواقب المدمرة” للانقلاب على العالم ومنطقة الساحل التي قد تنتقل برأيه إلى “نفوذ” روسيا
توقع رئيس النيجر محمّد بازوم المنتخب ديمقراطيًا حصول “عواقب وخيمة على بلدنا ومنطقتنا والعالم بأسره” في حال نجاح المحاولة الانقلابيّة لإطاحته من السلطة، داعيًا الأسرة الدولية إلى تقديم المساعدة، فيما توعد الانقلابيون كل من يشن “عدوانًا” على البلاد “برد فوري”.
وأتى كلام بازوم في مقال رأي نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية ليل الخميس (الثالث من اوت 2023) حذر فيه من “العواقب المدمرة” للانقلاب على العالم ومنطقة الساحل التي قد تنتقل برأيه إلى “نفوذ” روسيا عبر مجموعة فاغنر المسلحة.
ودعا بازوم في أول تصريح علني طويل منذ أطاحته، “الحكومة الأمريكيّة والمجتمع الدولي بأسره إلى مساعدتنا في استعادة النظام الدستوري”. وقال بازوم، المحتجز، “أكتب هذا بصفتي رهينة”، مشددًا على أنّ “هذا الانقلاب (…) ليس له أيّ مبرّر”. وبازوم (63 عامًا) محتجز مع عائلته منذ يوم الانقلاب في مقر الإقامة الرئاسي. وقال حزبه إن الكهرباء قطعت عنه عمدًا الخميس.
وارتفع منسوب التوتر في النيجر فيما المهلة التي وضعتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “إيكواس” لعودة الانتظام الدستوري، تشارف على نهايتها. وفي وقت متأخر من مساء الخميس أعلن الانقلابيون في بيان تُلي عبر التلفزيون إلغاء اتفاقيّات عسكريّة عدّة مبرمة مع فرنسا تتعلّق خصوصًا بـ”تمركز” الكتيبة الفرنسيّة وبـ”وضع” الجنود الموجودين في إطار المعركة ضدّ الجهاديّين.
وجاء في البيان في “مواجهة موقف فرنسا اللامبالي” وردّ فعلها تجاه الوضع في النيجر “قرّر المجلس الوطني لحماية الوطن إبطال اتفاقيّات التعاون مع هذه الدولة في مجال الأمن والدفاع”. وأعلن مُنفّذو الانقلاب أنهم سيردّون “فورًا” على أيّ “عدوان أو محاولة عدوان” ضدّ بلادهم من جانب “إيكواس”، قبل ثلاثة أيّام من نهاية مهلة أعطتها “إيكواس” من أجل عودة النظام الدستوري في النيجر.
وقال المجلس العسكري الانقلابي إنّ “أيّ عدوان أو محاولة عدوان ضدّ دولة النيجر ستشهد ردًا فوريًا ودون إنذار من جانب قوّات الدفاع والأمن النيجريّة على أيّ عضو (من أعضاء إيكواس) باستثناء الدول الصديقة المُعلّقة عضويّتها” في إشارة إلى بوركينا فاسو ومالي.
وأتى ذلك بعيد وصول وفد من “إيكواس” إلى نيامي في محاولة لإيجاد مخرج للأزمة بعد ثمانية أيام على الانقلاب الذي اطاح الرئيس بازوم في 26 جويلية . وكانت “إيكواس” التي فرضت عقوبات شديدة على نيامي، أمهلت الانقلابيين حتى الأحد لإعادة بازوم إلى منصبه تحت طائلة استخدام “القوة”.
لكن رئيس نيجيريا بولا تينوبو الذي يتولى أيضًا رئاسة “إيكواس” الدورية، طلب من وفد للجماعة بقيادة رئيس نيجيريا السابق عبد السلام أبو بكر، بذل كل الجهود الممكنة “”لإيجاد حل وديّ”. بيد أن عضوًا في الوفد أكد الجمعة أن وفد دول غرب إفريقيا غادر النيجر من دون لقاء قائد الانقلابيين. وأوضح المصدر الجمعة أن “مبعوثي إيكواس غادروا” ليل الخميس الجمعة ولم يلتقوا لا قائد العسكريين الذين تولوا السلطة الأسبوع الماضي الجنرال عبد الرحمن تياني ولا الرئيس المخلوع محمد بازوم”.
ويعقد رؤساء أركان جيوش دول إيكواس اجتماعًا في أبوجا حتى الجمعة. وأعلنت جيوش دول عدة في غرب إفريقيا من بينها السنغال استعدادها للتدخل في حال عدم احترام مهلة الأحد. لكن مالي وبوركينا فاسو أكدتا أن أي تدخل مسلح في النيجر سيعتبر “إعلان حرب” على بلديهما.
وتشهد العلاقات بين نيامي وإيكواس توترًا، وكذلك مع فرنسا قوة الاستعمار السابقة في البلاد. وأقال الانقلابيون سفراء النيجر في فرنسا والولايات المتحدة وتوغو ونيجيريا.