الرئيسيةثقافة وفنون

مهرجان القاهرة إلى أجل غير مسمى، وقرطاج دون مظاهر إحتفالية، فأي مصير لمهرجان الجونة؟

نشر مهرجان القاهرة السينمائي بلاغا  من اسطر قليلة جاء فيه” قررت وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني تأجيل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في نسخته الخامسة والأربعين، والذي كان من المقرر أن يقام في الفترة من ١5 إلى24 نوفمبر القادم، وسيتم تحديد موعد إقامة المهرجان في وقت لاحق.” 

وجاء قرار وزيرة الثقافة سلطة الاشراف على مهرجان القاهرة ضمن سلسلة قرارات   تم اعبلانها  انسجاما مع ما يجري في قطاع غزة، فقد  علقت الوزارة زارة الثقافة تُعلن تعليق كافة أنشطتها حدادًا على أرواح ضحايا غزة

 كافة أنشطتها ، لمدة ثلاثة أيام حدادًا على أرواح الشهداء من أبناء الشعب الفلسطيني، وضحايا قصف “المستشفى الأهلي المعمداني” بقطاع غزة.
وكان  الرئيس عبد الفتاح السيسي ، قد أعلن حالة الحداد العام في جميع أنحاء جمهورية مصر العربية، لمدة ثلاثة أيام.
وبعيدا عن السياسة والواجب الاخلاقي فان تاجيل المهرجان كان خيبة كبيرة للسينمائيين لان مهرجان القاهرة  هو  ما بقي من مهرجانات عربية افلت الواحد تلو الاخر، وعرف انتعاشة جديدة برئاسة الفنان الكبير حسين فهمي،
في السياق نفسه اعلنت ادارة ايام قرطاج السينمائية  الغاء كافة المظاهر الاحتفالية  بدءا بحفلي الافتتاح والاختتام ولن يتم تنظيم اي حفلات استقبال للضيوف خوفا من تسرب اي صور قد تثير  سخط جانب من الراي العام، خاصة وان رئيس البلاد نفسه استدعى الوزيرة على عجل في الدورة الماضية بسبب صور  بعض المدهوات التي راجت على الفيسبوك

ولا يعلم ان كان المهرجان سيلتئم في موعده او لا فكل شيء وارد حسب تطورات الاوضاع في غزة خاصة وان الرئيس التونشي  قد ضاعف من تصعيده الخطابي متهما  بعض الدول بالتواطؤ  داعيا الى تعبئة الجماهير الثائرة وتسليحها  خلال اجتماع عقد على عجل لمجلس الامن القومي صبيحة اليوم 18 اكتوبر 2023

لم يبق   الى الان سوى مهرجان الجونة  الذي كان اعلن تأجيل موعد ه  باسبوعين ليقام في الفترة من 27 أكتوبر- 2 نوفمبر تأكيداً على شعاره “سينما من أجل الإنسانية”

وسيجد منظمو المهرجان – الذي غاب العام الماضي – انفسهم في حرج فمهرجان القاهرة  تاجل  بقرار سيادي ولا احد يعلم كيف ستتطور الاوضاع في غزة خاصة وان  مصر  في الواجهة ،فالكل ينتظر تحركا مصريا لدعم المقاومة وتحركا مصريا لتقديم المساعدات  عبر معبر رفح وتحركا مصريا لانهاء العدوان على الفلسطينيين ،  وربما رفع البعض سقف انتظاراته ليطلب من مصر ان تطرد السفير الاسرائيلي وتعلن الحرب   نصرة للفلسطينيين، ويعلم الجميع ان مصر  اقترن تاريخها الحديث بالقضية الفلسطينية  إذ خاضت   مصر اربعة حروب متتالية ضد اسرائيل اعوام 1948 و1956 و1967و1973  وعلى الرغم من ابرامها اتفاقية سلام مع الكيان الغاصب الا انه ظل سلاما رسميا باردا  لا حرارة فيه من الجانب المصري

وخلال المحنة الاخيرة رفضت مصر السماح لاي شخص غير فلسطيني مهما كانت جنسيته من مغادرة القطاع عبر معبر رفح حتى لا تتورط في  حصار الفلسطينيين بعد ان منعت قوات الاحتلال مغادرة الفلسطينيين نحو مصر عبر المعبر  في بداية العدوان

ويبدو ان بعض الفكاهيين عندنا استسهلوا  التحليل السياسي  فتحول الى” تجلطيم” على  دول عربية وقياداتها،  وتم تاويل كلام الرئيس المصري بشان رفض تهجير الفلسطينيين  على انه تفريط في الحق الفلسطيني والحال ان السيسي كان في مواجهة المستشار الالماني الداعم باسنانه وقدميه لاسرائيل  يفسر له ان  اسرائيل تبيت النية وتخطط لتوطين الفلسطينيين الى الابد في سيناء ولو كانت نيتها كما تقول حمايتهم  من القصف الذي يستهدف حماس-وهي لا تستثني لا مدرسة ولا جامعا ولا كنيسة ولا مستشفى-  فالاولى نقل المدنيين  الى صحراء النقب وهي ارض فلسطينية محتلة لا  النظر الى سيناء المصرية 

كان السيسي يشرح لضيفه الالماني  مخطط اسرائيل في التهجير والتوطين ولكن فكاهيي التحليل السياسي  حولوا وجهة الكلام الى حيث ارادوا …وهذه  فرصاهم لارتداء لبوس القومية والثورية 

وجد مهرجان الجونة نفسه قبلة للسينمائيين العرب والافارقة ومن كل انحاء العالم بعد اختفاء مهرجانات دبي وابو ظبي ومراكش- المتارجح-  وبات يشكل عنوانا متميزا للمهرجانات السينمائية في المنطقة العربية، وبعد غياب ارادي العام الماضي جدد المهرجان نفسه  واعدا بعودة قوية في دورته السادسة، ولكن العدوان على غزة اسقط كل الحسابات

فاي قرار سيتخذه منظمو مهرجان الجونة   ؟ هل يحتجب المهرجان -بعد ان اعلن عن عودته بروح جديدة –  تعاطفا مع الفلسطينيين ؟ او ينتظم من باب الصمود  في وجه العدوان على كل شيء جميل ينجزه العرب او بعضهم على الاقل ؟

سؤال لا احد يملك اجابته  الى حد الان….

*محمد بوغلاّب، صحافي وناقد تونسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.