شؤون عربية

اشتية يدعو لإيجاد حل للضفة وربطها بغزة.. كشف عن شروط السلطة للعودة “لحكم” القطاع

قال رئيس وزراء السلطة الفلسطينية محمد اشتية، في تصريحات لصحيفة الغارديان البريطانية، الأحد 29 أكتوبر 2023، إن السلطة الفلسطينية لن تعود إلى حكم غزة بعد انتهاء الصراع بين إسرائيل وحماس دون اتفاق شامل يشمل الضفة الغربية في دولة فلسطينية.

وقال مسؤولون مدنيون وعسكريون إسرائيليون إن خطتهم لإنهاء حرب غزة تتمثل في إقامة شكل ما من أشكال السلطة الانتقالية التي تحكم المنطقة، بدعم من دول عربية، مما يؤدي إلى إعادة السلطة الفلسطينية التي طردت من غزة عقب سيطرة حماس على القطاع في عام  2007.

وكانت حماس اعلنت سيطرتها على كامل قطاع غزة بعدما اطاحت بالقوات الموالية للرئيس الفلسطيني الذي رفض من الضفة الغربية ما وصفه بالانقلاب العسكري واصدر مرسوما باقالة حكومة الوحدة الوطنية التي تقودها حماس.

ورفرفت أعلام حركة حماس الخضراء على مقرات الاجهزة الامنية التي كانت تسيطر عليها فتح..

.

ورفض رئيس الحكومة الفلسطينية القيادي في حماس اسماعيل هنية القرارات التي اصدرها عباس التي قضت بإقالة هنية وإعلان حالة الطوارئ في الاراضي  الفلسطينية ، ومنذ ذلك الوقت فشلت كل محاولات لم الشمل  رغم تعدد المبادرات مصرية وقطرية وسعودية

مقترح بعودة السلطة الفلسطينية إلى غزة

محمد اشتية، الذي يتولى رئاسة الوزراء منذ عام 2019، قال إن السلطة الفلسطينية لن تتعاون دون العودة إلى عملية سلام حقيقية تؤدي إلى دولتين ذواتي سيادة.

“أن تذهب السلطة الفلسطينية إلى غزة وتدير شؤون غزة دون حل سياسي للضفة الغربية، كأن هذه السلطة الفلسطينية تسير على متن طائرة إف 16 أو دبابة إسرائيلية!”، وقال اشتية: “أنا لا أقبل ذلك. رئيسنا [محمود عباس] لا يقبل ذلك. ولن يقبل أحد منا ذلك”.

وقال رئيس الوزراء في مقابلة أجريت معه بمكتبه في رام الله بالضفة الغربية: “أعتقد أن ما نحتاج إليه هو رؤية سلمية شاملة. الضفة الغربية بحاجة إلى الحل، ومن ثم ربط غزة بها في إطار حل الدولتين”.

وقال اشتية إن الأولوية الأولى هي وقف قصف غزة، وكذلك العنف في الضفة الغربية، الذي قال إن 110 فلسطينيين قُتلوا خلاله في الأسابيع الثلاثة الماضية على يد قوات الأمن الإسرائيلية والمستوطنين.

استشهاد الآلاف في غزة

قالت وزارة الصحة في غزة، إن عدد القتلى هناك تجاوز 8000.  في حين شكك الرئيس الأمريكي جو بايدن، في دقة أرقام وزارة الصحة بغزة، لكن اشتية قال إنه تم التحقق من الحصيلة بالأسماء وأرقام الهوية.

في المقابل قُتل نحو 1400 إسرائيلي في هجوم حماس على المستوطنات القريبة من حدود غزة، وتم احتجاز أكثر من 220 شخصاً كرهائن داخل القطاع الساحلي.

وبعد ثلاثة أسابيع من القصف الجوي، شنت إسرائيل هجوماً برياً على غزة ليلة الجمعة كجزء من حملة تهدف إلى تدمير حماس وجيشها سياسياً، وهو الهجوم الذي قال مسؤولون إسرائيليون إنهم يتوقعون أن يكون طويلاً ومرهقاً.

وتصر حكومة بنيامين نتنياهو على أنها لا تنوي العودة إلى الحكم المباشر لغزة، وهو ما فعلته قبل عام 2005. وقال اشتية إن حاجة إسرائيل لشخص آخر لإدارة المنطقة بدلاً من حماس تمنح المجتمع الدولي فرصة نادرة  للعودة إلى حل الدولتين الذي قام نتنياهو بتفكيكه بشكل منهجي خلال فترة وجوده في منصبه.

اشتية قال كذلك: “السؤال بالنسبة لنا- الإسرائيليين والأمريكيين والأوروبيين والجميع- هو: كيف يمكننا أن نجعل من هذه الكارثة فرصة للسلام؟”،  ودعت السلطة الفلسطينية إلى عقد قمة عربية طارئة، يأمل اشتية أن تعقد في 10 نوفمبر/ لاستعادة الوحدة بشأن إنشاء دولة فلسطينية فاعلة.

مفاوضات للتطبيع بين السعودية وإسرائيل

في عام 2020، وقعت البحرين والإمارات العربية المتحدة على اتفاقيات أبراهام، لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، مما يتطلب إحراز تقدم سياسي للفلسطينيين كشرط مسبق. وفي وقت هجوم حماس، كانت الولايات المتحدة تحاول تشجيع المملكة العربية السعودية على الموافقة على اتفاق التطبيع الخاص بها، لكن قادتها أصروا على أن أي اتفاق يجب أن يحقق فوائد جوهرية للفلسطينيين.

وتوقع اشتية أن يكون ذلك موقفاً عربيا مشتركا، وأشار إلى أن وزير الخارجية البحريني يزور الضفة الغربية الأحد للمرة الأولى منذ توقيع اتفاق إبراهيم.

وقال: “إنهم يتحدثون إلينا، ونحن وهم يريدون التواصل”. “نحن نتحدث مع المغاربة، ونتحدث مع البحرينيين، وبالطبع نحن مستعدون للتحدث مع الإماراتيين. لدينا علاقات عمل ممتازة مع السعوديين، ومع الأردن ومع المصريين”.

وقال إن هناك إدراكاً متزايداً بين الدول العربية المجاورة أن المنطقة لا يمكن أن تعيش في سلام دون حل سياسي للفلسطينيين. وقال اشتية: “بكل صراحة، العرب سئموا منا حقاً”. “إنهم يريدون أن يروا حلاً للقضية الفلسطينية، لأننا نسبب الألم لهم”.

وقال إنه من أجل التوصل إلى تسوية سلمية دائمة، يتعين على الإدارة الأمريكية إظهار القيادة، مشيراً إلى أن بايدن كان أول رئيس أمريكي في الآونة الأخيرة يتولى منصبه دون مبادرة للسلام في الشرق الأوسط.

أضاف: “لم يعين حتى مبعوثاً للسلام، وقدم وعوداً لم يتم الوفاء بها قط”. وقال كذلك: “يقول إنه يعارض المستوطنات، لكن ماذا فعل؟ واستمر في تمويل إسرائيل. أنتم مع الدولتين، لكن إسرائيل تدمرها كل يوم، وماذا؟ أنت لا تقوم بشيء. لقد قلت إنك ستعيد فتح القنصلية الأمريكية في القدس… الآن ستنتهي فترة ولايتك ولم تفعل ذلك… وقد أثار ذلك الغضب”.

اشتيه قال: “أعتقد أن الآن هو الوقت المناسب للرئيس الأمريكي [و] لأوروبا لاستئناف القيادة والقول: نحن مستعدون لليوم التالي والحل الشامل وليس الحل الجزئي”.

وسيشمل مثل هذا الحل الشامل إجراء انتخابات فلسطينية في غزة والضفة الغربية، وضمن ذلك القدس الشرقية، وحكومة إسرائيلية بدون نتنياهو، الذي قال اشتية إنه “ليس شريكنا، إنه لا يرانا كشركاء”.

غضب في الضفة من السلطة الفلسطينية

هناك أيضاً غضب متزايد في الضفة الغربية تجاه السلطة الفلسطينية، التي واجهت منذ فترة طويلة مزاعم بالفساد والمحسوبية. وقد سلطت إراقة الدماء التي وقعت منذ 7 أكتوبر 2023، الضوء على ضعفها وعجزها عن الدفاع عن حياة الفلسطينيين. لكن اشتية أصر على أنها لن تتخلى قط عن اللاعنف لاستعادة شعبيتها.

وقال رئيس الوزراء: “[عباس] يمكن أن يحظى بشعبية في دقيقة واحدة”. “يمكنه أن يقول: حسناً، أنا أمر قوات الأمن الفلسطينية بإطلاق النار على الإسرائيليين.. لكنه رجل واقعي”.

ومع ذلك، أقر اشتية بأن الغضب يتصاعد بسرعة بين الفلسطينيين، وأن الوضع في الضفة الغربية “يغلي” ويصبح “خطيراً للغاية”، مما يترك السلطة الفلسطينية عالقة بين السكان الغاضبين وحكومة إسرائيلية عنيفة وقاسية. وأضاف: “نحن عالقون بين الحجر والمطرقة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.