الرئيسيةاول الكلام

من أرشيف الدكتور أحمد المناعي: كيف أعلنت الترشح للرئاسة…

برحيل الدكتور احمد المناعي عدت اتصفح المراسلات بيننا، فعصرت على هذا النص  الذي يرجع غالى اوت 2023، ننشره  حفظا للذاكرة، واعتذر للدكتور المناعي لاننا حذفنا بعض ما قاله عن منصف المرزةقي، تجنبا للمساءلة القانونية 

وصل الصديق علي السعيدي* الى اقتلاع موعد لي مع رئيس تحرير جريدة “لو برقري دي ليونّ” جان بيار قري مايزي لاطلاعه على الأوضاع في تونس ومستويات القمع التي يعيشها سكانها منذ نهاية 1990.

وقد اتفقت مع علي منذ لقاءاتنا الأولى في منتصف 1991 أن نركز بداية عملنا الإعلامي على الصحافة الجهوية التي تعتبر أسهل من حيث  التواصل معها من الصحافة الباريسية

تمكن علي السعيدي من أن يضبط لي موعدا مع مراسلة وكالة الانباء الفرنسية في أفرو يوم 9 جويلية 1991 يوم زيارة الرئيس فرنسوا متران  الى تونس ، وقد لخصت في حديثي رسالتي الى ضيف تونس حيث دعوته الى تقديم نصيحة الاعتدال الى مضيفه

. بعد أيام قليلة نشر لي حديثان مطولان في صحيفتين جهويتين في أحواز باريس ، الأول بعنوان : معارض تونسي يشهد عن القمع في صحيفة “لواست بارزيان”،  والثاني بعنوان ّمعارض تونسي في أفرو:من التعذيب الى المنفىّ. ألحديث الأول 18 جويلية 1991في نصف صفحة والحديث الثاني 20 جويلية 1991 في صفحة كاملة

كان انتصارا كبيرا على الصمت المتواطئ لكبريات وسائل الاعلام الفرنسية عن كل الفظائع التي تحدث في تونس

كنا على مائدة الإفطار في مطعم مقابل لمقر الجريدة وكان علي السعيدي ورئيس التحرير يأكلان بشهية بينما كنت أحكي وأحكي عن الانتهاكات والمظالم في تونس.

وفي لحظة ما أدركت أن الرجل لم يكن مهتما كثيرا بما كنت أحكي وأقول ربما لتعوده على مثله. وخطرت ببالي فكرة: أستاذ قري مالزي هل تعرف أنني سأترشح للأنتخابات الرئاسية في السنة المقبلة؟؟

اه هذا يبدل كل شيئ سيد المناعي…

وأسرع بأنهاء الغداء وانطلقنا الى الجريدة فأشار الى أول موظف أن ينادي له مصورا ليلحق بنا للمكتب

نشر الحديث من الغد في الصفحة الثانية وأحدث زوبعة في أوساط التونسيين والقنصلية التونسية بليون. فسحب الجريدة كبير وهو يناهز الأربع مائة الف نسخة يوميا. وقد أعلمني الاخ عبدالعزيز اليعقوبي ممثل المعارضة التونسية في منطقة ليون بما حدث في القنصلية التونسية بليون اذ أعلن قنصل تونس بليون العقيد عمار الخريجي التعبئة العامة في دائرته ودعى للاجتماع عام للشعب التجمعية … وعندما رجعت الى باريس من الغد هنأني بعض التونسيين بالتلفون وشكرتهم وشرحت لهم أن الامر كان للأستفزاز فقط. ، واتصل بي عامر العريض وهو ممثل راشد الغنوشي في باريس وطلب لقائى،  فالتقينا من الغد في مقهى الكويك في شارع سان مشال. وما أن جلس وتبادلنا التحية حتى سألني “لم هذا الإعلان عن الترشح؟ ؟؟”وكان ردي سريعا” هو حقي أولا وثانيا هو خير من محاولة انقلابية. فصدم الرجل وانسحب دون سلام

. في شهر مارس 1994قدم المنصف المرزوقي الى باريس مباشرة بعد الإعلان عن ترشحه للرئاسة.

وقد نظمنا اجتماعا لحوالي عشرين ناشط في محل في نهج جان بيار تمبو . وحضر معنا بعض نشطاء حزب  الخضر وعلى رأسهم جنات اسكندراني وكان معنا يونس عثمان رئيس “تونس الديمقراطية الان”وهو الذي اقترح علي التنازل لفائدة المرزوقي وهو ما أعلنت عنه في الاجتماع فهو الصديق والرفيق منذ عام 1981.

وقد ظللت أقدم المرزوقي  كمرشح للرئاسة الى كل معارفي التونسيين والعرب والاعاجم حتى سنة 2002 حين تعرفت عليه وأدركت أنه نرجسي “دعيّ “ولا يستحق هذا الشرف

كان هناك مواطن تونسي اخر أعلن عن ترشحه للرئاسة وهو الاستاذ المحامي عبد الرحمان الهاني( الأستاذ الهاني هو والد الصحفي زياد الهاني) وقد سجن وحوكم لكني لم أطلع على أمره الا فيما بعد وقد ذكرت ذلك فيما بعد في رسائلي الى نقابات المحامين الفرنسيين،

هوامش:  

*علي السعيدي: سنة 2002 تم العثور على إطار سام في وزارة الخارجية آنذاك الدبلوماسي علي السعيدي مقتولا في منزل إحدى السيدات في مدينة قفصة. وبعد الأبحاث التي شملت صاحبة المنزل وهي معلمة وشقيقتها وهي مديرة إحدى رياض الأطفال صدر حكم جنائي عدد 1214 بتاريخ 28-04-2004 عن المحكمة الابتدائية بقفصة يقضي بسجن المتهمتين مدى الحياة.
ثم أقر الحكم عدد 1060 الصادر في11-10-2004 عن محكمة الإستئناف بقفصة الحكم الابتدائي المذكور أعلاه من حيث مبدأ الإدانة والعقاب ليصبح الحكم باتا.وحسب دفاع المتهمتين وحتى دفاع الضحية، فان المتهمتين الشقيقتين لا علاقة لهما بالقضية وأن قتل علي السعيدي الذي كان مقيما بالخارج يعود إلى أسباب سياسية واستخباراتية ومعلومات تورط نظام بن علي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.