عمليات بحث عن حوالي 40 مهاجرا تونسيا فقدوا في البحر المتوسط

غادر مهاجرون تونسيون على متن قارب شواطئ بلادهم ليلة 10 إلى 11 جانفي ، حسبما أعلن الحرس الوطني أمس الثلاثاء، مشيراً إلى بدء عمليات البحث عنهم.

وقال الحرس الوطني في بيان، إن التونسيين الذين شاركوا في “عملية الهجرة غير النظامية” غادروا مدينة صفاقس (وسط شرق) على متن قارب كان من المقرر أن ينقلهم إلى السواحل الإيطالية. وأضاف أنه حشد موارد كبيرة لمحاولة العثور على المفقودين بعد إبلاغ أقاربهم بفقدان الاتصال بهم.

وأكد الحرس الوطني على صفحته على فيسبوك أنه “تم تسخير جميع الوحدات الميدانية التابعة لإقليم الحرس البحري بالوسط وإقليم الحرس الوطني بصفاقس من زوارق وخوافر، وطوافات معززة بدوريات ساحلية، ودوريات جوية باستعمال الطائرة العمودية إلى جانب التنسيق مع الوحدات الميدانية لجيش البحر”، مؤكدا أن “العملية لا زالت متواصلة”.

وتمثل تونس، إلى جانب ليبيا، نقطة الانطلاق الرئيسية لآلاف المهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا.

زيادة في أعداد المهاجرين غير الشرعيين في 2023

وخلال الأشهر الـ11 الأولى من عام 2023، بلغ عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين اعترضتهم السلطات التونسية 69.963 شخصا، أي أكثر من الضعف مقارنة بنفس الفترة من العام الأسبق، بحسب إحصاءات نقلها إلى وكالة الأنباء الفرنسية الناطق باسم الحرس الوطني.

ومن هذا المجموع، كان 77.5% (54.224) أجانب، معظمهم مواطنون من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، والباقي تونسيون (15.739)، مقابل 59% أجانب في عام 2022 (18.363) و12.961 تونسيا.

وعانى الكثير من المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء الذين وصلوا إلى تونس خلال العام الماضي من عنصرية مورست بحقهم وتصاعدت وتيرتها خصوصا بعد خطاب ألقاه الرئيس قيس سعيد في نهاية فيفري  الماضي، ندد فيه بوصول “جحافل المهاجرين غير الشرعيين” الذين قدمهم على أنهم تهديد ديموغرافي لبلاده.

وبحسب تقرير نشرته المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب، الاثنين 18 /ديسمبر 2023، لا يزال المهاجرون من أفريقيا جنوب الصحراء يعيشون في تونس وسط ظروف “مهينة” ويتعرضون “للاعتقالات التعسفية والتهجير القسري والطرد غير القانوني” باتجاه الحدود. وطردت تونس أكثر من 8500 منهم منذ  جوان  الماضي، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.

كما قبلت تونس في  ديسمبر الماضي مساعدة مالية أوروبية بقيمة 150 مليون يورو، بعد أن كانت رفضت مبلغ 60 مليون يورو قبل ذلك بشهرين، تجاوبا مع اتفاق أبرم مع الاتحاد الأوروبي بمثابة “شراكة استراتيجية شاملة” في التنمية والطاقات المتجددة ومكافحة الهجرة غير النظامية.

ووفقا للمنظمة الدولية للهجرة، توفي أكثر من 2270 شخصا في عام 2023 في وسط البحر الأبيض المتوسط ​​أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا سرا، أي أكثر بنسبة 60% عن العام السابق.