أوكرانيا تتهم ألمانيا وميركل تدين بوتين
قال أندريه ميلنيك السفير الأوكراني لدى ألمانيا، في تصريحات للقناة الثانية في التليفزيون الألماني (زد دي إف) إن “كل طلب (للحكومة الألمانية) لمساعدتنا الآن تم رفضه بكل بساطة. هذا محزن للغاية. لا أستطيع أن أفهم: كيف يمكنك أن تظل قاسي القلب وعنيدا”.
وذكر ميلنيك، بعد الهجو الروسي على بلاده أن “بعض الوزراء” استقبلوه أمس الخميس (24 فيفري 2022) وطلب منهم معدات عسكرية ووقودا لجيش بلاده، وأضاف: “كان الجواب: في تقديرنا، قد يكون أمامكم، أيها الأوكرانيون، بضع ساعات. لن يكون من المجدي الآن مساعدتكم على الإطلاق”، وقال: “هذه السياسة، هذا التردد، تركنا كأضاحي نُذبح”.
كما انتقد ميلنيك معارضة ألمانيا فرض عقوبات كبرى ضد روسيا خلال قمة الاتحاد الأوروبي، كالاستبعاد من نظام جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك (سويفت) وفرض حظر على واردات النفط والغاز والفحم من روسيا ، وقال إن الحكومة الألمانية تريد الانتظار، وسأل: “تنتظر ماذا؟ أن يموت عشرات ومئات الآلاف من الأوكرانيين أمام أعينها؟”.
وكان المستشار الألماني أولاف شولتس قد قال قبل قمة الاتحاد الأوروبي إنه لا يريد في الوقت الحالي استنفاد جميع خيارات العقوبات ضد روسيا، مضيفا أنه يجب التمسك ” بكل شيء آخر تحسبا لموقف تكون فيه هناك ضرورة للقيام بأشياء أخرى”، لكنه لم يوضح ما هو هذا الموقف.
وذكرت صحيفة هاندلسبلات الألمانية اليومية نقلا عن متحدث باسم وزارة الاقتصاد أن ألمانيا زادت من صعوبة تعامل الشركات مع روسيا من خلال “تعليق الموافقة على ضمانات هيرميس وضمانات الاستثمار لروسيا حتى إشعار آخر”.
عسكريا ترفض الحكومة الألمانية تزويد أوكرانيا بأسلحة فتاكة ، مبررة ذلك بعدم سماحها من حيث المبدأ بتوريد أسلحة إلى مناطق أزمات. وبدلا من ذلك، تشير الحكومة الألمانية إلى أنها دعمت أوكرانيا بما يقرب من ملياري يورو منذ بداية الصراع عام 2014. وقدمت أوكرانيا قائمة بالأسلحة التي تقل عن عتبة الأسلحة الفتاكة إلى الحكومة الألمانية، وشملت، على سبيل المثال، أجهزة رؤية ليلية، وأجهزة تحديد مواقع ومعدات إزالة الألغام. ولا تزال هذه القائمة قيد المراجعة.
لكن تقارير إعلامية كشفت عن أن الجيش الألماني يخطط لتقديم تعزيزات للجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي (الناتو) متمثلة في جنود إضافيين وأنظمة أسلحة. وذكرت مجلة “دير شبيغل” الألمانية اليوم الجمعة أن ألمانيا قد تنقل قريبا سرية مشاة تضم حوالي 150 جنديا مع حوالي عشر مركبات مدرعة من طراز “بوكسر”، مضيفة أنه من المحتمل أن ينضم هؤلاء الجنود إلى مجموعة قتالية فرنسية في رومانيا، والتي أعلنت عنها باريس بالفعل في إطار الناتو.
وبحسب التقرير، تعتزم وزيرة الدفاع الألمانية كريستينه لامبرشت علاوة على ذلك أن تعرض على الناتو نظام الصواريخ المضادة للطائرات “باتريوت”، والذي يمكن على سبيل المثال أن يوفر حماية أفضل في دول البلطيق.
فضلا عن ذلك، تعتزم برلين – وفقا لـ”دير شبيغل” – أن تعرض على الحلف طراد وفرقاطة كخيار لمهام الناتو في بحر الشمال وبحر البلطيق، إلا أنه سيتعين سحبهما من مهمات أخرى في البحر المتوسط. بالإضافة إلى ذلك، هناك زورق استطلاع ألماني مزود بتقنية استشعار في طريقه بالفعل إلى بحر البلطيق.
وفي سياق متصل شكت مفوضة الجيش الألماني للشؤون البرلمانية إيفا هوغل من نقص مقلق في معدات الجنود الألمان الذين من المفترض أن يردعوا الجيش الروسي في قاعدة روكلا العسكرية في ليتوانيا. وقالت هوغل في تصريحات لصحيفة “أوغسبورغر ألغماينه” الألمانية الصادرة اليوم الجمعة: “على الجنود أن يشقوا طريقهم عبر الغابات والحقول لفترة طويلة. أخبرني الكثير من الجنود أنهم لا يتمتعون بالحماية الكافية من البرد والرطوبة”.
ميركل تخرج عن صمتها وتدعم “وضع حد لبوتين في أسرع وقت ممكن”
بعد أن كانت قد التزمت الصمت، أدانت المستشارة السابقة أنغيلا ميركل الهجوم الروسي على أوكرانيا، معلنة دعما لجهود المستشار الحالي أولاف شولتس “لوقف هذه الحرب الهجومية التي تشنها روسيا ووضع حد للرئيس بوتين في أسرع وقت ممكن”.
في توضيح لموقفها من الغزو الروسي لأوكرانيا، قالت المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل اليوم الجمعة (25فيفري 2022) إن “هذه الحرب الهجومية الروسية تمثل نقطة تحول جذرية في تاريخ أوروبا بعد نهاية الحرب الباردة… لا يوجد أي مبرر على الإطلاق لهذا الانتهاك الصارخ للقانون الدولي، وأنا أدينه بأشد العبارات الممكنة”.
وأضافت في رد على استفسار من وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في برلين: “قلبي وتضامني مع الشعب الأوكراني والحكومة بقيادة الرئيس (فولوديمير) زيلينسكي في هذه الساعات والأيام العصيبة”، معربة عن كامل دعمها لكل الجهود التي تبذلها الحكومة الألمانية ، بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية وشركاء ألمانيا في مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى وحلف شمال الأطلسي (الناتو) والأمم المتحدة، “لوقف هذه الحرب الهجومية التي تشنها روسيا ووضع حد للرئيس بوتين في أسرع وقت ممكن”.
وقالت المستشارة السابقة إنها تتابع التطورات “بأشد درجات القلق والتعاطف”. وذكرت ميركل صراحة أن هجوم روسيا الجديد “على وحدة أراضي وسيادة هذه الدولة المستقلة” يمس هذه المرة أوكرانيا بأكملها.
يُذكر أنه في عام 2014 احتلت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية المطلة على البحر الأسود. وكانت ميركل تؤكد خلال فترة منصبها ضرورة إبقاء قنوات الاتصال مع بوتين مفتوحة.
وكانت رفضت المستشارة الألمانية السابقة انغيلا ميركل التعليق بشكل علني على الهجوم الروسي على أوكرانيا. وذكر مقربون من المستشارة السابقة أمس الخميس أن ميركل لا تعتزم إبداء موقف علني من الهجوم، لكنهم أكدوا في الوقت نفسه أن ميركل تتابع التطورات باهتمام بالغ بطبيعة الحال.