السنغال.. احتجاجات كبيرة بعد تأجيل الانتخابات الرئاسية
وأطلق رجال الدرك السنغاليون قنابل الغاز المسيل للدموع في دكار الأحد، على مئات الأشخاص الذين تجمعوا للاحتجاج على تأجيل الانتخابات الرئاسية، حسبما أفادت وكالة فرانس برس. وتجمع رجال ونساء من جميع الأعمار بعد الظهر على أحد الطرق الرئيسية بالعاصمة، بناء على دعوة العديد من المرشحين.
وأثار الإعلان الذي صدر السبت، في ضوء الأزمة السياسية، عن الرئيس المنتخب عام 2012، والذي أعيد انتخابه عام 2019، قلقاً في الخارج.
وأعلن العديد من مرشحي المعارضة الأحد، أنهم سيتجاهلون قرار الرئيس سال، ويواصلون إطلاق حملتهم الانتخابية.
وقال الشيخ تيديان يوم المتحدث باسم المعارضة لإذاعة “آر إف إم” الخاصة “نرفض المرسوم (الذي يؤجل الانتخابات الرئاسية).
وأعلن حبيب سي أحد المرشحين العشرين الذين سيتنافسون في الاقتراع للإذاعة نفسها “اجتمعنا واتفقنا على التجمع اعتباراً من الساعة 15:00 (بالتوقيتين المحلي وجرينتش) لإطلاق حملتنا (الانتخابية) بشكل جماعي”.
ودعا المعارض السنغالي خليفة سال أحد المرشحين الرئيسيين في الاقتراع، السبت، كل البلاد “للتصدي” لقرار تأجيل الاقتراع. ومن المقرر تنظيم احتجاجات أخرى خارج البرلمان غداً الاثنين.
اعتقال مرشحة رئاسية
ونقلت وكالة رويترز عن مدير حملة المرشحة في انتخابات الرئاسة بالسنغال، أنتا بابكر نجوم، قوله إن قوات الأمن السنغالية اعتقلتها قرب أحد المواقع التي شهدت احتجاجات على تأجيل الانتخابات.
كما قالت رئيسة الوزراء السابقة أميناتا توري إنها احتُجزت واقتيدت إلى مركز للشرطة في دكار بمجرد نزولها من سيارتها.
وكتبت توري على وسائل التواصل الاجتماعي السبت، رداً على تأجيل الانتخابات “زلة خروج الرئيس ماكي مُهرت الآن بخاتم هذا التراجع الديمقراطي غير المسبوق”.
وتعرض مرشحان معارضان على الأقل في انتخابات الرئاسة المؤجلة لاعتداء من قوات الأمن حسب ما أفادت رويترز. ففي منشور على الإنترنت، قال المرشح داوود ندياي إنه تعرض لهجوم من قبل الشرطة.
وفي علامة مبكرة على رد فعل الشارع على التأجيل، أغلقت مجموعات من المحتجين حركة المرور في عدة نقاط بطول طريق رئيسي في دكار بإطارات مشتعلة.
وفي إحدى المناطق انسحب نحو 200 محتج لشوارع جانبية بعد أن أطلقت شرطة مكافحة الشغب عليهم قنابل غاز مسيل للدموع، وبدأت في اعتقالهم.
ولم تؤجل السنغال أبداً إجراء انتخابات رئاسية، وتهدد حالة عدم اليقين بشأن ما سيحدث بعد ذلك بتأجيج مزيد من الاضطرابات مثل الاحتجاجات القاتلة في السنوات الأخيرة التي شوهت سمعتها كواحدة من أكثر الديمقراطيات استقراراً في غرب إفريقيا.
حوار وطني
وأعلن الرئيس السنغالي ماكي سال، السبت، أن الانتخابات ستؤجل إلى موعد غير محدد بسبب خلاف حول قائمة المرشحين في خطوة نددت بها بعض جماعات المعارضة والمجتمع المدني، ووصفتها بأنها “انقلاب مؤسسي”.
وجاء قرار سال في أعقاب قرار المجلس الدستوري في جانفي باستبعاد بعض المرشحين البارزين، الأمر الذي أثار استياء من العملية الانتخابية.
وقال سال في كلمته “هذه الظروف المضطربة يمكن أن تقوض بشكل خطير مصداقية عملية الاقتراع من خلال زرع بذور الخلافات قبل الانتخابات وبعدها”.
ولم يحدد الرئيس موعداً جديداً للانتخابات، لكنه كشف عن إجراء حوار وطني قال إنه لضمان أن تكون الانتخابات حرة ونزيهة وشفافة. وأضاف أن تأجيل الانتخابات لن يؤثر على قراره بعدم الترشح لفترة رئاسية ثالثة.
وكان الحزب الديمقراطي السنغالي الذي كان مرشحه كريم واد بين المستبعدين من الترشح، قد طلب رسمياً تأجيل الانتخابات، الجمعة.
ويقول المرشحون المستبعدون، ومنهم مرشح المعارضة عثمان سونكو إن قواعد الترشح لا تطبق على نحو عادل. وتنفي السلطات الاتهام.
مواقف دولية
وبعد إعلان سال الذي بثه التلفزيون، عبرت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) عن قلقها بشأن الظروف التي أدت إلى تأجيل الانتخابات، ودعت إلى تحديد موعد جديد لإجرائها بسرعة.
كما حثت الخارجية الفرنسية، الأحد، السلطات على “إزالة الغموض المحيط بالجدول الزمني للانتخابات، حتى يمكن إجراؤها في أقرب وقت ممكن وبما يتوافق مع قواعد الديمقراطية السنغالية”.
وأكد الاتحاد الأوروبي أن تأجيل الانتخابات الرئاسية يؤدي إلى “فترة من الغموض” في البلاد داعياً إلى إجراء الانتخابات “في أقرب فرصة”.
وقال مكتب الشؤون الإفريقية بوزارة الخارجية الأميركية في منشور على موقع “إكس” “نشعر بقلق عميق بشأن تعطيل الانتخابات الرئاسية” مشيراً إلى أنه لاحظ تأكيد سال على عدم خوضه الانتخابات.
ودعت واشنطن “القلقة جداً”، الأطراف السياسية إلى “المساهمة سلمياً في تحديد موعد جديد وشروط جديدة لانتخابات حرة ونزيهة”.