اول الكلام

طاعن في السن لكنه ماهر في اللعب ،بقلم سامي بن سلامة

قلت منذ أشهر بأن الباجي قايد السبسي لن يغفر ليوسف الشاهد غدره وخيانته له وقد خلقه كرجل سياسة من عدم وبوأه أعلى منصب تنفيذي في الدولة بدون سابق تجربة إدارية أو سياسية أو كفاءة… وبأنه وإن أضعف وهمش بقي وحيدا في قصره وإن افتكت جميع شخصيات حزبه فسيبقى له مع ذلك نشوة الإنتقام…
وهو لن يسمح مطلقا ليوسف الشاهد لا بنيل منصب رئيس جمهورية ولا بتكوين حزب ولا حتى بممارسة السياسة إن تمكن من ذلك.. هذا من الناحية الشخصية البحتة..
من الناحية السياسية الموضوعية يمثل إعلان انصهار الإتحاد الوطني الحر بالنداء ضربة موجعة وجهت مباشرة إلى طموح ومخططات رئيس الحكومة المستعين بأجهزة الدولة لتحقيق مطامح شخصية بحتة..
وبقطع النظر عن المواقف المستنكرة أوالمرحبة التي نظرت للأمر مرة أخرى من منطلق نفسي بحت… كره وحب… فإن ما حصل يغير من الخارطة الحزبية والبرلمانية جذريا ويعيد خلط الأوراق من جديد… وهو بالتالي خطوة ذكية جدا…
يجدر التذكير بأن الموجودين في نداء تونس حاليا ليسوا بأقل سوءا من سليم الرياحي ويتنافسون معه في مجال الأموال المشبوهة المصدر والعلاقات المريبة..
بحيث أن النظر للمسألة من منظور أخلاقي بحت يخرجنا من مجال السياسة إلى مجال عاطفي صرف…
يظهر أن التحركات الأخيرة من هندسة الباجي قايد السبسي وتأتي في إطار مخطط كامل لتدمير يوسف الشاهد نهائيا واسترجاع نداء تونس وإن بصيغة مختلفة عن الأولى والترشح مرة أخرى للإنتخابات الرئاسية…
في الحياة وفي السياسة وكما يقولها الباجي بنفسه العبرة بالخواتيم… لم ينته الأمر بعد ونحن مقبلون على ما يبدو على تغيرات كبرى… سيخسر فيها كل من قفز من مركب الباجي قايد السبسي ولم يعد بعد إمكانية ترشيحه في الإنتخابات المقبلة من قبل نداء تونس.. وهو ما سيجعل الكثيرين يتخلون عن الشاهد ويتركونه لوحده فريسة للدب الذي تم بيع جلده قبل قتله…
حركتان على الرقعة غيرتا الواقع السياسي رأسا على عقب… ندوة هيئة الدفاع ويرجح بأن الباجي غير بعيد عنها… وانقلاب سليم الرياحي على الشاهد وكان مباشرة وراءها…
هو طاعن في السن ولكن تبين أنه لا زال محافظا وفيما يتعلق بمصيره ومصير حزبه على قدراته… ولو استعملها لكي لا يسمح لحركة النهضة باختراق الدولة من جديد عوض تقويتها بعد تسليمها كل شيء لكان ذلك أفضل لتونس…

*منشور بصفحته على الفيسبوك، وسامي بن سلامة هو عضو الهيئة العليا المستقلة للانتخابات برئاسة كمال الجندوبي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.