سبور

الهزيمة ضد مصر كشفت المستور والمركز 12 لا يجب أن يخفي الحقيقة

انهى اول امس منتخبنا الوطني لكرة اليد مشاركته في الدورة 26 لبطولة العالم بالمانيا والدنمارك بهزيمة موجعة ضد وصيفه في بطولة افريقيا الاخيرة المنتخب المصري بفارق 7 اهداف (30ـ23) لنكتشف الحقيقة التيأراد البعض طمسها بإيهامنا ان التأهل الى الدور الثاني ثم الحصول على المركز 12 هو انجاز.

من يروّج او يريد ان يروّج ان المنتخب تقدم بالمقارنة مع مونديال فرنسا فهو يغالط نفسه ويغالط الرأي العام لان المنتخب كان محظوظا في الدور الأول وتأهل عن اسهل مجموعة فلو تطور او حسّن مستواه لنجح بالحصول على مركز من بين الثمانية الاوائل مثلما فعل المنتخب المصري.

تراجع

مباراة مصر اول امس كشفت المستور . نعم منتخبنا عجز عن الفوز ضد منافس كان قريبا منه في المستوى او احسن قبل فترة وجيزة. فمنذ عام فاز منتحبنا على نظيره المصري في الغابون ورفع كأس افريقيا عن جدارة ولكن بعد عام اين نحن واين هم؟ هل تطور المنتخب مردودا ونتيجة بالمقارنة فقط مع منافسه؟

الاجابة لا ومباراة اول امس اكدت صحة ما ذكرناه سابقا بان المدرب جيرونا لم يضف شيئا بل إنّه «لطّخ» الزعامة الافريقية. عام كامل لم يكن كافيا لتأكيد التتويج الأخير … عام كامل عمل فيه المصريون بجدّ من أجل تحسين مستواهم والاقتراب من العالمية في المقابل لم نبذل أي مجهود حقيقي لتطوير قدراتنا .

القرارات الشعبوية أضرّت بمستوى البطولة الوطنية لنعمق الهوة بين اللاعبين الناشطين محليا وأوروبيا ولم نسع إلى تقليص هذه الهوّة .

الادارة الفنية عاجزة عن ايجاد رؤية واضحة وسليمة للعمل ولتحسين مهارات اللاعبين وتوسيع قاعدة الاختيار.

في ظرف وجيز فقدنا الزعامة الافريقية في كل الاصناف ومنتخب السيدات تخلف عن المونديال والجميع يتفرج. قد يقول البعض أن الامكانات مفقودة وهو أمر قد يكون صحيحا لكن بامكانات اقل المنتخب كان مستوى المنتخب أفضل وذلك بوجود تخطيط وبتوفر العزيمة.

لن نتجنى على اللاعبين بالقول انه جيل ضعيف بل بالعكس فهو جيل محترم عموما وقد كان قادرا على التألق لكن هنالك من تسبب في أن يظهر المنتخب بهذه الصورة الهزيلة.

جيرونا السبب

المدرب جيرونا الذي لم يكن صاحب القرار في اختيار اللاعبين لارضاء هذا وذاك وهو المتسبب الأول في كل ما حدث فقد ظلم من حيث لا يدري وائل جلوز بدعوته إلى المنتخب والمشاركة في المونديال لانه لم يكن جاهزا صحيا ولا ذهنيا وظلم من ورائه لاعبين اخرين كان بالامكان حضورهم دون ان نغفل عن ابعاد اسكندر زايد بطريقة مبهمة ثم فشل الاختيارات التكتيكية في كل المباريات.

نعم المركز 12 نظريا ترتيب ممتاز لكن هل كان منتخبنا يستحق فعليا هذه المرتبة بعد الذي قدّمه؟ عندما وضعتنا القرعة في مجموعة سهلة قلنا ان الوقت مناسب جدا لبلوغ أدوار متقدمة و مقارعة الكبار. لكن مرة اخرى نخسر ضد المنتخبات الكبيرة والمباريات الثلاث التي فزنا فيها غاب عنها الإقناع والابداع.

في عهد الان بورت هزمنا المانيا وجعلنا فرنسا واسبانيا وكرواتيا تشك في قدراتهما كما فعلنا ذلك زمن العياري وعمارة وزوران وفي عهد افنديتش فزنا على روسيا والدنمارك وبلغنا المربع الذهبي و خلنا ان العقدة انتهت لكن مع جيرونا عدنا الى الوراء بعد ان كان المردود باهتا يثبت ان الفريق لم يكن جاهزا من كل النواحي الفنية والبدنية والذهنية.

لاعبونا عليهم بقبول النقد ولا يجب ان يغتروا بالمركز 12 لانهم على يقين انها مرتبة مغشوشة وكان بامكانهم احسن مما كان.

من المؤلم في هذا المونديال ان هزائم المنتخب جاءت بصورة مهينة احيانا (اضعف خط دفاع بعد نهاية الدور الاول 238 هدف!!!!!) فاللاعب يفقد بسرعة الثقة النفس بمجرد اول خطا او عندما يأخذ المنافس الفارق وهذا يعود بدرجة اولى الى الجانبين البدني والذهني.

صحيح ان غياب امين بنور اثر على نجاعة المنتخب لكن مثل هذه السيناريوهات تبقى متوقعة وحدث ان اصيب بنور وغيره في منافسات سابقة لكن مع ذلك توفرت الحلول ولا يجب ان يتوقف المنتخب على عنصر او اثنين. فلو كانت لنا استراتيجية واضحة في التكوين واعداد المنتخبات لما وجدنا انفسنا في وضعيات مشابهة.لقد تطورت كرة اليد العالمية لكننا لم نغير اسلوب العمل.

المكتب الجامعي الان امام مسؤولية تاريخية للوقوف بشجاعة والاعتراف بأخطائه المتكررة وقراراته الشعبوية . لم يعد يفصلنا عن بطولة افريقيا 2020 المؤهلة الى الاولمبياد الا فترة قصيرة تتطلب عملا مضاعفا وكبيرا ومراجعة شاملة للإطارات الفنية مع المحافظة على الرصيد البشري من اللاعبين القادرين على التطور ومجاراة النسق الجديد والبحث عن مواجهات في مستوى عالي لاعادة المنتخب الى موقعه الطبيعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.