ثقافة وفنون

آخر قصائد الشاعر والصحفي أحمد عمر زعبار “كلاب الصيد في المقهى”

كلاب الصيد في المقهى
جلوسٌ كامل اليومِ
يصيدون ذنوب النّاسِ
من الصحوِ الى النومِ
**
ويصطادون من مرّوا
فهذا فعله خيرٌ
وهذا فعله شرُّ
وهذا عبدُ أهوائهْ
وذاك الدَيِّنُ الحرُّ
*
كلاب الصيد عِلْمُهُمُو
عذاب القبر والكهنوت
كلاب الصيد لا عملٌ
ولا سعيٌ الى قوت
وما نالوا من الدنيا
سوى دمعٍ على الماضي
“وبهبرةٍ على الفاضي”
وتوزيع حور العينِ
على المحروم والمكبوت
*****
هامش
في مدينتي الوردانين حالة مكرّرة في أغلب المدن التونسية الصغرى ان لم يكن في كلها .. لاهم رجال دين ولاهم رجال دنيا, يجلسون في المقهى من اول الصبح الى اخر النهار إلى ان تمل الكراسي مؤخراتهم وضراطهم, يصطادون ذنوب الناس ويحصون أخطاءهم ويوزعون خلق الله بين الجنة وجهنّم.. لا يعرفون من الكتب إلا كتب عذاب القبر وكتب جهاد النكاح وفتاوي الفتنة ونشر الفرقة والقتل, ورغم ذلك فقد سلّمهم الله مفاتيح علمه كلها بل سلّمهم قرارهُ فهم يقرّون من يدخل الجنّة ليجد في استقباله 70000 حورية كما يقرّرون من يدخل النار ليُشوى مثل الكباب …. يذكرونني بكلاب الصيد, إلاّ أنهم يصطادون أخطاء الناس ويتسقطون ذنوبهم … لا مرآة لديهم يرون فيها دواخلهم ….
أنا بانتظار نباحهم .. كالعادة

* احمد زعبار ، شاعر وصحفي تونسي مقيم بلندن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.