في العالم

ماذا بعد هزائم حفتر العسكرية ومبادرة السلام المصرية؟

باتت القوات الموالية للمشير خليفة حفتر على بعد حوالي 450 كيلو مترا من العاصمة الليبية طرابلس التي كان يأمل في السيطرة عليها منذ أن بدأ هجومه قبل أكثر من 14 شهرا.

وبعد فشل الهجوم الذي شنه في أفريل 2019 على العاصمة طرابلس (غرب) مقر حكومة الوفاق، بات حفتر في موقع دفاعي، حيث أصبحت قواته محاصرة في مدينة سرت الاستراتيجية باتجاه الشرق والغنية بمنشآت النفط الرئيسية، من قبل القوات الموالية لحكومة الوفاق “وقد ندخلها خلال عدة ساعات”، بحسب مصطفى المجعي المتحدث باسم عملية “بركان الغضب”،

الطرفان الرئيسيان في النزاع الليبي
الطرفان الرئيسيان في النزاع الليبي

وسرت هي مسقط رأس الرئيس الراحل معمر القذافي، قبل أن تتحول معقلا لتنظيم الدولة الاسلامية، داعش. وتبعد 450 كلم شرق طرابلس وكانت قوات حكومة الوفاق استعادت السيطرة عليها عام 2016 قبل أن تسقط في أيدي قوات حفتر في جانفي الفائت.

فبعد سقوط ترهونة، آخر معقل لقوات حفتر في الغرب، قال العقيد محمد قنونو، المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق في بيان صحفي “صدرت التعليمات لقواتنا ببدء الهجوم والتقدم والضرب بقوة كل بؤر المتمردين في سرت”.

وقال المجعي: “نحن مستمرون في عمليتنا العسكرية حتى نبسط سيطرتنا على كامل الأراضي الليبية، ونحن على يقين بأنه سيكون هناك انقلاب داخلي على حفتر من الجبهة الشرقية”.

ويرى المجعي أنه لن تكون هناك معارك كما حدث مع طرابلس “لأنه من الآن بدأت الجبهة الداخلية تتصدع والوهم الذي كان يصدره يتلاشى، والناس مستاؤون بسبب ضياع الآلاف من أبناءهم في ظل وعود مزيفة”.

ويبدو أن حفتر، على الجانب الآخر، تخلى عن فكرة السيطرة على ليبيا بعد الهزائم التي مني بها مؤخرا.

وقال عضو مجلس النواب في شرقي ليبيا إبراهيم الدريسي  “بحسب المعطیات علی الأرض وخارطة التحالفات الجدیدة ودخول ترکیا علی خط الأزمة، والتی بلا شك دخلت بضوء أخضر من واشنطن، فإن موازین القوی قد تغیرت، وصار من الواقعی ترك فکرة السیطرة علی طرابلس”.

وأضاف “أصبح الالتفات الآن إلی برقة وإعمارها والمطالبة بحصتها من النفط، خاصة وأن معظم الحقول والموانئ النفطیة تقع ضمن حدود إقلیم برقة”.

وسريعا ما أعلنت مصر، التي تدعم حفتر، عن مبادرة سياسية، داعية إلى وقف القتال، في حضور خليفة حفتر الذي كان في لقاء مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، لكن  حكومة الوفاق لم ترد عليها. وان عبرت عن رفضها بأكثر من طريقة

ويقول المجعي إن “أفضل شيء قامت به الحكومة أنها لم تعر ما حدث اهتماما، لأن مصر دولة شريكة في العدوان وسنقاضيها دوليا كما سنقاضي فرنسا والإمارات وروسيا”.

وأضاف “هم يحاولون إعادة تدوير النفايات بما فيهم خليفة حفتر وعقيلة صالح”.

ونفى المجعي ما تم تناقله من أن فايز السراج في طريقه إلى موسكو للحديث حول المبادرة المصرية.

بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، دعت من جانبها، الأحد، إلى “العودة إلى المحادثات بهدف إنهاء القتال والانقسام، مما سيمهد الطريق لحل سياسي شامل يستند إلى الاتفاق السياسي الليبي وضمن إطار خلاصات مؤتمر برلين وقرار مجلس الأمن 2510 والقرارات الأخرى ذات الصلة”.

ويقول المجعي إن “دعوة الأمم المتحدة كلام جيد لكن كيف ومع من وبأي شكل وبأي طريقة، لا أحد يستطيع الآن في غرب ليبيا أن يجلس مع حفتر، لا يثق أحد في وعوده. حفتر بالنسبة لنا انتهى تماما”.

وفي المقابل يقول الدريسي إنه “لایمکن تنحیة حفتر ولا تجاوزہ لعدة أسباب، أهمها تمسك البرقاویین بہ، ولأنہ یعتبر القائد العسکری الأبرز  والأقوی ولأنہ یحظی بطاعة واحترام جنودہ وضباطہ”.

وأعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن استيائها الشديد إزاء الضرر الذي طال السكان المدنيين من جراء دورة العنف التي تدور رحاها في  ليبيا.

وقالت البعثة في بيان، الأحد، “أدت التحركات العسكرية الأخيرة في طرابلس الكبرى وترهونة إلى موجات جديدة من النزوح وتسببت في معاناة لأكثر من 16000 ليبي في الأيام القليلة الماضية”.

الموقع:الحرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.