في العالم

فتح قنصلية في طرابلس.. هل غيرت مصر موقفها من حكومة الوفاق؟

زيارة الوفد المصري لطرابلس والإعلان عن فتح قنصلية

أثارت زيارة وفد مصري جديد والإعلان عن افتتاح قنصلية في سفارتها في طرابلس، المغلقة منذ ست سنوات، التساؤلات حول ما كان هذا تحولا من جانب القاهرة من حليفها في الشرق بقيادة خليفة حفتر إلى حكومة الوفاق المعترف بها دوليا في الغرب. 

يأتي ذلك بعد ست سنوات من القطيعة، بين مصر وحكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا والتي تتخذ من طرابلس في الغرب مقرا لها، شهدت فيها مساندة القاهرة لخصمها في الشرق.

ورغم أن الوفد أجرى مباحثات مع وزير خارجية حكومة الوفاق، محمد سيالة، وأكد التزام مصر بتعزيز العلاقات بين البلدين، فإن مدير مركز البحوث العربية والأفريقية، مصطفى مجدي الجمال، أكد لموقع “الحرة” أن مصر لم تغير موقفها ولن تتقارب مع الإخوان أو تركيا وأن ما يحدث هو “موقف تكتيكي مرحلي تفرضه الظروف الراهنة”.

ويتفق معه المحلل السياسي الليبي، أشرف الشح، في حديثه مع موقع “الحرة”، حيث يرى أن الزيارة وفتح السفارة من جديد لا يعني أن ذلك سوف يمهد إلى علاقات طبيعية مبنية على احترام وعدم التدخل في شؤون ليبيا، لكنها محاولة للاحتواء والاختراق بعد أن فشلت القوة العسكرية”.

وكانت القاهرة قد أغلقت سفارتها في العاصمة طرابلس عقب اقتحام مسلحين ليبيين لمقرها، في جانفي 2014، واختطافهم عدداً من أعضاء طاقم السفارة مما دفع القاهرة إلى سحب بعثتها الدبلوماسية من ليبيا.

الخطوة الأولى لعودة السفارة.. مصر تؤكد افتتاح قنصلية في ليبيا
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية بحكومة الوفاق، محمد القبلاوي، في تصريح خاص لمراسلة الحرة، مساء الأحد، إن وفداً مصرياً وصل إلى العاصمة طرابلس للإعلان رسميا عن افتتاح قنصلية داخل مبنى السفارة المصرية في طرابلس، ومن ثم بدء تقديم الخدمات القنصلية للجالية المصرية هناك.

ومنذ سنوات تتهم مصر حكومة الوفاق بأنها تتشكل من جماعة الإخوان التي تشن مصر حربا عليها، وبدأت مصر في دعم الرجل القوي في الشرق وقائد ما يسمى بـ”الجيش الوطني الليبي”، خليفة حفتر، والذي قاد هجوما على طرابلس العاصمة، في افريل 2019، لكنه لم ينجح في الاستيلاء عليها لأكثر من عام، خاصة بعد تدخل تركيا عسكريا لصالح حكومة الوفاق.

وتأتي زيارة الوفد المصري استكمالاً لنتائج الزيارة الرسمية، التي أجراها في ديسمبر الماضي، وكيل جهاز المخابرات العامة ورئيس اللجنة المعنية بالملف الليبي، اللواء أيمن بديع، والتي التقى خلالها كبار مسؤولي حكومة المجلس الرئاسي، وتم خلالها الاتفاق على إعادة افتتاح السفارة المصرية وتشغيل خط طيران منتظم بين القاهرة وطرابلس.

وقال الجمال إن مصر تحاول أن تسكّن كل التهديدات حولها من الشمال والغرب حتى تحل مشكلة الجنوب المتمثلة في أزمة سد النهضة”، مشيرا إلى أنه “إذا دخلت مصر في صراع عسكري مع إثيوبيا قد تستفيد من ذلك أطراف أخرى، ولذلك تسد ثغرات مثل ليبيا وسيناء والغاز”.

“فشل القوة العسكرية”

وبالنسبة للموضوع الليبي، فإن هناك عاملين غيّرا من المعادلة وكيفية تعامل مصر معها، بحسب الجمال.

ويوضح “مصر كانت قد راهنت على قدرة حفتر في السيطرة على كامل التراب الليبي، لكن اتضح أن هذا غير صحيح، أما الأمر الثاني فهو الإرادة الدولية الراهنة في حسم الأزمة والصراع في ليبيا حاليا، وتشكيل حكومة مؤقتة”، مشيرا إلى أن “هذه الدول ستمنع الحسم كما تريد مصر”.

ويرى الشح أن هناك عاملين أيضا ساهما في تغيير الموقف المصري، وهما “الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة جو بايدن، وفشل عدوان حفتر على طرابلس”، فضلا عن تغير المزاج العام الدولي وإرادة حل الصراع.

وأكدت واشنطن على لسان سفيرها في ليبيا، ريتشارد نورلاند، تمسكها بوقف إطلاق النار في ليبيا، وإنجاح الحوار السياسي.

“موقف تكتيكي”

ويرى الشح أن مصر عادت خطوة فقط إلى الوراء “وهي أقرب ما تكون إلى سياستها بعد اتفاق الصخيرات في المغرب 2015 وتعاملها معه رغم أنها لم تكن توافق على نتائجه، إلى أن تمكنت من خلق استراتيجية مع دول الخليج ومساندة حفتر”.

ويوضح الشح لموقع الحرة: “عادت مصر إلى سياسة التواصل وفتح القنوات، في محاولة للاحتواء والاختراق بعد أن فشلت القوة العسكرية”، مشيرا إلى أن مصر تريد أن يكون لها موقع قدم وتأثير في المشهد الليبي، ويضيف أن الخطوة المصرية “عبارة عن تكتيك وليس تغيير في السياسة الخارجية”.

في هذا الإطار يقول الجمال: “ليس هناك تغير في الموقف المصري ولا تقارب مع الإخوان أو تركيا حتى لو قالت مصر إن هناك تقاربا”، مضيفا أن “مصر تصرفت في ضوء توازنات القوى وجو الصراعات الذي يدور في المنطقة”.

ويصف الجمال الموقف المصري بـ”التكتيكي والمؤقت “لأن الصراع في ليبيا لم ينته ولن ينتهي إلا بتقسيم ليبيا أو تقسيم ثرواتها”، مشيرا إلى أنه حتى لو هدأت الأوضاع في ليبيا فإن مصر تريد أن تساهم في إعادة إعمار ليبيا ودخول شركات مصرية قطاع الاستثمار معها.

الموقع: الحرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.