الرئيسيةفي العالم

بوتين لا يعد بشيء، وبايدن يحشد الحلفاء

وسط مخاوف من غزو روسي لاوكرانيا

أكد المستشار الألماني أولاف شولتس أن مواقف بلاده موحدة مع فرنسا وبولندا بما يخص التحرك تجاه الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، وهدف المحافظة على السلام في أوروبا. وهدد المستشار روسيا بـ”عواقب واسعة النطاق” في حال غزو أوكرانيا.

المستشار الألماني أولاف شولتس يتوسط الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس البولندي أندريه دودا المستشار الألماني أولاف شولتس يتوسط الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس البولندي أندريه دودا

هدد المستشار الألماني أولاف شولتس روسيا مجددا بـ”عواقب واسعة النطاق” في حال غزو أوكرانيا. وفي مستهل لقاء مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون  والرئيس البولندي  أندريه دودا، قال السياسي المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي، في برلين الثلاثاء (الثامن من فيفري)، هذه العواقب ستكون على الصعيد “السياسي والاقتصادي وبالتأكيد الجيواستراتيجي”.

في الوقت نفسه، أكد شولتس ضرورة إجراء محادثات وقال: “هدفنا المشترك هو تجنب وقوع حرب في أوروبا”.

وقال شولتس للصحافيين “نحن موحّدون حول هدف المحافظة على السلام في أوروبا عبر الدبلوماسية والرسائل الواضحة والرغبة المشتركة في التحرّك معاً”، فيما أكد دودا أنّه “علينا إيجاد حلّ لتجنّب اندلاع حرب. كما سبق أن قلت، هذه مهمتنا الرئيسية. أعتقد أنّنا سنحقّقها”.

من جانبه، دعا  ماكرون  إلى حوار “حازم” مع روسيا لحلّ الأزمة الأوكرانية. وقال ماكرون للصحافيين “علينا إيجاد طرق ووسائل معاً للانخراط في حوار حازم مع روسيا”، مشدّداً على أن هذا هو “المسار الوحيد لتحقيق السلام في أوكرانيا”.

ووصل ماكرون إلى برلين بعد إجراء مفاوضات في العاصمة الروسية موسكو والعاصمة الأوكرانية كييف، بينما كان شولتس أجرى محادثات مع  الرئيس الأمريكي جو بايدن  في واشنطن أمس الاثنين.

وستسهم مشاركة دودا في محادثات برلين في التنسيق داخل الاتحاد الأوروبي. ويطلق على لقاء ممثلي الدول الثلاث ألمانيا وفرنسا وبولندا “مثلث فايمار”، وكانت آخر قمة لزعماء هذه الدول تم عقدها قبل 11 عاما. وتواجه السياسة الألمانية في الأزمة الأوكرانية انتقادات في بولندا التي تجاور روسيا أيضا، ولاسيما رفض ألمانيا توريد أسلحة إلى أوكرانيا، وتطالب بولندا الحكومة الألمانية أيضا بانتهاج سياسة أكثر تشدد حيال روسيا فيما يتعلق بخط أنابيب نورد ستريم 2 المثير للجدل.

وكانت الولايات المتحدة وألمانيا دعتا  الاثنين (السابع من فيفري 2022) لإظهار موقف موحد مناهض لعدوان عسكري روسي محتمل على أوكرانيا.
والتقى الرئيس الأمريكي جو بايدن بالمستشار الألماني أولاف شولتس في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض مع ترقب الدول الغربية لتعرض أوكرانيا للغزو وحشد روسيا نحو 100 ألف من قواتها قريبا من الحدود الروسية الأوكرانية.

وتجدر الإشارة إلى أن شولتس قام  بأول زيارة رسمية له للبيت الأبيض منذ توليه مهام منصبه بعد أن خلف أنغيلا ميركل في ديسمبر  الماضي.
وأكّد الرئيس الأمريكي جو بايدن، في مؤتمر صحفي الاثنين مع المستشار الألماني أن ألمانيا حليف “يعتمد عليه بشكل كامل” في ملف أوكرانيا، وأنّ الولايات المتحدة لديها “ملء الثقة” في برلين.

وفيما أكّد المستشار الألماني على أنّ برلين وواشنطن “متّفقتان تماماً” على العقوبات الواجب فرضها على روسيا إذا غزت أوكرانيا، قال سيّد البيت الأبيض إنّ “ألمانيا هي أحد أكبر حلفائنا في العالم. لا شكّ في التحالف القائم بين ألمانيا والولايات المتحدة”. وقال بايدن “نحن نعمل بشكل منسّق من أجل تعزيز ردع أيّ عدوان روسي في أوروبا، وكذلك لمواجهة “التحدّيات التي تطرحها الصين”.

وحذر الرئيس الأمريكي جو بايدن من أنه “إذا غزت روسيا أوكرانيا فلن يكون هناك نورد ستريم 2”. ويهدف خط أنابيب نورد ستريم 2، وهو مشروع يثير انقساما في أوروبا، إلى مضاعفة صادرات عملاق الطاقة الروسي غازبروم من الغاز والتي تتدفق من روسيا مباشرة إلى ألمانيا، في التفاف حول الطريق التقليدي عبر أوكرانيا.

وقال المستشار الألماني إن بلاده مستعدة لمواصلة تمويل الاستقرار الاقتصادي لأوكرانيا. وأضاف شولتس قائلا “نحن نقدم جزءا كبيرا جدا جدا من الدعم المالي لأوكرانيا”، مشيرا إلى أن ألمانيا قدمت حوالي ملياري دولار. وقال “نحن مستعدون لمواصلة تقديم هذه المساهمة”. وأضاف المستشار الألماني أنّ مهمات بايدن تشمل “محاربة العدوان الروسي على أوكرانيا. لذلك هذا اجتماع مهمّ في وقت مهمّ جداً”.

وتعرّضت الحكومة الألمانية الجديدة لانتقادات من أوكرانيا ومن بعض الأطراف في الولايات المتحدة الذين اتهموها بأنها لا تشارك بشكل تام في الجهود التي تقودها واشنطن للرد على الضغط العسكري الروسي على أوكرانيا الموالية للغرب.

Ukraine-Konflikt - Frankreichs Präsident Macron in Moskau - PK  

وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء (الثامن من فيفري 2022)، أنه يتوقع عقد قمة قريبا مع قادة كل من روسيا وفرنسا وألمانيا، بعدما أجرى محادثات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في كييف.
وقال زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي “نتوقع في المستقبل القريب.. أن يكون بإمكاننا عقد المحادثات المقبلة بين قادة صيغة النورماندي الرباعية”، في إشارة إلى المفاوضات الرامية لوضع حد للنزاع في شرق أوكرانيا.

يأتي تزامنا مع بدء روسيا لتدريبات تكتيكية في جنوب البلاد وفق ما أعلنت عنه وكالة الأنباء الرسوية (تاس)، بعد ساعات من إعلان باريس أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان قد وعد بعدم إجراء أي مناورات جديدة بالقرب من الحدود مع أوكرانيا في الوقت الحالي.

ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن متحدث باسم قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية قوله إن الأسابيع الثلاثة من المناورات التكتيكية الليلية ستشمل أنظمة صواريخ ودبابات ومركبات مدرعة.

ولم يوضح الإعلام الروسي ما إذا كانت المناورات تطوراً جديداً أو جزءا من خطط طويلة الأمد. وقالت موسكو في ديسمبر  الماضي إن ثلاثة آلاف مناورة ستجرى في المنطقة الجنوبية خلال عام 2022.

وحول هذه المناورات، نقلت الوكلة الفرنسية (أ ف ب) عن مسؤول فرنسي لم تسميه، بأنّ بوتين حين التقى بنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في الكرملين أمس الاثنين (الثامن من فيفري)، وعد بعدم إجراء مناورات عسكرية جديدة قرب أوكرانيا في الوقت الحالي. لكن موسكو نفت ذلك واعتبرتها أنباء “غير صحيحة”.

وحسب دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين فلم تتمكن روسيا وفرنسا بعد من التوصل إلى اتفاق على تخفيف التوتر حول أوكرانيا لكنه قال إن تخفيف التوتر مطلوب وإن الاجتماع وفر الأساس للمزيد من العمل بهذا الخصوص. وقال بيسكوف إن القوات ستعود لقواعدها في روسيا بعد التدريبات دون أن يحدد موعدا لذلك لكنه أشار إلى أن أحدا لم يقل أن القوات ستبقى في روسيا البيضاء.

من جانبه أكد الرئيس الفرنسي بعد محادثات مع الرئيسين الروسي والأوكراني أن تحقيق تقدّم باتّجاه خفض التوتر بات ممكنا. وقال “لدينا الآن إمكانية دفع هذه المفاوضات قدما” بين روسيا وأوكرانيا، مضيفا أنه يرى “حلولا ملموسة وعملية” لخفض التوتر بين موسكو والغرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.