الرئيسيةفي العالم

لافروف لن يذهب إلى جنيف

عقوبات تهدد روسيا بالعزلة الدولية

 

 

ألغى وزير الخارجية الروسية، سيرغي لافروف، زيارته المقررة لمقر الأمم المتحدة في جنيف نظرا إلى “العقوبات على روسيا” التي فرضتها دول غربية، وفق ما أعلنت بعثة موسكو في جنيف، الاثنين.

وألغى لافروف زيارته “نظرا إلى الحظر غير المسبوق على تحليق طائرته في أجواء عدد من دول الاتحاد الأوروبي التي فرضت عقوبات على روسيا”، بحسب ما أفادت البعثة على تويتر.

وكان من المقرّر أن يعقد لافروف مؤتمرًا صحفيًا مرتقبًا جدًا.

كما كان من المقرر أيضًا أن يلقي خطابًا أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ومؤتمر نزع السلاح الثلاثاء.

وتعقد الجمعية العامة في الامم المتحدة جلسة طارئة الاثنين لمناقشة النزاع في أوكرانيا.

والهدف من هذه “الدورة الاستثنائية للجمعية العامة” هو “جعل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 تتخذ موقفًا” حيال النزاع وحيال “انتهاك ميثاق الأمم المتحدة”.

وصوّتت روسيا والصين ضدّ انعقاد الجلسة.

وتزداد عزلة روسيا على الساحة الدولية يوما بعد يوم تزامنا مع تواصل هجومها على أوكرانيا التي تقاوم بشراسة. وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيجري اليوم (الاثنين 28 فيفري  2022) مباحثات هاتفية مع حلفائه من دون أن يحدد هويتهم بغية “التنسيق لرد موحد” في وجه “مستجدات” الهجوم الروسي. وسبق للدول الغربية أن فرضت عقوبات مالية صارمة على موسكو بدأ مفعولها يظهرالآن. وتجتمع اليوم الدول الـ193 الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة في إطار “جلسة استثنائية طارئة” لإصدار موقف حول النزاع الذي أسفر منذ الخميس بحسب كييف، عن سقوط نحو 200 قتيل مدني وعشرات العسكريين.

وكان الرئيس فلاديمير بوتين الذي تصطدم قواته على الأرض بمقاومة الأوكرانيين وتعبئة الدول الغربية، أمر الأحد “بوضع قوات الردع التابعة للجيش الروسي في حالة تأهب خاصة”، الأمر الذي يشمل القوات النووية عازيا هذا القرار الى “التصريحات المعادية الصادرة عن حلف شمال الاطلسي” والعقوبات “غير المشروعة” المفروضة على روسيا. وقالت الولايات المتحدة إن بوتين يعمل على تصعيد الحرب باستخدام “لهجة خطيرة” بشأن الوضع النووي لروسيا وسط مؤشرات على أن القوات الروسية تستعد لمحاصرة المدن الكبرى في أوكرانيا التي يبلغ تعدادها نحو 44 مليون نسمة.

عقوبات شديدة لم يسبق لها مثيل

توصف عقوبات التي يقودها الغرب على الأصعدة السياسية والاستراتيجية والاقتصادية وأخرى متعلقة بالشركات بأنها لم يسبق لها مثيل في نطاقها وتنسيقها. وثمة تعهدات إضافية بتقديم الدعم العسكري للقوات المسلحة الأوكرانية ذات التسليح الضعيف. وانخفضت العملة الروسية الروبل بنحو 30 في المئة إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق مقابل الدولار بعد أن كشفت الدول الغربية يوم السبت عن عقوبات صارمة تشمل منع البنوك الروسية من نظام سويفت المالي العالمي.

وقال البنك المركزي الأوروبي إن فروعا أوروبية تابعة لبنك “سبيربنك” الروسي الذي تملك الحكومة الروسية غالبية الأسهم فيه تواجه الفشل أو ستفشل على الأرجح بسبب الضرر الذي لحق بسمعتها جراء الحرب على أوكرانيا. وسارع البنك المركزي الروسي لاحتواء تداعيات العقوبات الموسعة وقال إنه سيستأنف شراء الذهب في السوق المحلية ويخفف القيود على المراكز المفتوحة للعملات الأجنبية لدى البنوك. وقالت اليابان إن الدول الغربية طلبت منها الانضمام إلى إجراءات تمنع روسيا من استخدام نظام سويفت المالي العالمي وإنها تدرس أيضا فرض عقوبات على بعض الأفراد في روسيا البيضاء التي كانت منطقة انطلاق رئيسية للغزو الروسي.

وقرر البنك المركزي الروسي اليوم الاثنين رفع معدل الفائدة الرئيسي إلى 20%، من 9.5%، وذلك في ظل العقوبات التي تم فرضها على البلاد ردا على هجومها على أوكرانيا. ونقلت وكالة “بلومبرغ” للأنباء عن البنك القول إن الظروف الخارجية للاقتصاد الروسي قد تغيرت بشكل جذري. وأشار إلى أن رفع الفائدة اقتضته الضرورة لجعل الودائع بالروبل أكثر جاذبية.

سابقة أوروبية ـ تزويد دولة في حالة حرب بالسلاح

قرر الاتحاد الأوروبي  أمس الأحد وللمرة الأولى في تاريخه تزويد دولة في حالة حرب بالسلاح وتعهد بتقديم أسلحة تشمل طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا. وقالت ألمانيا التي جمدت بالفعل خط أنابيب للغاز تحت البحر من روسيا إنها ستزيد الإنفاق الدفاعي بشكل كبير لتنهي بذلك حالة من التردد استمرت لعشرات السنين لمضاهاة قوتها الاقتصادية بقوتها العسكرية.

وعبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لين عن دعمها لعضوية أوكرانيا في سياق مقابلة أجرتها معها شبكة يورنيوز قائلة عن أوكرانيا إنها “واحدة منا”. وأغلق الاتحاد الأوروبي مجاله الجوي أمام جميع الطائرات الروسية مثلما فعلت كندا مما أجبر شركة الطيران الروسية إيروفلوت على إلغاء جميع الرحلات الجوية إلى الوجهات الأوروبية لحين إشعار آخر. وحثت الولايات المتحدة وفرنسا مواطنيهما على التفكير في مغادرة روسيا على الفور. كما حظر الاتحاد الأوروبي وسائل الإعلام الروسية ووكالة سبوتنيك.

الهجوم الروسي يواجه مقاومة شديدة

قالت الخدمة الحكومية للاتصالات الخاصة وحماية المعلومات في أوكرانيا إنه تم سماع دوي انفجارات قبل فجر اليوم الاثنين في العاصمة كييف مما أنهى حالة الهدوء التي استمرت لبضع ساعات. وأضافت أن انفجارات سمعت أيضا في مدينة خاركيف. وذكرت وكالة إغاثة تابعة للأمم المتحدة أن قرابة 400 ألف مدني معظمهم من النساء والأطفال فروا إلى الدول المجاورة وسط انهمار الصواريخ.

وقال مسؤول عسكري أمريكي إن روسيا أطلقت أكثر من 350 صاروخا على أهداف أوكرانية حتى الآن بعضها أصاب البنية التحتية المدنية. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته “يبدو أنهم يتبنون عقلية الحصار التي سيقولها لك أي طالب يدرس الأساليب والاستراتيجيات العسكرية.. عندما تتبنى أساليب الحصار فهي تزيد من احتمالية حدوث أضرار جانبية”. وذكرت قيادة القوات البرية الأوكرانية أن مدينة زوتيمر في شمال أوكرانيا تعرضت لهجمات بالصواريخ خلال الليل.

وحتى الآن لا يمكن لروسيا أن تدعي أن الهجوم الروسي حقق انتصارات كبيرة. وقال المسؤول الأمريكي إن روسيا لم تسيطر على أي مدينة أوكرانية ولا على المجال الجوي الأوكراني ولا تزال قواتها على بعد حوالي 30 كيلومترا من وسط مدينة كييف لليوم الثاني.

وتصف روسيا أفعالها في أوكرانيا بأنها “عملية خاصة” تقول إنها لا تهدف إلى احتلال الأراضي ولكن لتدمير القدرات العسكرية لجارتها الجنوبية واعتقال من تعتبرهم قوميين خطرين. وقال مرصد أو.في.دي-إنفو لمراقبة الاحتجاجات إنه جرت احتجاجات في أنحاء كثيرة من العالم ضد الغزو بما في ذلك روسيا حيث تم اعتقال ما يقرب من ستة آلاف شخص خلال مظاهرات مناهضة للحرب يوم الخميس. وتظاهر عشرات الآلاف في أنحاء أوروبا احتجاجا على الغزو الروسي لأوكرانيا منهم أكثر من 100 ألف في العاصمة الألمانية برلين.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.