عالم البيزنس

سفينة بطول 25 متراً تجنح في قناة السويس وتعطل الملاحة

سفينة إيفر غيفن التي علقت في قناة السويس – رويترز

جنحت سفينة في قناة السويس بمصر في وقت متأخر من ليل الأربعاء 31 اوت  2022، مما تسبب في توقف حركة الملاحة بالممر المائي الاستراتيجي. 

بحسب وسائل إعلام مصرية فإن ناقلة بترول تحمل علم سنغافورة، طولها أكثر من 250 متراً، جنحت في عرض القناة، مثلما حدث مع السفينة البنمية “إيفرغيفن”.

وأشارت المصادر إلى أن جنوح السفينة أدى إلى توقف حركة الملاحة في القناة بشكل تام، لافتة إلى أن هناك سفناً معطلة خلفها، في المنطقة أعلى نفق الشهيد أحمد حمدي.

في أول تعليق رسمي، قال جورج صفوت المتحدث الرسمي باسم هيئة قناة السويس، إن الأجهزة المعنية تعمل على تعويم السفينة بعد جنوحها.

يشار إلى أن سفينة “إيفرغيفن” جنحت بقناة السويس في 23 مارس/آذار 2021، وعرقلت حركة الملاحة 6 أيام في أشهر ممر تجاري بحري.

بلغ عدد السفن العالقة على طرفي قناة السويس وقتها 422 سفينة تجارية بين سلع وبضائع ومواشٍ، إضافة إلى ناقلات نفط وغاز ومشتقات بترولية.

وقناة السويس تعد أحد أهم الممرات المائية في العالم، إذ يمر عبرها نحو 12% من إجمالي التجارة العالمية.

أشهر حوادث قناة السويس

سفينة ركاب هندية

بالتأكيد لم يكن هذا أول حوادث قناة السويس،فقد حبس العالم انفاسه بعد  حادث جنوح “إيفر غيفن”،  لخطورة الحادثة في ظل حجم السفينة الضخم، والمخاوف من إصابة بدنها أو سقوط الحاويات منها.

ويبلغ طول السفينة “إيفر غيفن” 400 متر، وعرضها 59 متراً، ولها غاطس 16 متراً تحت خط الماء، وهذا يجعلها واحدة من أكبر سفن الحاويات في العالم، وهي قادرة على حمل أكثر من 18000 حاوية.

ففي عام 1937 جنحت سفينة “فايسروي” الهندية المتجهة إلى المملكة المتحدة، وعلى متنها 700 راكب، مما تسبب في توقف السفن خلفها.

وتوقفت “جميع الشحنات” لبعض الوقت، بحسب تقرير لوكالة أسوشيتد برس الأمريكية في ذلك الوقت إلى أن عادت حركة المرور إلى طبيعتها.

وقال التقرير “أعيد تعويمها بعد تفريغ جزء من الشحنة”.

ناقلة ترتطم بجسر سكك حديدية

في سبتمبرل 1953، جنحت سفينة الشحن البريطانية “لورد تشيرش”، مما أدى إلى “احتجاز ست سفن متتابعة خلفها”.

وبعد ذلك بعام، اصطدمت ناقلة نفط وزنها 10 آلاف طن تسمى السلام العالمي بجسر سكة حديدية، مما تسبب في وقف المرور بالقناة.

تسببت السفينة “السلام العالمي”، المملوكة لشركة يونانية يرأسها صهر أرسطو أوناسيس (الملياردير اليوناني الشهير)، في سد القناة “بشكل أكثر خطورة مما فعلت قنابل المحور في الحرب العالمية الثانية”، وفقاً لتعبير صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.

وأفادت رويترز في ذلك الوقت أن أكثر من 200 سفينة أجبرت على الرسو أثناء معالجة المشكلة التي انتهت بعد ثلاثة أيام.

العدوان الثلاثي

في أكتوبعام 1956 تعرضت مصر لعدوان أغلق القناة بعد أن قام رئيسها الراحل اجمال عبدالناصر بتأميم القناة، التي كانت حتى ذلك الحين تحت سيطرة المصالح البريطانية والفرنسية، فردت الدولتان بالتآمر مع إسرائيل لتقوم الأخيرة بغزو سيناء لتوفر ذريعة للندن وباريس لمطالبة مصر بتسليم القناة بدعوى حماية حرية الملاحة فيها المهددة بالحرب.

أزمة السويس، كما أصبحت معروفة، أنهيت بعد استهجان دولي واسع النطاق جمع في حالة نادرة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة.

وفي نوفمبر 1956، تم إرسال قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة وساعد ليستر بيرسون، رئيس الوزراء الكندي المستقبلي، في حشدها وحصل من أجلها لاحقاً على جائزة نوبل للسلام.

أغلقت القناة لفترة قصيرة إلى أن عبرت “أول قافلة تعبر قناة السويس بعد خمسة أشهر من الإغلاق ومرت إلى البحر الأبيض المتوسط وسط دوي الصافرات والهتافات”.

بعد خمسة أشهر من الحرب، جنحت ناقلة حمولة 9000 طن تسمى Barbaros، وألحقت أضراراً بدفتها وعرقلت حركة المرور لمدة يوم تقريباً، وفقاً لوكالة أسوشيتد برس.

أسطول الأشباح الذي تقطعت به السبل في القناة لسنوات

بعد عقد من الزمن، إثر اندلاع الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967، أغلقت مصر قناة السويس أمام حركة الملاحة الدولية.

وتقطعت السبل بأكثر من اثنتي عشرة سفينة شحن على طول طريق القناة لمدة ثماني سنوات.

وأفاد الصحافي أرنولد برونر من مكان الحادث لـCBC News في أواخر عام 1973 أن السفن التي تقطعت بها السبل في البحيرة المرة الكبرى كانت تديرها أطقم، وظفتها شركات التأمين التي دفعت أموالاً للمالكين منذ فترة طويلة وتأمل يوماً ما في استرداد جزء من خسائرها.

أطلق العالم على هذه السفن العالقة التي تعذر إنقاذها اسم “الأسطول الأصفر”، بسبب الصدأ وتراب الصحراء الذي غطى السفن، كما يمكن تسميتها بعد تدهور حالها بأسطول الأشباح.

صورة تاريخية لثلاثة من ركاب الأسطول الأصفر
صورة تاريخية لثلاثة من ركاب الأسطول الأصفر

أعيد فتح القناة في 5 حزيران 1975، بحفل حضره الرئيس المصري الراحل أنور السادات، الذي قال إنه يأمل في أن تصبح القناة مرة أخرى “قناة ازدهار للعالم”.

وعقب الافتتاح بدأت قافلة تجارية تضم سفناً من الكويت واليونان والاتحاد السوفيتي والصين ويوغوسلافيا في عبور القناة بعد ساعتين من الاحتفال، فيما عادت بعض سفن الأسطول الأصفر إلى مواطنها.

المبهر في الأمر أن كل سفن أسطول الأشباح احتاجت إلى القطر، إلا سفينة ألمانية ضمن هذا الأسطول، فإنها تحركت وعادت إلى بلادها اعتماداً على كفاءة محركاتها حتى وصلت هامبورغ، وكان في استقبالها 30 ألف شخص.

حوادث قريبة

حوادث قناة السويس تكررت في السنوات الأخيرة، في وقت بدأت شركات التأمين تشكو من المبالغة في حجم السفن، وما يحمله ذلك من مخاطرة إضافية.

في عام 2016، وقع حادثان منفصلان تسببا في إغلاق القناة، حسب تقرير لوكالة Bloomberg الأمريكية، أخطرهما حادث الذي وقع في 28افريل  من ذلك العام عندما انجرفت سفينة الحاويات MSC FABIOLA وأوقفت حركة المرور الجنوبية بقناة السويس لمدة يومين.

وفي عام 2018، أُغلقت قناة السويس عدة ساعات، بسبب فشل في محرك سفينة حاويات يونانية، وأدى الحادث إلى اصطدام خمس سفن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.