الرئيسيةتونس اليوم

دول إفريقية تخصص طائرات لإجلاء رعاياها من تونس.. ووزارة الخارجية تنفي ترحيل أي مهاجر قسراً

شبان من جنوب الصحراء يسيرون في حي أريانة بالقرب من تونس العاصمة يوم 22 فيفري2023/ Getty

قالت وكالة الأنباء الفرنسية، الخميس 2 مارس 2023، إن غينيا وساحل العاج ودولاً إفريقية أخرى “خصصت طائرات لإجلاء رعاياها من تونس بعد الاعتداءات على مهاجرين أفارقة”، بينما نفت وزارة الخارجية التونسية أن تكون رحَّلت قسراً أي مهاجر من دول إفريقيا جنوب الصحراء.

حيث قالت الوزارة في بيان نشرته على صفحتها بـ”فيسبوك“: “تبعاً لما يتم تداوله من أخبار تتعلق بالترحيل القسري من تونس لعدد من المهاجرين من البلدان الشقيقة لجنوب الصحراء، تؤكد الوزارة أن السلطات التونسية لم تقم بترحيل أي مواطن أجنبي بصفة قسرية من بين هذه الجاليات الموجودة في تونس”.

كما أضافت أنه في المقابل “تم تسجيل طلبات للعودة الطوعية من مهاجرين أفارقة مقيمون بصفة غير شرعية، إلى بلدانهم، يتم التعامل معها بصفة إيجابية وفي إطار احترام الإجراءات القانونية الجاري بها العمل”.

يأتي ذلك وسط أنباء عن اعتداءات طالت مهاجرين يتحدرون من دول إفريقيا جنوب الصحراء، وذلك مباشرة بعد تصريحات اعتبرتها منظمات حقوقية “عنصرية”، صدرت عن الرئيس التونسي قيس سعيّد، قبل أيام، تحدث خلالها عن “مؤامرة”.

حيث اتخذ نحو مئة من مهاجرين أفارقة من دول جنوب الصحراء ومن بينهم ما لا يقل عن عشرة أطفال، من مقار سفارات بلدانهم في العاصمة تونس ملجأ للنوم داخلها أو أمامها، إثر طردهم من منازلهم بعد الإعلان عن “إجراءات” من قِبل السلطات التونسية، وذلك يوم الثلاثاء 28 فيفري2023.

أمام مقر سفارة ساحل العاج، يوجد نحو خمسين منهم يخيّمون على الأرض، بينهم 11 طفلاً تراوحت أعمارهم بين شهرين وسنتين. كما ينام البعض منذ أربعة أيام ملتحفين بأغطية، وفقاً لصحفي “فرانس برس”، وتقول روكية كوني ورضيعها إلى ظهرها: “نحن بحاجة إلى حفاضات وحليب أطفال وليس لدينا ما نأكله”.

الكوت ديفوار تتابع وضعية جلاليتها في تونس

تحادث انبيل عمّار، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، يوم الأربعاء غرة مارس 2023، مع نظيرته الايفوارية السيدة Kandia Kamissoko Camara. وتناول الجانبان علاقات التعاون التاريخية بين البلدين الشقيقين وسبل تطويرها في جميع المجالات.
وجدّد السيد نبيل عمّار خلال هذه المكالمة حرص بلاده على مواصلة اتخاذ كافة الاجراءات الضرورية لحماية كل الأجانب المقيمين بها دون استثناء والترحيب بالأشقاء الايفواريين المقيمين في تونس والوافدين في اطار الأعمال والسياحة والدراسة والاستشفاء وغيرها. كما طمأن نظيرته على أحوال الجالية الايفوارية المقيمة بتونس. وجدد   الوزير استعداد بلاده للتعاون مع الكوت ديفوار لتسهيل عودة المهاجرين غير النظاميين في اطار احترام الكرامة والاجراءات وحماية حقوقهم.

وكانت  سفارة  الكوت ديفوار  قامت      بايواء 55 من رعايا جاليتها في تونس بعد طردهم من منازلهم إثر اعلان حكومة الرئيس قيس سعيّد اتخاذ اجراءات ضد المهاجرين غير القانونيين، على ما أفاد دبلوماسي من السفارة وكالة فرانس برس الأربعاء.

وأوضح الدبلوماسي “شعرنا الاثنين بالارتباك لكننا بالأمس تمكنّا من إيواء 55 شخصا بينهم 4 نساء على الأقل مع أطفال صغار”.

وقررت السفارة تأجير “مبنى بأكمله به عشر شقق مفروشة” بحسب الدبلوماسي.

خيّم بعض المهاجرين أمام سفارتهم الثلاثاء في انتظار عمليات تسجيل أسمائهم لاجلائهم إلى بلادهم، وفقا لمراسلي فرانس برس.

لكن ما يعيق انطلاق رحلات الإجلاء “هي الغرامات التي يجب أن يدفعها الأشخاص الذين تجاوزوا مدة الإقامة” القانونية بحسب المصدر.

وأعلنت السلطات في الكوت ديفوار  الأربعاء أنها بدأت إجراءات لإجلاء نحو 500 شخص. وقال المتحدث باسم الحكومة العاجية أمادو كوليبالي إن “الأمر الأكثر إلحاحًا هو إنقاذ الأرواح ومنع وقوع إصابات”.

بدورها أفادت السلطات في غينيا الأربعاء أنها قامت باجلاء 50 شخصا من رعاياها في تونس.

 

معاناة مهاجرين أفارقة في تونس

في حين تتساءل الناشطة منية غزالي خريف: “أين المنظمات غير الحكومية والجمعيات والهلال الأحمر والمنظمات الدولية مثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أو المنظمة الدولية للهجرة؟”.

كان الرئيس التونسي قيس سعيّد، قد شدد الأسبوع الماضي، على وجوب اتخاذ “إجراءات عاجلة” لوقف تدفُّق المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء إلى بلاده، مؤكّداً أن هذه الظاهرة تؤدّي إلى “عنف وجرائم”.

جاءت تصريحات سعيّد خلال ترؤسه في قصر قرطاج اجتماعاً لمجلس الأمن القومي، الثلاثاء، “خُصِّص للإجراءات العاجلة التي يجب اتخاذها لمعالجة ظاهرة توافد أعداد كبيرة من مهاجرين أفارقة من دول جنوب الصحراء إلى تونس”، وفق بيان للرئاسة التونسية.

من جانبه، أكد وزير الخارجية التونسي نبيل عمّار، الإثنين، في مقابلة مع وكالة فرانس برس، أن بلاده تبعث برسائل “طمأنة” لكنها تستبعد الاعتذار، إثر الانتقادات التي اعتبرت خطاب سعيّد عن المهاجرين “عنصرياً”.

بينما نددت العديد من المنظمات غير الحكومية بالخطاب ووصفته بأنه “عنصري ويدعو للكراهية”، كما استنكره الاتحاد الإفريقي، واعتبر تصريحات الرئيس “صادمة”، ودعا الدول الأعضاء إلى “الامتناع عن أي خطاب عنصري يحض على الكراهية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.