الرئيسيةشؤون عربية

“قمة السلام” في مصر حول غزة دون بيان ختامي وحديث عن خلافات.. والقاهرة تصدر بياناً منفرداً

أصدرت الرئاسة المصرية بياناً منفرداً بعد انتهاء قمة السلام التي دعت لها للتشاور والنظر في سبل الدفع بجهود احتواء الأزمة المتفاقمة في قطاع غزة، وكذلك مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل، وذلك يوم السبت 21 أكتوبر/ 2023، دون تضمين أي من الدول التي حضرت القمة في البيان، ما يكشف عن خلاف حول بنود البيان الختامي حال دون صدور بيان جامع لكافة المشاركين ،

كانت كلمات القادة والمسؤولين العرب، الذين شاركوا في قمة السلام في العاصمة المصرية القاهرة قد تضمنت الدعوة إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسرعة إدخال المساعدات الإنسانية للقطاع.

مصر تصدر بياناً منفرداً بعد قمة السلام

بيان القاهرة حسبما نشرت الرئاسة المصرية في صفحتها الرسمية على “فيسبوك” قال: “بدعوة من جمهورية مصر العربية، اجتمع في القاهرة يوم السبت 21 أكتوبر/ل 2023 قادة ورؤساء حكومات ومبعوثو عدد من الدول الإقليمية والدولية، للتشاور والنظر في سبل الدفع بجهود احتواء الأزمة المتفاقمة في قطاع غزة، وخفض التصعيد العسكري بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني الذي راح ضحيته آلاف القتلى من المدنيين الأبرياء منذ اندلاع المواجهات المسلحة في 7 أكتوبر/ الجاري”.

أضاف البيان: “سعت جمهورية مصر العربية من خلال دعوتها إلى هذه القمة، إلى بناء توافق دولي عابر للثقافات والأجناس والأديان والمواقف السياسية.. توافق محوره قيم الإنسانية وضميرها الجمعي.. ينبذ العنف والإرهاب وقتل النفس بغير حق، يدعو إلى وقف الحرب الدائرة التي راح ضحيتها الآلاف من المدنيين الأبرياء على الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى.. يطالب باحترام قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.. يؤكد الأهمية القصوى لحماية المدنيين وعدم تعريضهم للمخاطر والتهديدات، ويعطي أولوية خاصة لنفاذ وضمان تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية وإيصالها إلى مستحقيها من أبناء قطاع غزة.. ويحذر من مخاطر امتداد رقعة الصراع الحالي إلى مناطق أخرى في الإقليم”.

كذلك قال بيان القاهرة: “تطلعت مصر أيضاً إلى أن يطلق المشاركون نداءً عالمياً للسلام.. يتوافقون فيه على أهمية إعادة تقييم نمط التعامل الدولي مع القضية الفلسطينية على مدار العقود الماضية. بحيث يتم الخروج من رحم الأزمة الراهنة بروح وإرادة سياسية جديدة تمهد الطريق لإطلاق عملية سلام حقيقية وجادة، تُفضي خلال أمد قريب ومنظور إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.

أضافت الرئاسة المصرية أن المشهد الدولي عبر العقود الماضية كشف عن قصور جسيم فى إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، لكونه سعى لإدارة الصراع، وليس إنهاءه بشكل دائم، واكتفى بطرح حلول مؤقتة ومُسكنات لا ترقى لأدنى تطلعات شعب عانى على مر أكثر من ثمانين عاماً من الاحتلال الأجنبي ومحاولات طمس الهوية وفقدان الأمل على حد  وصفه.

أضاف كذلك: “كما كشفت الحرب الجارية عن خلل في قيم المجتمع الدولي في التعامل مع الأزمات، فبينما نرى هرولة وتنافساً على سرعة إدانة قتل الأبرياء في مكان، نجد تردداً غير مفهوم في إدانة نفس الفعل في مكان آخر.. بل نجد محاولات لتبرير هذا القتل، كما لو كانت حياة الإنسان الفلسطيني أقل أهمية من حياة باقي البشر”.

كما قال: “إن الأرواح التى تزهق كل يوم خلال الأزمة الراهنة، والنساء والأطفال الذين يرتجفون رُعباً تحت نيران القصف الجوي على مدار الساعة، تقتضي أن تكون استجابة المجتمع الدولي على قدر فداحة الحدث. فحق الإنسان الفلسطيني ليس مستثنى ممن شملتهم قواعد القانون الدولي الإنساني أو الاتفاقيات الدولية المعنية بحقوق الإنسان. والشعب الفلسطينى لا بد أن يتمتع بكافة الحقوق التي تتمتع بها باقى الشعوب، بدءاً بالحق الأسمى، وهو الحق فى الحياة، وحقه فى أن يجد المسكن الآمن والرعاية الصحية اللائقة والتعليم لأبنائه، وأن تكون له قبل كل شيء دولة تُجسد هويته ويفخر بالانتماء لها”.

إن جمهورية مصر العربية، صاحبة المبادرة بالدعوة إلى قمة السلام، تعرب عن تقديرها العميق للدول والمنظمات التي استجابت لتلبية الدعوة رغم اعتبارات ضيق الوقت.

البيان قال: “سوف تحافظ مصر دوماً على موقفها الراسخ الداعم للحقوق الفلسطينية، والمؤمن بالسلام كخيار استراتيجي لا حياد أو تراجع عنه، حتى تتحقق رؤية حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، اللتين تعيشان إلى جوار بعضهما البعض فى سلام”.جدد البيان التأكيد على موقف مصر من القضية الفلسطينية وقال: “فى إطار سعي مصر نحو تحقيق تلك الأهداف السامية، لن تقبل أبداً بدعاوى تصفية القضية الفلسطينية على حساب أي دولة بالمنطقة، ولن نتهاون للحظة في الحفاظ على سيادتها وأمنها القومي في ظل ظروف وأوضاع متزايدة المخاطر والتهديدات.. مستعينة في ذلك بالله العظيم، وبإرادة شعبها وعزيمته”. جدير بالذكر أن إسرائيل تواصل منذ 7 أكتوبر/ 2023 شن غارات مكثفة على غزة، وتقطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية عن القطاع، ما أثار تحذيرات محلية ودولية من كارثة إنسانية مضاعفة، بموازاة مداهمات واعتقالات إسرائيلية مكثفة في مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة.في المقابل أطلقت حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية “طوفان الأقصى”، رداً على “اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة”.

الاحتلال يهاجم “قمة السلام” في مصر وينتقد رفضها إدانة هجوم المقاومة

وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين/رويترز

أدانت وزارة خارجية الاحتلال مساء السبت 21 أكتوبر/2023، عدم قيام المشاركين في “قمة السلام” التي نظمتها مصر السبت، بإدانة هجوم المقاومة على مستوطنات غلاف غزة والقواعد العسكرية فجر السبت 7 أكتوبر 2023، في عملية أطلق عليها “طوفان الأقصى”، رداً على انتهاكات الاحتلال في القدس والضفة.

حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ليئور حيات في تغريدة عبر “إكس”: “إنه من العار أن هناك من يجدون صعوبة في إدانة الإرهاب والاعتراف بخطورته”.

ووصف المتحدث باسم وزارة خارجية الاحتلال المقاومة بـ”الإرهاب الذي لا يعرض إسرائيل للخطر فحسب، بل يهدد أيضاً دول المنطقة والعالم كله”.

القادة العرب في قمة “القاهرة” يدينون هجمات الاحتلال على غزة.. جددوا رفضهم لتهجير أهالي القطاع وطالبوا بتسوية سلمية

قمة “القاهرة للسلام”/الأناضول
أدان الزعماء العرب السبت 21 أكتوبر/2023، القصف الإسرائيلي المستمر منذ أسبوعين على قطاع غزة، وطالبوا بتجديد الجهود للتوصل إلى تسوية سلمية في الشرق الأوسط لإنهاء دائرة الصراع المستمرة منذ عقود بين الإسرائيليين والفلسطينيين.وفي حديثه خلال اجتماع تم الترتيب له على عجل تحت عنوان قمة “القاهرة للسلام”، ندد العاهل الأردني الملك عبد الله بن الحسين بالصمت العالمي تجاه الهجمات الإسرائيلية على القطاع، وحث على اتباع نهج متوازن تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.وقال “الرسالة التي يسمعها العالم العربي عالية وواضحة: حياة الفلسطينيين أقل أهمية من حياة الإسرائيليين”، مضيفاً أنه يشعر بالغضب والحزن إزاء أعمال العنف التي تشن ضد المدنيين الأبرياء في غزة والضفة الغربية وإسرائيل.وأضاف “على القيادة الإسرائيلية أن تدرك أيضاً وبشكل نهائي، أنه لا يمكن لدولة أن تزدهر أبداً إذا بُنيت على أساس من الظلم… رسالتنا الموحدة للشعب الإسرائيلي هي أننا نريد مستقبلاً من السلام والأمن لكم وللفلسطينيين”.من جهته، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن الفلسطينيين لن يتم تهجيرهم أو طردهم من أراضيهم. وأضاف “لن نرحل.. لن نرحل”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.