الرئيسيةشؤون عربية

 المهاجرون الأفارقة: قمة في روما وأخرى في بنغازي، والحلول مؤجلة؟

بدأ العام 2024 بموجة إهتمام بقضايا إفريقيا ومشاغل الأفارقة ، ففي الوقت الذي احتضنت فيه العاصمة الايطالية روما قمة ايطاليا افريقيا -28 و29 جانفي-  استقبلت عاصمة الشرق الليبي بنغازي ندوة افريقية خالصة عن قضايا الهجرة ، غاب عنها ممثلو الطرف الاوروبي، 

رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني وصفت  القمة الإيطالية-الإفريقية بـ”الناجحة” وبأنها خطت “نموذجا جديدا للتعاون ” يجب علينا جميعا أن نؤمن به، لأنه لا يمكن أن ينجح إلا إذا آمنا به جميعا، على أساس الثقة والاحترام”.

وقالت ميلوني في ختام القمة مساء الاثنين29جانفي 2024  في مجلس الشيوخ، “أعتقد أن هذه القمة حققت هدفها المنشود”، أي أن تكون “لحظة للمشاركة والحوار”.

وتابعت رئيسة الحكومة: “أنا سعيدة لأنني وجدت رغبة ملموسة في تصور وكتابة صفحة جديدة في علاقاتنا، على أساس التعاون بين متساوين، بعيدا عن ذلك النهج الافتراسي الذي ميز العلاقات مع إفريقيا”.

بطبيعة الحال  انتهت القمة ب”قفة” من الوعود والاحلام  التي تتطلب تمويلا يناهز 6مليار دولار، ولا احد يعلم من سيتكفل بتامين هذه الاموال؟

المهم ان المشاركين  التقطوا الصور التذكارية وتناولوا العشاء في ضيافة ميلوني وعاد كل الى بلده مزهوا بما قاله في خطابه،  والجميع مقتنع ان اهداف المشاركين في القمة متباينة  حد التناقض

وربما كان الرد على القمة الايطالية  بنكهة افريقية المؤتمر  التي دعت له  الحكومة الليبية  المكلفة من مجلس  النواب-  وهي الغائبة عن قمة روما التي دعي لها عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة طرابلس المعترف بها دوليا

مؤتمر بنغازي انعقد يومي 29 و30 جانفي    بحضور واسع  من الشخصيات الليبية والإفريقية، ومن ابرز الحضور المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي، ورئيس البرلمان الإفريقي فورتشن شارومبيرا ، ورئيس مجلس الوزراء بالحكومة الليبية د. أسامة حماد ووزيري الخارجية والداخلية بجمهورية النيجر ،  وعدد من الخبراء في قضايا الهجرة  ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص من 30دولة إفريقية بالإضافة إلى الأفارقة المقيمين بالمهجر من عدة دول أوروبية .

واصدر المشاركون في مؤتمر بنغازي  اعلانا تضمن عدة نقاط لعل من ابرزها ،  التأكيد على أن المقاربة الأمنية غير كافية،  ورفض المشاركين  لعب دور الشرطي لحدود اوروبا وهو في الواقع موقف   معروف عن وزير الخارجية الليبي الدكتور عبد الهادي الحويج الذي كان تاثيره واضحا في اعلان بنغازي  خاصة في الدعوة الى  تعويض  الدول الافريقية عن عقود الاستعمار البغيض واستغلال ثرواتها لضمان ازدهار اوروبا وهو وضع مازال مستمرا الى اليوم  .

وربما  يغيب عن اذهان الكثيرين ان العقل الاوروبي  المهيمن  يرفض   نزعات الاستقلالية التي تظهر  في النخب الافريقية، وكل من تجرا على مقارعة  العقل الاوروبي المستعمر  والتصدي لسياساته،  كان ماله  النهاية بطريقة او باخرى، ويكفي هنا استحضار ما حدث لباتريس لوممبا  رئيس الحكومة في الكونغو الديمقراطية، وتوماس سانكارا رئيس بوركينا فاسو ، وكلاهما كانت نهايته القتل في ظروف غامضة

كما ندد المشاركون في مؤتمر بنغازي بارتفاع منسوب التوظيف السياسي لقضية الهجرة داخل دول الاستقبال من خلال صعــــــود تيارات الكـــــراهية التي تشكل عـــــائقاً إضافياً لإيجاد حلول عقلانية للتحديات والتي تطرحها حركة انتقال القوى العاملة دولياً وتـــــــــــــزيد من منسوب المقـــــــاربة الأمنية المحضـــة لمســـــالة اقتصادية وإنسانية بالأساس.

ودعا مؤتمر بنغازي في بيانه الختامي الذي تلاه ابن الزعيم الافريقي المغدور  باتريس لوممبا   القادة الافارقة الى التعجيل بعقد قمة إفريقية حول الهجرة لتتفق الدول الافريقية فيما بينها على استراتيجية مــــــوحدة لمعــــالجة قضايا الهجرة داخل إفريقيا ذاتها وتنفيذ الأجندة الإفريقية للهجرة، و توحيد المواقف في التفاوض مع دول استقبال المهاجرين في الشـــــــمال بشكل مشترك؛ كما دعا اعلان بنغازي الى عقـــــــــــد لقاء أفريقي أوروبي حول مسألة الهجــــــرة في شهر ماي المقبل بمدينة بنغازي الليبية برعاية الحكومة الليبية، لمتابعة تنفيذ توصيات هذا المؤتمر ولوضع مقاربة شاملة ومشـــــــتركة ومستدامة

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.