قطار التطبيع في السرعة القصوى: السودان يوافق ويشترط وصائب عريقات في مستشفى اسرائيلي
في أول تصريح لها بعد إعلان التطبيع مع دولة إسرائيل، أكدت الحكومة السودانية أنها “وافقت على التطبيع لكنها رهنت المصادقة عليه بتكوين المجلس التشريعي”.
ونبه وزير الخارجية السوداني المكلف عمر قمر الدين في تصريح لوكالة السودان للأنباء (سونا) إلى أن “التطبيع ليس حدثا منقطعا بل عملية مستمرة وأنه حال المصادقة على الأمر (من قبل المجلس التشريعي)، فستكون الفوائد التي يجنيها السودان جمة”.
والمجلس التشريعي منصوص عليه في الوثيقة الدستورية الموقعة بين العسكر والمدنيين (قوى الحرية والتغيير) في العام الماضي، لكنه لم يتشكل حتى الآن.
وفي وقت سابق، الجمعة، أعلن البيت الأبيض توصل السودان وإسرائيل لاتفاق لتطبيع العلاقات، وذلك بعد معاهدات مماثلة بين الإمارات والبحرين وإسرائيل.
وقال البيت الأبيض إن تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل خطوة جديدة باتجاه صنع السلام في الشرق الأوسط تحت “اتفاق إبراهيم” التاريخي.
وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، انضم إلى اتصال هاتفي بين رئيس الوزراء السوداني، عبدالله حمدوك ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، ونظيره الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، لإعلان بدء علاقات دبلوماسية وتجارية بينهما.
وقال وزير الخارجية السوداني المكلف عمر قمر الدين إن “ما تم الإعلان عنه اليوم هو اتفاق من الجهاز التنفيذي والسيادي على التطبيع مع دولة اسرائيل وأن المصادقة على الاتفاق تأتي من المجلس التشريعي والمؤسسات الديمقراطية التي تضم كل الأحزاب والحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية”.
“ينهي حالة العداء”
وأوضح الوزير قمر الدين أن “هذا الاتفاق ينهي حالة العداء مع دولة اسرائيل وسيتبع ذلك كثير من العمل الدبلوماسي والسياسي والاقتصادي والاستثماري بعد المصادقة عليه”.
وبالتزامن مع اتفاق التطبيع الحالي مع إسرائيل، أعلنت إدارة الرئيس ترامب عزمها إزالة اسم السودان من قائمة الإرهاب، بعد توصلها إلى اتفاق مع السودان بدفع تعويضات لضحايا الإرهاب.
ويعاني السودان من ضوائق اقتصادية كبيرة تسببت في رفع نسب التضخم مؤخرا، إلى أكثر من 200 بالمائة، في ظل نقص حاد في المواد الأساسية مثل الخبز والوقود.
وقد شهدت الخرطوم قبل يومين مظاهرات احتجاجية على تلك الأوضاع راح ضحيتها شخص، مع إصابة عدد من المتظاهرين.
وتعزو الحكومة السودانية التي تسلمت الحكم قبل أكثر من عام، تدهور الأوضع إلى الفساد الضخم الذي لحق بالمؤسسات في عهد البشير.
ويقول مسؤولون واقتصاديون إن العقوبات الأميركية لعبت أيضا دورا كبيرا في تدهور الأوضاع لأنها تمنع السودان من الاستفادة من المؤسسات المالية العالمية وتعقيق الاستثمار الخارجي.
من جهة اخرى تم نقل كبير المفاوضين الفلسطيتيين صائب عريقات الى مستشفى هداسا الاسرائيلي للعلاج من فيروس كورونا، وهو ما دعا مئات الاسرائيليين الى التظاهر ضد استقباله
ورفع المتظاهرون لافتات تحمل عبارات احتجاجية من قبيل “عندما ينهض ويخرج من هنا سيعود ويقتل المزيد منا”. واتهم المتظاهرون عريقات بالإرهاب بقولهم “إسرائيل دولة إنسانية لكن عريقات إرهابي كبير”. وأعربوا عن دهشتهم من استقبال إسرائيل له متسائلين “لو أن قاسم سليماني أصيب بمرض، هل كانت الولايات المتحدة ستنقله إلى مستشفى امريكي ؟”.