احتجزت السلطات في كازاخستان قائد لجنة الأمن الوطني السابق، كريم ماسيموف، ومسؤولين آخرين للاشتباه في “الخيانة”، حسبما ذكرت لجنة الأمن، السبت، دون مزيد من التفاصيل.
وبدت قوات الأمن وقد استعادت السيطرة على شوارع آلماتا، المدينة الرئيسية في كازاخستان، الجمعة، بعد عنف دام أياما.
وقال رئيس البلاد، المدعوم من روسيا، إنه أمر قواته بإطلاق النار في مقتل لإخماد انتفاضة عمت أرجاء كازاخستان.
وفي خطاب تلفزيوني، قال قاسم جومارت توكاييف، الجمعة، إنه سمح لقوات إنفاذ القانون بفتح النار على ”إرهابيين” وإطلاق الرصاص بهدف القتل، في قرار يأتي بعد أيام من احتجاجات غاية في العنف تشهدها الجمهورية السوفيتية السابقة.
وأنحى توكاييف باللائمة في الاضطرابات على ”إرهابيين” و”مسلحين”، وقال إنه صرح باستخدام القوة القاتلة ضدهم.
وقال: ”من يرفض التسليم سوف تتم تصفيته”.
توكاييف انتقد بحدة أيضا دعوات بعض الدول الأخرى لإجراء محادثات مع المحتجين، ووصفها بأنها محض ”هراء”.
وقال: ”أي مفاوضات يمكن إجراؤها مع مجرمين وقتلة؟”.
وذكرت وزارة الداخلية الكازاخستانية، الجمعة، أن 26 متظاهرا قتلوا خلال الاضطرابات، وأصيب 18، واعتقل أكثر من 3000 شخص. كما تم الإبلاغ عن مقتل ما مجموعه 18 من عناصر إنفاذ القانون، وإصابة أكثر من 700.
وشهدت كازاخستان أسوأ احتجاجات في الشوارع منذ حصول البلاد على استقلالها قبل ثلاثة عقود.
من جهة اخرى طالبت الأمم المتحدة، الجمعة، باحترام حقوق الإنسان والمعايير الدولية عند فرض النظام في كازاخستان.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده متحدث الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، بمقر المنظمة الدولية في نيويورك، ردا على سؤال لأحد الصحفيين بشأن الموقف الأممي من إيعاز الرئيس الكازاخستاني، لقوات الأمن والجيش لقتل من وصفهم “الإرهابيين” دون سابق إنذار.
وقال دوجاريك: “هناك حاجة واضحة لاحترام حقوق الإنسان والمعايير الدولية عند فرض النظام العام”.
وأضاف: “نحن نواصل متابعة الوضع عن كثب ومرة ثانية نطالب كل الأطراف المعنية بضبط النفس والإحجام عن العنف واستخدام الوسائل السلمية لمعالجة الوضع”.
وشدد المتحدث الأممي على ضرورة “إيقاف العنف”، مضيفا أن “من المهم التظاهر بشكل سلمي ومن غير المقبول قتل المتظاهرين”.
وفي وقت سابق الجمعة، توجه الرئيس الكازاخستاني قاسم جومرت توكاييف بكلمة إلى الشعب ذكر فيها أنه “أوعز لقوات الأمن والجيش بإطلاق النار لقتل الإرهابيين دون سابق إنذار”، واتهمهم بـ”إلحاق الضرر بممتلكات الدولة واستخدام الأسلحة ضد المواطنين خلال الأحداث”.
وبحسب بيان صادر عن الرئاسة، الجمعة، أعلن الرئيس توكاييف، فرض النظام العام في عموم البلاد.
ومنذ الأحد الماضي، تشهد كازاخستان احتجاجات على زيادة أسعار الغاز، تخللها سقوط ضحايا وأعمال نهب وشغب في ألماتي، كبرى مدن البلاد.
وأسفرت تلك الاحتجاجات والأحداث عن مقتل 26 محتجا وإصابة المئات، بحسب ما أعلنت عنه وزارة الداخلية في البلاد، الجمعة.
وأعلنت الحكومة استقالتها الأربعاء، على خلفية الاحتجاجات، تلاها فرض حالة الطوارئ في عموم البلاد بهدف حفظ الأمن العام، وفق إعلام محلي.