في العالم

محللون اسرائيليون:الإمارات جعلت إسرائيل تتموضع في ساحة إيران الخلفية

أكد محللون إسرائيليون اليوم، الأحد، على أن اتفاق التحالف الإسرائيلي – الإماراتي، الذي أعلِن عنه يوم الخميس الماضي، أخرج العلاقات بين الجانبين من السرية إلى العلن، بالأساس، لكنهم أشاروا إلى مصالح إسرائيل بعلاقات علنية كهذه.

وأشار المحلل العسكري في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أليكس فيشمان، إلى أن حجم التجارة بين إسرائيل ودول الخليج يزيد عن مليار دولار سنويا، وأن “قسم كبير من هذا المبلغ يعكس صفقات أمنية بين إسرائيل والإمارات. والاتفاق لن يغير جوهريا حجم هذه العلاقة التجارية – الأمنية”.

وأضاف فيشمان أن “المصلحة الإستراتيجية العميقة المشتركة للدولتين يكمن في التعاون ضد إيران، حزب الله وتنظيمات الجهاد العالمي مثل داعش”، لكن “المستفيد المباشر من هذه المصالح، على مدار العقدين الماضيين، هي الصناعات العسكرية والشركات الإسرائيلية في مجال الزراعة المتطورة”.

ولفت فيشمان إلى أنه في السنتين الأخيرتين تطورت “قناة جديدة، تسمح لإسرائيل بأن تعمق أكثر قاعدتها الاقتصادية – العسكرية في دول الخليج. فأبو ظبي، على سبيل المثال، تسعى إلى الانتقال من حالة المشترية إلى منتجة للسلاح. وهي تحاول منذ سنتين تحسين أسلحة من الجيل القديم. ولذلك، فإنه للصناعات الإسرائيلية، الضالعة في تحسين طائرات إف16 في الإمارات، توجد أرض خصبة لعمل واسع”.

وتدل صفقات الأسلحة بين إسرائيل ودول الخليج، وخاصة الإمارات، على أن “إسرائيل تتعامل معها على أنها دول لا تشكل تهديدا على إسرائيل”، وفقا لفيشمان.”والاتفاق مع الإمارات سيؤدي تعاظم أهمية المُركبات الإستراتيجية الإسرائيلية مقابل التهديد الإيراني. فإيران تموضعت في الساحة الخلفية لإسرائيل، في لبنان وسورية وغزة، وحولتها إلى قاعدة تهديد ثابتة. ووجود إسرائيلي رسمي في الأراضي الإماراتية، قريبا من الحدود الإيرانية، تُحدث تهديدا إسرائيليا مشابها على إيران. وكي تكون هذه الساحة الخلفية ناجعة، يتطلب ذلك تعاونا استخباريا بين إسرائيل والإمارات، القائم منذ فترة على يبدو”.

وتابع فيشمان أن “فتح بوابة الإمارات الرئيسية أمام إسرائيل، تجعل إيران شفافة أكثر أمام العيون والآذان الإسرائيلية. وألعاب كهذه في الساحة الخلفية يمكن أن تضعف المحور الشيعي الخطير”.

مظاهرة في طهران، أمس، ضد اتفاق التحالف (أ.ب.)

وتطرق فيشمان إلى تدخل الإمارات في شؤون دول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من خلال بناء قواعد عسكرية وموانئ، وكتب أنه “حليفة كهذه لإسرائيل، لديها أذرع في مناطق الاحتكاك الأكثر أهمية، هي كنز إستراتيجي من الدرجة الأولى”.

وتابع أن “الإمارات عمّقت جدا نشاطها الدبلوماسي في السلطة الفلسطينية. وهم لا يتحملون أبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس)، ويكرهون حماس ويؤيدون أي تيار براغماتي في السلطة الفلسطينية ويحاول دفع مصالحة. وهذا أحد الأسباب التي تجعل محمد دحلان يحظى بمعاملة جيدة للغاية”.

واعتبر فيشمان أن “اتفاقا علنيا مع الإمارات بإمكانه أن يشكل حجر الدومينو الذي يشجع دولا خليجية أخرى إلى الانضمام لاتفاق علني مع إسرائيل، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر في الأمد المتوسط على تسوية بين إسرائيل والفلسطينيين أيضا. والدول القادمة في الدور قد تكون البحرين، وبعدها السودان وربما السعودية أيضا”.

وفيما يتعلق بالسعودية، نقلت “يديعوت أحرونوت”، اليوم، عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى قوله “إننا نأمل أن الانطلاقة مع الإمارات ستؤدي لاحقا إلى اختراق الطريق مع السعودية أيضا. وهذه كانت خطتنا الكبرى دائما وتطلعنا المركزي، واليوم أصبحت ممكنة أكثر. وينبغي أن ندرك أن زعيم الإمارات، محمد بن زايد، مقرب جدا من ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وخطوة بن زايد لتطبيع العلاقات مع إسرائيل تم تنسيقها مع بن سلمان من دون شك. ولذلك، لا يستبعد أن نرى تطبيع علاقات مع السعودية أيضا في نهاية الأمر”.

محاكمة نتنياهو

اعتبر المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، أنه خلافا لاتفاقيتي السلام بين إسرائيل وكل من مصر والأردن، اللتين خاضتا حروبا مع إسرائيل، فإن الاتفاق مع الإمارات “يخترق فتحة أخرى هامة، وعلنية هذه المرة، في حلقة العزل العربي حول إسرائيل”.

وأضاف أن الاتفاق مع الإمارات “يحسم أيضا، لصالح نتنياهو، خلافا بينه وبين خصومه في اليسار وإدارات أميركية سابقة، إذ اتضح أنه بالإمكان أن يتم تحسين بشكل كبير العلاقات مع الدول السنية، من دون أن حل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني أولا”.

وحسب هرئيل، فإنه فيما يتعلق باتفاقيات تحالف وتطبيع علاقات رسمي مع دول خليجية أخرى، بينها البحرين وعمان والسعودية، والسودان أيضا، “ورغم أن الأولويات تغيرت، بحيث يكون التطبيع قبل حل الصراع مع الفلسطينيين، فإنه ثمة شك إذا كانت الدول الخليجية ستتنازل عن الفكرة الماثلة في صلب مبادرة السلام السعودية، من العام 2002، القائلة إن الاعتراف بإسرائيل وإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مقابل إقامة دولة فلسطينية”.

رغم ذلك، اعتبر هرئيل أن “الإمارات ليست مجرد دولة غنية أخرى. فهذه قوة إقليمية طموحة، تسعى إلى إبقاء بصمتها على الشرق الأوسط”. لكنه رأى أن يصعب على إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تحقيق إنجازات في الشرق الأوسط. من جهة أخرى، وفي ظل معارضة المستوطنين واليمين عموما، وهو المعسكر المؤيد لنتنياهو، لوقف، أو تجميد، مخطط الضم، “فإن الغاية الأساسية، إن لم تكن الوحيدة، التي توجه نتنياهو حاليا هي الحاجة إلى الإفلات من إدانة في لائحة الاتهام التي تنتظره، في ثلاثة قضايا (فساد) خطيرة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.